د. طارق بن محمد بن حزام
أهلت علينا بشائر المغفرة والخيرات والحسنات والفضائل والرحمات شعيرة الحج والعشر الأوائل من ذي الحجة هذه الأيام المباركات التي يًعدها الكثيرون فرصة عظيمة للتقرب لله سبحانه وتعالى.
طهر قلبك، من الآثام والخطايا، واستغفر لذنبك، وتب عن يقين واجتهد بالعبادات وجد في العشر.
هي ليست أيامًا عادية.. إنها أيام الله.
أيام اختارها رب العزة وشرّفها ورفع قدرها، وجعل فيها الخير يتنزل من السماء، كما يتنزل الغيث على الأرض الظامئة.
عشر ذي الحجة.. أيّامٌ عظيمة أقسم الله بها فقال: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
أيّامٌ قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام».
في هذه الأيام: يُحب الله أن يسمع دعاءك، ويرى عملك وخشوعك، ليغفر زلاتك ويكفر عن سيئاتك.
ومن قصّر طوال العام.. فالعشر نجاة ومن ظن أن قلبه لا يصلح.. فالعشر دواء.
هل من مشتاق؟
هل من قلبٍ ما زال يشعر بنداء السماء؟
هل من عينٍ تشتاق أن تدمع من خشية الله؟
هل من عبدٍ ضاعت منه أيام كثيرة.. ويريد أن يربح هذه الأيام القليلة الباقية؟
يا مشتاقًا للجنة.. العشر بأبهى حللها قد أقبلت.
يا حزينًا يا مهمومًا يا من أثقلته الذنوب.. في هذه الأيام تُقال العثرات، وتُشرح الصدور وتعظم الأجور، فلا تفوّتها.
راجع قلبك.. اغتنم أياما وسويعات العشر فإنها لا تتكرر بل قد لا تعود أبداً.
قل:
إلهنـا مـا أعدلـك
مليك كـل من ملـك
لبيك قـد لبيت لـك
لبيك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك
ما خاب عبد سـألك.
ماذا نصنع في هذه الأيام؟
- نكثر من التكبير: والذكر فهو شعار هذه الأيام.
- نُجدّد التوبة ونتقرب إلى الله: فالبدايات الجديدة تصنعها المواسم العظيمة.
- نصوم، خاصة يوم عرفة: لفضله العظيم. صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
- نتصدق ونصل الأرحام: فالمضاعفة تشمل كل بر.
- نقرأ القرآن: اجعل لك وردًا يوميًا، ولو بضع آيات، فالأجر في هذه الأيام عظيم ارفع عملا صالحا تلقاه غدا عند بارئك.
- نحج ونعتمر: وهي من أفضل العبادات في هذه الأيام، لمن استطاع إليه سبيلا.
وختاماً: ها هي أيام الله، العشر الأوائل من ذي الحجة.. فهل من مشتاق، فرصة لا تعوّض، فاستثمرها قبل أن تفوتك وتقول يا ليتني كنت معهم.