الوكالات - العواصم:

في الثانية التي صمتت فيها المدافع، بدأ سباق من نوع آخر: سباق الروايات، وتثبيت صورة “المنتصر” في الذاكرة.

اثنا عشر يومًا من النار والغبار بين إيران وإسرائيل انتهت باتفاق وقف إطلاق نار رعته واشنطن، لكن خلف عناوين التهدئة تكمن طبقات من الصراع المؤجل، والحسابات المفتوحة.

فترامب أعلن تدميره للنووي الإيراني وأنه أنهى الحرب ، وطهران تحدثت عن الانتصار والصمود ، وتل أبيب عن “نصر تاريخي”..

فقد أسدل الستار على الحرب الإيرانية - الإسرائيلية بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الثلاثاء بعد اثني عشر يوماً من الحرب تخللتها ضربات أمريكية استهدفت 3 منشآت نووية إيرانية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء: إن واشنطن دمرت البرنامج النووي وأوقفت الحرب بين طهران وإسرائيل ، وأضاف في منشور عبر منصة «تروث سوشيال»: «كلاً من إسرائيل وإيران أرادتا إنهاء الحرب بنفس القدر» ..وتابع: «دمرت النووي الإيراني وأوقفت الحرب» .. معلناً أن إسرائيل لن تهاجم إيران وأكد أن وقف النار مستمر.. وشدد على أن إيران لن تعيد بناء منشآتها النووية، موضحاً أنه لا يريد رؤية «تغيير للنظام» في إيران، وقال: إن ذلك سيؤدي إلى فوضى.

وحث ترامب الذي كان أول من أعلن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار إسرائيل على عدم إلقاء القنابل على إيران، ما من شأنه أن يشكل بحسب قوله «خرقاً كبيراً» للهدنة.

من جانبه قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس الثلاثاء إن بلاده تشهد نهاية للحرب معلناً استعداد طهران للحوار والدفاع عن حقوق شعبها على طاولة المفاوضات.

وتعهد بزشكيان بأن تحترم بلاده اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي شرط قيام إسرائيل بالمثل.

ووجه الرئيس الإيراني رسالة إلى شعبه وقال: «نشهد اليوم وقفاً لإطلاق النار ونهاية للحرب»، مضيفاً «هذه الحرب فرضت علينا وانتصرنا فيها» ، ومضى بالقول: «أثبتنا للعالم أن بلادنا قادرة على الصمود بدعم شعبها».

من جهته اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل حققت انتصاراً تاريخياً على إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل تدخلت في إيران باللحظة المناسبة.وأضاف موجهاً كلامه للإسرائيليين أمس الثلاثاء: «حققنا نصراً تاريخياً وهذا النصر سيبقى لأجيال».

وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل دمرت الكثير من منشآت إيران النووية، بالإضافة إلى تدمير عشرات المصانع العسكرية ، وأكد أنه يجب إكمال الحملة على المحور الإيراني وهزيمة حماس وإعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات من غزة.وشدد نتنياهو على أنه سيحبط أية محاولة لإيران لإعادة بناء برنامجها النووي وقال: « لم يكن لإسرائيل صديق أفضل من ترامب في البيت الأبيض».