الآثار هي من العلوم التي تختص بدراسة البقايا المادية التي خلفها الإنسان، ويبدأ تاريخ دراسة علم الآثار ببداية صنع الإنسان لأدواته.
هذا ما تم تعريفه في (الآركيولوجي) على موقع واي بيك ميشن ومنهم من صنف هذا العلم على أنه علم الإنسانسة (الآنثروبولوجي) ومنهم من أدخله تحت سقف علم التاريخ.
يتناول هذا المقال موضوع العملات الأُموية بني أمية (41هـ - 132هـ) لن أقول دراسةً بل عرض لبعضٍ منها حتى يرى القارئ شكلها، وذكرُ ما نُقِشَ عليها، والغرضُ من ذلك هو اطْلاعُ القارئِ الكريمِ على حقبةٍ زمنيةٍ تاريخيةٍ من هذا الجانب وهو جانب المسكوكات، والمسكوكات هي الشكل والهيئة النهائية من عملية السكّ. وتسمى المسكوكات نقوداً أو العُملة النقدية وهي ذاتُ شكلٍ ملموسٍ سواءً كانت ورقاً أو معدناً.
كلمة أموية -بضم الألف- هي نسبةٌ إلى بني أُميّة، وأميّة هو ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان أول ملك للدولة الأموية هو معاوية بن أبي سفيان ثم عقبه ابنه يزيد فمعاوية بن يزيد(1) فمروان(2) بن الحكم بن أمية فعقبه ابنه عبدالملك بن مروان فالوليد بن عبدالملك(3) فسليمان بن عبدالملك فعمر بن عبدالعزيز فيزيد بن عبدالملك، فهشام بن عبدالملك، فالوليد بن يزيد بن عبدالملك، فيزيد بن الوليد بن عبدالملك، فإبراهيم بن الوليد، فمروان بن محمد.
لقد اطلعت اطلاعاً سريعاً على بحث دكتوراه لمبارك بن علي الدعيلج حفظه الله وجذب انتباهي شيءٌ جميل في البحث -من وجهة نظري على الأقل- وهو استثارة المخيلة لتأمل فترة الدولة الأموية من منظور آثارهم من العملات والنقوش التي بداخلها، وكأنك تعيش بينهم ولعلي هنا أقتبس من بحث الدكتوراه بعض صور النقود وما كتب فيها.
ثم إن مكان ضرب العملة ومكان سكّها يعطي إيحاءاً تاريخياً فعلى سبيل المثال سك العملة في مدينة اصطخر وغيرها من مدن.
ونأخذ على سبيل المثال صورة دينار الخليفة عبدالملك بن مروان، تاريخهُ: سنة 78هـ، كتب على وجههِ : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكتب على ظهر العملة: الله أحد، الله الصمد لم يلد ولم يولد، كُتب على هامش العملة من الوجه :محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكُتب على الهامش من الظهر: بسم الله ضرب هذا الدينر سنة ثمان وسبعين (انظر الصورة المرفقة).
وفي الفقرة التالية تُرى صورة دينار الخليفة سليمان بن عبدالملك، تاريخهُ: سنة 97هـ، كتب على وجههِ : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكتب على ظهر العملة: الله أحد، الله الصمد لم يلد ولم يولد، كُتب على هامشه من الوجه: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكُتب على الهامش من الظهر: بسم الله ضرب هذا الدينر سنة سبع وتسعين (انظر الصورة المرفقة).
الحاشية:
1- مكث معاوية بن يزيد 40 يوماً وقيل 20 يوماً.
2- فتح الأندلس في خلافة الوليد بن عبدالملك.
3- الدولة الزبيرية هي قبل تولي مروان بن الحكم من سنة 64 وامتدت حتى سنة 73 هـ، وهم من ذرية أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب، وعبدالعزى أخ لعبد مناف.
المراجع:
صور العملات اقتبستها من رسالة دكتوراه لأخي الكريم مبارك بن علي الدعيلج بعنوان: النقود الأموية الذهبية والفضية في مجموعة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة (41-132هـ/ 662 - 750م).
** **
- فهد الدهمش المسعري