سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم تكن مباراة الهلال وريال مدريد، التي أُقيمت مساء يوم الأربعاء قبل الماضي، لحساب الجولة الأولى من كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، مباراة عادية بالنسبة لممثل الوطن، فقد برهنت على عدة أمور، من أهمها، إسكات الكارهين للمملكة، الذين يتحينون الفرص، للقدح فيها، وفي أي مشروع نهضوي تعلن عنه، كما برهنت على أن مشروعنا الرياضي، الذي تبناه ورعاه وصرف عليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يسير في الطريق الصحيح، وبرهنت أيضاً على أن فرقنا باستطاعتها مقارعة كبار أندية العالم، والتفوق عليها، كما برهنت على شخصية وهيبة فريق الهلال، الذي كان خلال الموسم المنصرم يعاني، وذهب لأمريكا دون أي دعم، أو صفقات جديدة، باستثناء المدرب الإيطالي الكبير إنزاغي، ولكنه ظهر أمام أكبر أندية العالم وأعظمها ريال مدريد، بشكل مختلف، حيث استحوذ وسيطر، وقدم واحدة من أجمل مبارياته، التي ستبقى في ذاكرة المشجع الهلالي كثيراً، بعد أن تعادل مع الريال 1/1، وأضاع العديد من الفرص، خاصة في الشوط الأول، الذي كانت نسبة استحواذ الهلال فيه 55 %.
العرض الهلالي المميز، تواصل أمام فريق سالزبورغ النمساوي في الجولة الثانية، بعد أن قدم مستوى كبيرا، استحوذ وسيطر، وقدم كل شيء في هذه المباراة باستثناء الأهم، وهو الهدف، حيث افتقد الهلال مهاجمه الهداف ميتروفيتش في هذه المباراة، كون البديل ليوناردو «المبتعد منذ شهرين»، لم يظهر بمستواه، ولأن إنزاغي لا يوجد لديه البديل الذي يستطيع إنهاء الفرص التي أُتيحت للهلال، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي، وتتوجه الأنظار نحو مباريات الغد الحاسمة، والتي سيقابل فيها الهلال صاحب المركز الثالث برصيد نقطتين، باتشوكا المكسيكي الذي لا يملك أي نقطة، وخرج رسمياً من البطولة، بينما يواجه ريال مدريد صاحب المركز الأول بـ 4 نقاط، سالزبورغ النمساوي صاحب المركز الثاني برصيد 4 نقاط، لذلك ستكون مهمة الهلال صعبة جداً، ولكنها ليست بالمستحيلة، فالهلال يحتاج إلى أن يفوز على باتشوكا، ويخسر أحد منافسيه على بطاقة التأهل «ريال مدريد وسالزبورغ»، أو يفوز على باتشوكا بأكثر من هدفين، على أن يتعادل الريال وسالزبورغ سلبياً، فيصبح الجميع خمس نقاط، وهنا يتأهل الهلال والريال بحكم فارق الأهداف، ربما تكون الحسبة معقدة بعض الشيء، ولكن على الهلال أن يفوز على باتشوكا، ويترك المباراة الأخرى، فالريال وسالزبورغ كل منهما يريد الفوز، حتى لا يدخلون في إشكالية الحسابات المعقدة، وإن كان ريال مدريد يسعى بقوة للفوز على سالزبورغ لضمان التأهل والحصول على المركز الأول.
مكاسب الهلال في كأس العالم
بعيداً عن تأهل ممثل الوطن في كأس العالم من عدمه، فإن هنالك إيجابيات عديدة، ومكاسب حقيقية، استطاع فريق الهلال الحصول عليها بفضل ما قدمه في هذه النسخة من البطولة الكبرى، ولعل أهمها، احترام العالم لهذا الفريق، من خلال ما قدمه في الجولتين السابقتين، وتسليط الضوء عليه، ومنحه حقه من الإشادة، معتبرته الفريق الأفضل في القارة الآسيوية، بل إن بعض المحللين الأجانب، أكدوا أن فريق الهلال، يستطيع اللعب في أي دوري في العالم، ويستطيع بهذا الأداء أن يكون من ضمن فرق المقدمة، والإشارة من قبل محللي القنوات والصحف العالمية لفريق الهلال، يعد من ضمن التسويق العالمي لفريق الهلال.
أيضاً من مكاسب الهلال في هذه المباراة، عودة بعض نجومه لمستوياتهم المعروفة عنهم، فهذا بونو الذي كانت الجماهير الهلالية تطالب برحيله، أعاد اكتشاف نفسه من جديد، بعد أن قدم مستويات كبيرة جداً، سواء أمام الريال، حيث استبسل وتصدى للعديد من الهجمات، كما تصدى لركلة الجزاء المدريدية في الدقائق الأخيرة، أو في مباراة سالزبورغ، التي مُنح نجوميتها، بعد أن تصدى للعديد من الفرص المحققة، كما استعاد كوليبالي مستواه، وكان سداً منيعاً أمام هجمات مهاجمي الريال وسالزبورغ، كما ظهر النجم المحلي حسان تمبكتي، بمستوى كبير، وقدم نفسه للعالم بصورة مذهلة، وكسب احترام المتابعين، كما استعاد نيفيز مستواه، وكان من ضمن نجوم المباراتين السابقتين، سواء في الحالة الدفاعية أو الهجومية، بينما قدم النجم المحلي ناصر الدوسري، مستويات كبيرة في هذه البطولة، وكان من نجوم الهلال البارزين، رغم أنه في المواسم الماضية كان حبيس الدكة في معظم المباريات، إلا أن ناصر، كشف لنا عن وجه آخر، عنوانه التميز والإبداع، ويبقى نجم النجوم، المدرب الإيطالي الكبير إنزاغي، الذي عمل على الأدوات التي يملكها، ونجح نجاحا باهرا، فإنزاغي الذي جاء لفريق مبعثر، وشبه محبط، وبدكة شبه خالية من النجوم، استطاع إعادة صياغة فريقه، في أيام معدودة، ليقدم لنا هلالا مختلفا، أبدع وأمتع، وأصبح حديث العالم، وطمأن محبي الهلال، على أن فريقهم يملك مدربا كبيرا، استطاع خلال أيام، كسب ثقتهم وإشاداتهم.
تحت السطر
- الأستاذ عبدالمجيد الحقباني عضو مجلس إدارة شركة الهلال، يستحق الثناء على ما يقدمه من جهود، وتناغمه مع رئيس النادي الأستاذ فهد بن نافل، معروف عند القريبين من البيت الهلالي.
- من المفترض أن تدعم الجماهير غير الهلالية، بحكم انتهاء موسم أنديتهم، المنتخب السعودي، المشارك حالياً في بطولة الكونكاكاف، ولكن هذا لم يحدث، فنحن نجد متابعاتهم واهتماماتهم متعلقة بالهلال المشارك في كأس العالم للأندية، داعمين ومساندين لكل الفرق التي تواجه الهلال، لدرجة أن الحساب الرسمي لنادي سالزبورغ شكر جمهور ناديين على دعمهم.
- الإشادة العالمية بفريق الهلال، أغاضت قلة قليلة من مدعيّ الإعلام، وقامت قيامتهم حينما عنونت الفيفا، مباراة الهلال وريال مدريد، بـ «ملوك القارة يتنافسون».
- المطرود يبث سمومه في مواقع التواصل بشكل عجيب، ووضع له مجموعة خاصة في «قروب»، وزودهم بمعلومات كاذبة، انكشفوا من خلالها.