سلطان مصلح مسلط الحارثي
يغادر فريق الهلال لأمريكا، حيث منافسات كأس العالم للأندية، في نسخته الأولى والأقوى، وهو كسير وجريح، بعد أن أحرجته الجهة التمويلية، في التأخر بدعمه في فترتي الصيف والشتاء الماضيتين، وبعد أن أحرجه المفاوض، بسوء التفاوض، الذي لم ينتج عنه شيء!.
الجهة التمويلية، كان عليها أن تقوم بدورها في تجهيز ممثل الوطن في المحفل العالمي، وذلك من خلال دعمه في فترة الصيف الماضي، حتى يستطيع أن يستقر الفريق، ويذهب للمنافسات العالمية، وهو بكامل عافيته، ولكن هذا لم يحدث، فالدعم المالي لم يستلمه الهلال إلا بعد الفترة الشتوية بأسابيع، وهذا التأخير، استغله اللاعبون والوكلاء في فترة التسجيل الاستثنائية، وأصبحوا يزايدون لكسب أعلى مبلغ ممكن! وهذا ما يجب أن نتفاداه في المستقبل.
أما المفاوض الهلالي، فقد أخفق في إدارة المفاوضات خلال هذه الفترة، التي كانت تحتاج لمفاوض شرس، وصاحب قرار صارم، ويكفي هنا أن نستشهد بما حدث في مفاوضة اللاعب النيجيري أوسمين، الذي ماطل كثيراً، لدرجة أنه بحسب الإعلام، رفض العرض الخامس الذي تقدم به الهلال! وهذه ليست بالطريقة التفاوضية الصحيحة، فاللاعب إن رفض العرض الأول والثاني، كان بالامكان أن يتحدث المفاوض مع وكيله، ليستدعي اللاعب للجلوس على طاولة المفاوضات، وتعرف ما لديه، ويعرف ما لديك، وتقدم له مشروعك، وقتها إما أن يقتنع وتوقع معه، أو ينتهي الأمر، وتذهب للخيارات الأخرى، خاصة وقد عرف الجميع عقلية اللاعب، ومماطلته الواضحة.
هذا كله، يجب أن يتركه المحب الهلالي خلف ظهره، فقد أصبح من الماضي، ويجب أن يتم دعم الفريق، في كأس العالم للأندية، حيث سيخوض الهلال يوم الإربعاء القادم، أولى مبارياته أمام ريال مدريد، وهذه المباراة الكبيرة، ستكون محط أنظار محبي كرة القدم في العالم، ويفترض أن يكون ممثلنا جاهزاً لها، فالفريق وإن كان ينقصه بعض التدعيمات، إلا أنه يملك لاعبين كبارا، سبق وأن التقوا بريال مدريد وغيره من الأندية الأوروبية، وثقة الوسط الرياضي السعودي فيهم كبيرة، لتجاوز هذه المباراة، التي لو حصل فيها الهلال على نقطة، ستكون مكسبا كبيرا.
اللوبي الأزرق أبعد مشعبي!
أعلن رئيس نادي الاتحاد لؤي مشعبي، استقالته من رئاسة ناديه، مسبباً ذلك بعدم قدرته في الاستمرار، بحكم ارتباطه في عمله، مؤكداً أن التواجد في رئاسة النادي مع استمراره في عمله يفوق طاقته - كما وصف -.
