سلطان مصلح مسلط الحارثي
بحكم عامل الوقت، يُنشر هذا المقال، وقد عرف الجميع نتيجة لقاء الهلال وريال مدريد، التي أقيمت مساء البارحة، وإن كانت التوقعات تتجه نحو فوز فريق ريال مدريد، الذي لا يفوق الهلال وحده، إنما يفوق جميع أندية العالم، على كافة المستويات، فنياً ومالياً واستثمارياً وقيمة سوقية ونجوم.
ولهذا السبب، فإن فوز الملكي الاسباني طبيعي جداً، وعلى الرغم من أن كرة القدم، في جميع أنحاء العالم، تخضع للتقييم الفني، وفي الأغلب تسير في اتجاه المنطق، إلا أنها في المقابل تخضع للظروف التي تحدث خلال 90 دقيقة، لذلك نتمنى أن يقدم سفير الوطن رياضياً، في المحافل العالمية، مستويات مشرفة في جميع المباريات، تماثل ما قدمه في نهائي كأس العالم للأندية عام 2022، أمام ريال مدريد أيضاً، والتي بناء عليها، أبدى رئيس نادي ريال مدريد السيد بيريز، مطلع هذا الأسبوع، تخوفه من مباراة الهلال، واصفاً المباراة بالنهائي المبكر.
كما هو نهائي كأس العالم للأندية 3022، الذي جمع ريال مدريد والهلال»، ويبدو أن بيريز، عرف حجم الهلال، أكثر من بعض المسؤولين في كرة القدم السعودية، الذين لم يقدموا للهلال في جميع مشاركاته العالمية السابقة أي شيء، ويبدو أن بيريز، عرف قيمة الهلال، أكثر من بعض الإعلاميين الذين يحاربونه ليل نهار، وهو الذي رفع راية الوطن، في كل محفل يشارك فيه، وصنع للرياضة السعودية، مجدا عظيما، وشرف الوطن خير تشريف، حتى جاء اليوم الذي تمنى فيه رئيس أكبر أندية العالم، عدم مقابلته في أول جولة، وهي الأمنية التي كانت تراودني منذ أول يوم في القرعة، لعدة أسباب من ضمنها التدرج في المباريات، كما أن مقابلة الريال في أول مباراة، قد تستنزف جهد اللاعبين، وتؤثر عليهم في المباراة التي تليها.
بقي أن أشير في هذا الشأن، إلى تقرير قناة ريال مدريد، الذي منح الهلال حقه، كزعيم للقارة الآسيوية، وكبير الأندية السعودية، وقد عرضوا بطولاته وإنجازاته، وذكروا بعض أساطيره الذين مروا عليه، مثل البرازيلي ريفالينو، والأسطورة الحية سالم الدوسري، وهذا التقرير يستحق أن يفخر به المشجع الهلالي، كونه جاء من قناة أكبر أندية العالم.
في النصر.. ضخ مالي وهدر بلى مردود
بعد أن لبى المسؤولون في الجهة المالكة لنادي النصر مطالب الجماهير النصراوية، بعودة النصر لأبنائه كما يقولون، وتم تعيين ماجد الجمعان رئيساً تنفيذياً للنادي، خرج بعد عدة أيام من تعيينه، عبر منصة x، مشيراً إلى أن «المال محدود»، في ايحاء واضح، بأن الفريق لن يتعاقد في الفترة الشتوية مع أي لاعب، ليتفاجأ الوسط الرياضي، بصفقة اللاعب دوران، التي كلفت خزائن النصر 77 مليون يورو، ليظهر التساؤل الدائم، من أين للنصر هذه الأموال، ورئيسه التنفيذي «الذي أقيل قبل يومين» قبلها بأيام يقول المال محدود؟
هذا السؤال، سنتركه جانباً، لنذهب للأهم، فالنصر منذ أن انتقلت ملكيته، من وزارة الرياضة، لصندوق الاستثمارات العامة، مطلع الموسم قبل الماضي، وسُددت ديونه التي وصلت مئات الملايين، استطاع أن يتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين وتحديداً الأجانب، فقد لعب له حتى الآن 15 لاعباً أجنبياً، يأتي على رأسهم كريستيانو رونالدو وماني وبيرزوفيتش وبينتو ولابورت وسيماكان وتيليس وفوفانا وأوتافيو وأوسبينا وكونان وعزيز وويسلي وانجيلو ودوران.
