«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
في يوم ليس كبقية الأيام.. يوم ارتفعت في الأعلام.. أعلام وطن العز وموطن الأحلام.. قدم زعيمنا الرياضي مباراة عظيمة، أمام أعظم أندية العالم.. وقبل البداية.. دعونا نقص الرواية.. رواية هلال المجد والإعجاز.. والبطولات والانجاز.. الذي ذهب لأمريكا وحيداً.. ولم يكن جمهوره سعيداً.. متوقعاً أن لا يذهب بعيداً.. ولأنه الزعيم.. النادي العظيم.. فقد قاوم الظلم.. ولم يستسلم.. ورفع راية التحدي.. ناسياً الوضع المتردي.. في موسم كارثي.. خرج منه بمستويات متذبذبة.. ولأن الكبير لا ينسى تاريخه.. وماضي عزه وشموخه.. فقد عاد الهلال.. عاد أمام الريال.. الريال الكبير.. الريال العظيم.. عاد هلالنا بقوة.. وسطى بعنوة.. بعد أن استحوذ وسيطر.. وتفنن وتبطر.. وكأن الملعب من أملاكه.. عاقداً معه الشراكة.. واضعاً أمامه أجمل عبارة.. ليمد لنا من سلسبيله.. ويقول للجميع.. حينما يجد الجد.. ليس لي ند.. حتى وإن كان زعيم أندية أوروبا وعظيمها.
هلال الوطن.. يامن تجليت في سماء الغرب.. وكتبت قصة الحب.. وجعلت العالم يرفعون رؤسهم ليروك.. ولويت أعناقهم ليشاهدوك.. بك نفخر ونفاخر.. وبك نزهو أيها الفاخر.. وبك نراهن.. ولا نداهن.. فقد وضعتنا في مقام مرتفع.. مقام لا يليق إلا بالكبار.. والجبابرة العظام.. هناك حيث الريال واليوفي.. والإنتر والسيتي.. وبقية الرفاق.. الذين استشعروا بخطورتك.. وهيبتك وحضورك.
يا هلال العز.. يامن صنعت التاريخ.. وأهديتنا عطرك الفواح.. بك نعتلي القمم.. وبك نستنهض الهمم.. ونذهب معك لأبعد وأبعد.. وأبعد من الأبعد.. فقد منحتنا الحياة والسعادة.. وعلمتنا معنى الإرادة.
شكراً أيها الهلال.. شكراً لكل هذا الجمال.. الذي صنعته أمام الريال.. في قلب ميامي.. رسمت لوحة جديدة.. طرزتها بألوان فريدة.. ستبقى راسخة في الأذهان.. وإن طواها الزمان.. فلا غيرك سلطان.. ولا غيرك ملك.. ومن نافسك هلك.. أنت زعيم القارة الصفراء.. وإن تطاول الجبناء.. وأنت الكبير.. ولا غيرك كبير.. وبوجودك يصغر الجميع.
ياهلال المعجزات.. ياصانع المستحيلات.. ياغيمة السماء التي لا تنجلي.. وقمرها المعتلي.. ياناشر الأفراح.. في الليالي الملاح.. يارفيق المنصات.. وملك الأولويات.. نقر ونعترف.. بكل أمانة وشرف.. قد أوفيت بوعدك.. وصنعت مجدك.. بيدك وحدك.