هذا خبر طبيعي جداً، وكل إنسان معرض للظروف التي تجبره على الابتعاد عن أي عمل، ولكن الوسط الرياضي، دائماً ما يؤول مثل هذه الاستقالات، وبحكم أن العاطفة الجماهيرية تتجه نحو «نظرية المؤامرات»، وتؤمن بها، فلن أستغرب لو تحدث جمهور، وربما بعض إعلام الاتحاد في المواسم القادمة، عن أسباب ابتعاد لؤي مشعبي، ووضعها كالعادة في اللوبي الأزرق، (الذي نسمع عنه ولم نره)، مثلما فعل جمهور وإعلام الأهلي، بعد تحقيق فريقهم بطولتي الدوري والكأس موسم 2016، والذي ابتعد بعدها رئيس النادي الأهلي مساعد الزويهري، الذي واجه حروبا داخلية، بعد تحقيق الثنائية، وأصبح محبوبا لدى جماهير ناديه، ولأن أغلب الجماهير لا يعرف التفاصيل، وضعوها في اللوبي الأزرق، ومثلما فعل جمهور وإعلام النصر، حينما حقق سعود السويلم، بطولة الدوري موسم 2019، وغادر بعد تصريحات نارية، قسم من خلالها النصراويين لقسمين، قسم يهمه ناديه ويدعمه، وقسم آخر وصفهم بالنرجسيين الذي يختلقون الأزمات، موضحاً أنهم لا يهمهم إلا مصلحة جيوبهم، إن أعطيتهم امتدحوك، وإن لم تعطهم هاجموك.، وأطلق عليهم مسمى «شلت البلوت»، وقد كان التصريح سببا في هجوم بعض النصراويين عليه، وعلى رأسهم أسطورة نادي النصر ماجد عبدالله، الذي قال في أحد لقاءاته، أن سعود السويلم صاحب ميول هلالية، وبالرغم من ذلك، وبعد مغادرة السويلم، ضج النصراويون، وقالوا إن اللوبي الأزرق سبب في ابتعاد السويلم! متناسين حديثه، ووقوف بعض النصراويين ضده.
اللوبي الأزرق (الذي نسمع به ولم نشاهده)، مثل (البعبع) أو (السعلية)، التي كنا نسمع فيها حينما كنا صغاراً، وحينما كبرنا، اكتشفنا أنها مجرد خرافات، كان من حولنا يرددونها لتخوفينا، وهذا تماماً، ينطبق على اللوبي الأزرق، الذي لو كان موجوداً، لساعد الهلال في التعاقد مع لاعبين لكأس العالم منذ فترة الصيف، ولو كان اللوبي الأزرق موجوداً لما استمر النيجيري ايمينالو ساعة واحدة بعد تصريح «التحديات»، ولما أُجبر على المغادرة لكأس العالم للأندية 2022، وهو موقف من التسجيل فترتين، ولمنح حق التدابير الوقتية، ولو كان اللوبي الأزرق موجوداً، لما صدر قرار إيقافه لفترتين ليلة عيد الفطر.
الشواهد على أن اللوبي الأزرق هو «سعلية» كرة القدم، كثيرة جداً، ولكن يبقى السؤال: ماهو الهدف من التمسك بهذه الخرافة؟ الأهداف كثيرة، ومن أهمها، التغطية على فشل الفرق التي لا تتحقق البطولات، ويكون هذا العذر جاهزا دائماً، كما أن قصة اللوبي الأزرق، جاءت للتغطية على اللوبي الأصفر، المتغلغل داخل كرة القدم السعودية.
الأخضر في الملحق
لم يكن عدم تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2026 بشكل مباشر، مفاجئاً بالنسبة لي، وربما يكون كذلك للغالبية، فما قدمه الأخضر في هذه التصفيات منذ بدايتها، كان يشعرنا بالخطر، ولعل خسارتنا من منتخب البحرين في جدة، وتعادلنا مع إندونيسيا في جدة، وخسارتنا منها في إندونيسيا، كانت العلامات الأخيرة عند الجمهور الرياضي السعودي، بعدم تأهل المنتخب، وإن كانت مباراة استراليا في الجولة الأخيرة، حملت آخر آمالنا، إلا أن وضعنا في البدايات أثر على النهايات، ويبقى الأمل في التأهل عبر الملحق، مع أنني مازلت متمسكا في القناعة التي كتبتها عبر هذه الزواية قبل أشهر، في أن تأهلنا لن يضيف لنا شيئا، بل ربما نتلقى خسائر ثقيلة، لذلك كانت رؤيتي، تتبنى صناعة جيل يستطيع تحقيق البطولة الآسيوية القادمة، التي تستضيفها السعودية، ويستطيع تقديم مستويات مشرفة في كؤوس العالم القادمة.
تحت السطر
_ بالتوفيق لممثل الوطن، وواجهته المضيئة، في المحفل العالمي.
_ فريق الهلال، بما يحمله من تاريخ وإرث، يعتبر العلامة التجارية لرياضة الوطن، والبراند الذي تستطيع أن تراهن عليه، مهما مر عليه من تعثرات و «تحديات».
_ لو كان غير الكبير لتم دعمه مالياً ومعنوياً وتم تجهيزه من الصيف، ولكنه في كل مرة يواجه الخذلان وينتصر.
_ يترصدون له في كل شاردة وواردة لإسقاطه، ولكنه عصي عليهم.