خمسة عشر لاعباً أجنبياً، لعبوا للنصر في موسمين فقط، ولم يحققوا له أي بطولة، وبعضهم رحل وهو عاجز عن تحقيق أي منجز، وهذا العدد من اللاعبين، يعتبر كبيرا، ولا يمكن أن يمر على فريق يريد المنافسة، ناهيك عن الهدر المالي، الذي لاحظه كل الوسط الرياضي، فالتعاقد مع مثل هؤلاء اللاعبين الكبار، لا شك أنه مكلف مالياً، وإنهاء عقودهم سيكون مكلفا أيضاً، فكيف يصرف النصر كل هذه الأموال على لاعبين يأتون ويذهبون دون تحقيق أحلام وآمال وتطلعات جماهير النصر؟
هذا على المستوى المالي، أما فنياً، كيف ينسجم الفريق وكل هؤلاء اللاعبين مروا عليه في موسمين فقط؟ أين الاستقرار الذي يجلب البطولات؟ وكيف يستطيع الفريق المنافسة وتحقيق البطولات، وهو يغير ما يعادل 7 لاعبين في الموسم الرياضي؟
هذا يسمى «تخبط وعشوائية»، إذ لا يمكن أن تحقق البطولات وأنت معدوم الاستقرار، خاصة إن تلك التغييرات، يتبعها تغيير المدربين، فالنصر في الموسمين السابقين، مر عليه مدربان من مدرستين مختلفتين، وهذا يؤكد أن النصر يتخبط مالياً وفنياً، ولن يستطيع تحقيق البطولات، طالما يسير وفق هذا النهج الخاطئ.
كذابون ومخادعون
في مواقع التواصل الاجتماعي، بإمكان أي شخص، أن يكتب معلومة، نسبة صحتها 0 %، أي أن تلك المعلومة من بنات أفكاره، أو سربها له وكلاء أعمال «يبحثون عن تسويق لاعبيهم»، وبالرغم من ذلك، نجدها تنتشر بين الجماهير، كانتشار النار في الهشيم، والمصيبة حينما نجد من يتبنى تلك المعلومة، ويبني عليها آراء، ويحاسب المسؤولين عليها.
هؤلاء الذين اتخذوا الكذب، وسيلة للوصول للشهرة والتكسب، أو لعداوة شخصية، لو وجدوا من يقف ضد انتشار معلوماتهم، وتصدوا لها، بعدم التفاعل معها، لاختفوا من المشهد الرياضي، ولكنهم وجدوا جماهير تنخدع بسهولة، وتصدق كل معلومة تُكتب، دون تدقيق وتمحيص، كما أن غياب الجهات المختصة بالمحاسبة، جعل هؤلاء الأشخاص يتمادون في نشر المعلومات المغلوطة.
تحت السطر
- الهلال الذي خرج من موسمه الماضي بمستويات متدنية، بسببها أُقيل مدربه البرتغالي جيسوس، تأمل جماهيره أن يعكس توقعاتها، ويظهر بشكل مختلف في كأس العالم للأندية، خاصة وقد تعاقدت إدارته، مع واحد من أفضل مدربي العالم الايطالي انزاغي، الذي بالتأكيد لم يسعفه الوقت لمعرفة اللاعبين وإمكانياتهم، أو لوضع خططه وطريقة لعبه، ولذلك فالحمل كله على اللاعبين، الذين بالتأكيد يملكون امكانيات كبيرة، فهم الذين كسروا جميع الأرقام في الموسم قبل الماضي، وحققوا جميع البطولات المحلية دون خسارة، وسجلوا رقماً عالمياً، كأكثر فريق على مستوى العالم يسجل انتصارات متتالية.
- فشل المركز الإعلامي بنادي الهلال في تقديم ما يليق في فريق الهلال، المشارك حالياً في كأس العالم للأندية في أمريكا، ولم يستغل هذه الفرصة، في نشر مواد إعلامية عبر مواقعه في التواصل الاجتماعي، تسلط الضوء على زعيم آسيا، وكبير الأندية السعودية، وتاريخه الكبير، وإرثه وبطولاته، وأبرز نجومه، وتاريخه في كأس العالم.
- يدعون حبهم للنادي، وهم يكذبون ويروجون الشائعات من أجل مصالحهم وأهدافهم دون أي اعتبار للنادي.
- يحاربونه ليل نهار عبر تغريداتهم ومساحاتهم، ولا يخجلون من أي كلمة أو لفظ نابي، ويريدون من الجميع أن يكونوا مثلهم.
- هم بلا مبادئ، فقد تجمعهم المصالح اليوم، وتفرقهم غداً.
- أُقيل بعد فترة قصيرة، وبعد أن انكشف على حقيقته، وانكشفت قدراته.