قال الناقد محمد الطريّف إن القصائد المتميزة في الطير (الصقر) لا يجيدها إلاّ صقاّر متمرس وشاعر متمكن في آن واحد؛ لأن هذا اللون من الشعر تتطلب فيه القصيدة الدقة المتناهية، بدليل ندرة من أجادوه ببراعة من الشعراء الكبار -على سبيل المثال لا الحصر-: الشاعر عبد الرحمن العطاوي، الشاعر بدر الحويفي -رحمه الله-، الشاعر محمد الخس -رحمه الله-.
ومن أبرز الشعراء في هذا الجيل أو الأبرز بشفافية الشاعر الجزل ياسر التويجري الذي رى أنه رقم صعب كشاعر في كل أغراض الشعر، وتحديداً في هذا اللون من الشعر لمخزونه اللغوي في هذه الهواية الأصيلة وولعه المتناهي بها، وإلمامه التام بكافة جوانبها؛ الشيء الذي مكّنه من أن يكون في صدارة شعراء جيله احتكاماً إلى نصوص شعره ومنها قوله:
تنادوا وجيناها وحنّا طوال خشوم
لكن الولع ماله سوى السمع والطاعه
يقدّم بنا جبرٍ دقاق الغطى ملموم
على الوكر ثندانه تشيله عن كراعه
تشيّخ مثل شيخة (معزّي) بروس القوم
عديمٍ خذا الشيخه على القوم بذراعه
ومنها قوله:
حنيش الدفان اللّي على الشدق فيه رقوم
ليا شاف في عينه من الربد مرتاعه
يداور على التكيه مثل ربشة الملخوم
لاجينا على الحروه وأخذ له ربع ساعه
هذا والله اللّي لا تمقّلت به مدغوم
مردّد قرانيس وخوال امه سباعه
ومن قصيدة أخرى يقول:
هذا عذاب البُرق وابليس ملعون
الموت الأحمر والقشر في عيونه
سبوق ومشبّب ووافي ومزيون
وفعايله عند الهدد مثل لونه