في مشهد دبلوماسي آخذ بالتوسّع، تثبت المرأة السعودية حضورها كقوة ناعمة تُسهم بفاعلية في صياغة العلاقات الدولية، مستندة إلى قيم وطنية راسخة وخبرة متنامية في محافل العالم. لم تَعُد مشاركتها اختيارًا تكميليًا، بل باتت عنصرًا محوريًا في أداءٍ دبلوماسي يُبنى على الكفاءة والهوية معًا.
تحت مظلة رؤية 2030، تحوّل تمكين المرأة من شعار إلى ممارسة مؤسسية، أفرزت وجوهًا نسائية لامعة تشغل مناصب نوعية، وتُجيد تمثيل المملكة في المنظمات الدولية والمحادثات الثنائية والمنتديات رفيعة المستوى. فتمثيلها اليوم لا يقتصر على نقل الرسائل، بل يمتد إلى صياغة المواقف، وبناء الجسور، وتعزيز الصورة الذهنية للمملكة عالميًا.
تتميّز هذه التجربة السعودية في الدبلوماسية بقدرتها على الدمج بين المهنية المتقنة والانتماء الثقافي. فالمرأة التي نشأت في بيئة غنية بالتنوع من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن الشرقية إلى الساحل الغربي، تنقل للعالم وجهًا دبلوماسيًا يحمل بصمة محلية بروح عالمية.
في هذا السياق، تبرز أهمية توسيع تجارب المرأة السعودية ضمن الملفات ذات الأبعاد الدولية المتعددة، لا سيما تلك التي تتطلب فهمًا عميقًا للتحولات الإقليمية، ومهارات تفاوض في ظل التعقيد السياسي المتزايد. كما يظل الاستثمار في التدريب والتمكين المستمر حجر الزاوية لاستدامة هذا الزخم.
اليوم، تحظى الكوادر النسائية بثقة متزايدة، وتشهد حضورًا نوعيًا في ساحات التأثير الدولي، مدعومة بسياسات واضحة وإرادة وطنية حقيقية. وبدلاً من الاكتفاء بالتمثيل الرمزي، تتقدّم المرأة السعودية كصانعة موقف وشريكة في القرار.
هذا المشهد الواعد لا يعكس فقط تقدمًا فرديًا، بل يؤكد نضج المرحلة التي تمرّ بها المملكة، حيث باتت مشاركة المرأة في الدبلوماسية عنوانًا للثقة، ومؤشرًا على رؤية وطنية تُراهن على جميع طاقاتها لبناء مستقبل مزدهر وحوار دولي متزن.
** **
نورة فيصل الشعبان - عضوة سابق لمجلس الشورى