عبدالعزيز بن سعود المتعب
لشعر الغزل وتحديدا «المغنى» منه وقع تأثيره -الخاص- المرتبط في محطات تفاصيل سماعه في رحلة العمر بحلوها الذي يبقي عليه كل صاحب طاقة إيجابية لامرها الذي أخذ بلا هوادة كل بسمة أفلت، من ذلك ورد المعاني الذي نثره في القلوب طيلة رحلة أعمارنا كبار الشعراء مثل الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله - والشاعر أحمد رامي -رحمه الله- والشاعر نزار قباني -رحمه الله- وغيرهم من أصحاب الإحساس العالي الذين وهبوا التجلي المؤثر كما ينبغي في القصيدة إلى حد أن يتماهى بمشاعره من يشنف سمعه في بوحهم ولا يستطيع أن يقنع نفسه بأنها تتحدث عن مواقف من حياتهم التي مروا بها لا عن مواقف من حياته التي مر بها، مثال ذلك قول الشاعر الأمير خالد الفيصل بصوت الفنان محمد عبده (حبه سرى بي سرية الغيم بالليل.!) يالعذوبة هذا الوصف من يستطيع أن يرصد بعفويته الغيم وهو يسير في الليل؟ إنها ببساطة -اختزال- لتمكن الشاعر الحقيقي دون الخوض في الرؤية البلاغية أو مستويات النص الأسلوبية وأنواع الصور وأنساق تشكيلها. ومن ذلك قول الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- بصوت الفنان طلال مداح -رحمه الله-: (صوت المطر كنه تعاتيب خلان.!) أي ابتكار للمعنى هذا وتجسيد لجمال اللحظة بتفرد، أما الشاعر نزار قباني -رحمه الله- صاحب مقولة «الحب ان أكتفي بك ولا أكتفي منك أبدا» فقد غنت له الفنانة فيروز -ضمن ما غني له من كلماته- قصيدة كتبها بريشته المرصعة بتميزه المعهود بعنوان -لا تسألوني ما أسمه حبيبي- منها قوله: (ترونه في ضحكة السواقي.. في رفة الفراشة اللعوب.. في البحر في تنفس المراعي.. وفي غناء كل عندليب.. في أدمع الشتاء حين يبكي.. وفي عطاء الديمة السكوب.. محاسن لا ضمها كتاب.. ولا أدعتها ريشة الأديب).