م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- الانفعالات المضطربة تفسد الأفكار وتتلف العواطف، وتربك العقل، وتعكس الحالة السلبية التي تعيشها النفس، وتعكر السلام الداخلي.. وهذا بدوره يكدر صفو الحياة، مما يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الكراهية، والغضب، والغرور، والشهوة للانتقام، والطمع، والحسد.. كل ذلك يترك آثاره السلبية على صحتنا الجسدية وتوازننا الداخلي، فالانفعالات المضطربة تؤدي إلى الاضطراب العاطفي والعقلي، وهذا من أسباب الأمراض بما فيها المستعصية كما يثبت الطب الحديث.
2- لا يقتصر تأثير الانفعالات المضطربة على الأمراض الجسدية، بل إنها تؤثِّر على الحالة النفسية للإنسان، فهي أساس القلق، والإحباط، والاكتئاب، والارتباك، وترفع من وتيرة الضغوط التي تنتاب الحياة العامة وتؤدي إلى أن يكون السلوك انتقامياً ونزقاً، بل غير أخلاقي أحياناً.
3- الانفعال في حقيقته هو التغييرات التي تحصل في النفس نتيجة لمثير خارجي المصدر (غالباً)، يؤثِّر على الأفكار التي يمكن أن تطرأ على النفس فتهيجها.. الانفعال هو حركة الانتقال من شعور إلى شعور آخر معاكس.
4- الانفعال ليس هو الإحساس، رغم أن كليهما مرتبط بالنَّفْس.. فالإحساس ذو المصدر الخارجي مثل الروائح والأصوات والألوان والطعم والملمس.. والإحساس ذو المصدر الداخلي كالألم، والجوع، والعطش، والشوق، والخوف.. إلخ.. فالانفعال هو نتيجة إدراك يثير النفس في أحد الاتجاهين السلبي أو الإيجابي دون إرادتنا.
5- الانفعال هو شعور فجائي يعتري الإنسان كردة فعل فورية لفعل أو قول دون تفكير مسبق إنما استجابة مباشرة لذلك الحدث.. وهذا الانفعال قد يكون سلبياً تجاه شيء أغاظنا أو إيجابياً تجاه شيء سرنا.
6- الانفعال شعور فوري وهو مرتبط بالمزاج، الفارق أن المزاج يمكن أن يكون مصدره داخلياً، أما الانفعال فيستثار من مصدر خارجي.. والانفعال هو المؤثِّر على المزاج، فإذا كان الانفعال سلبياً أصبح المزاج سلبياً، وإن كان الانفعال إيجابياً فإن المزاج سيكون إيجابياً، فالمزاج يتبع الانفعال.
7- الانفعال هو عنوان فضفاض يغطي انفعالات النفس من مشاعر وعواطف وأحاسيس وأهواء.. أي أنه حركة داخلية تنقل الإنسان من حالة عصبية إلى أخرى، من حالة السكون مثلاً إلى الاضطراب، يصاحبه تأثير بدني يظهر في احتقان الوجه، وارتفاع الصوت، وسرعة نبض القلب، وارتباك السلوك.. أيضاً يُعَرَّف الانفعال بأنه اهتياج وقتي وشعور عابر.