د.زيد محمد الرماني
إن الإنسانية في خطر، فالإنسان لم يتملك قبلاً وسائل تدمير مماثلة ولم يسيطر القلق على مستقبل العالم كما هو عليه الأمر اليوم.
فالعنف موجود في حياة الدول، كما في حياة الأفراد والوضع الدولي الجديد يتصف بسلسلة من فقدان التوازن الخطير على السلام الدولي.
إن مخاطر اتساع الخطر وشموله تتزايد في هذا العالم الذي يزداد اضطرابه يوماً. وإن هذا التراكم في التناقضات يزيد اضطراب الأمن خطورة ويشجع على تسارع السباق نحو التسلح.
حيث تجاوز الإنفاق الدولي على سباق التسلح مليون دولار في الدقيقة، أي أكثر من 550 مليار دولار في عام واحد. وشغلت صناعة السلاح 400.000 عالم أي 40 % من الأدمغة في العالم.
هذه الأرقام -في الحقيقة- التي تمثل صورة للواقع تشكّل تهديداً خطراً. فهي أكثر بعشرين مرة من مجموع المساعدات العامة للبلدان النامية.
إن ما يقلق أكثر هو حصة العالم الثالث في هذا التسلح. فقد ازداد على نحو: 3 % في الخمسينيات ووصل إلى 9 % في السبعينيات، وأصبح 16 % في الثمانينات، و20 % في التسعينيات، و40 % في الألفية الثالثة.
يقول الأستاذ علي أورفلي في كتابه (العالم في خطر): إن للدول الصناعية حصة كبرى في المسؤولية باعتبارها أصبحت تجار سلاح، فهي تسهم من جهة في سباق التسلح ضمن منظور نزاع محتمل بين الغرب والشرق. ومن جهة ثانية، فهي البائع الرئيس للسلاح إلى بلدان العالم الثالث.
منذ بداية القرن الماضي والإنسان يحاول جاهداً لإيجاد الأسلحة الأكثر فتكاً، فالقذائف المباشرة لم تعد تكفي.
لذا، ظهرت الغازات أثناء الحرب العالمية الأولى وبدت آثارها مخيفة للمحافل الدولية حتى منع استعمالها من قواعد الحرب.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية ظهر سباق آخر يتلخص في الإجابة على السؤال التالي: كيف يمكن الوصول إلى العدو وإيقاع أكبر إصابة ممكنة في صفوفه؟
فطورت القذائف الموجهة التي تمتلك قدرة اختراق الحاجز الدفاعي الجوي، وحوّل هذا السلاح جمع الحلفاء قواهم العلمية، وكانت نتيجتها ما حدث في هيروشيما، وما يحدث الآن في العالم كافة.