سلطان مصلح مسلط الحارثي
فجر يوم الثلاثاء، وتحديداً الساعة الرابعة، كان الجميع يترقب رؤية الهلال.. الهلال الذي يتم رؤيته عبر العين المجردة، ولا يحتاج لتلسكوب الرائي عبدالله الخضير، المختص برؤية هلال السماء، فهلال الأرض حينما يتجلى يشاهده الجميع، ويكون واضحاً للعيان في أرجاء العالم، وإن كانت الدول تختلف حول رؤية هلال السماء، فهلال الأرض لا يمكن أن يُختلف حوله.
بالأمس، انتصر ممثل الوطن فريق الهلال على مانشستر سيتي 4-3، وأعلن تأهله لدور الـ8، في أول نسخة من كأس العالم للأندية 2025 بشكلها الجديد، ليضج السعوديون والعرب، فرحين بهذا الفريق الذي أصبح الممثل الوحيد للسعودية والعرب وآسيا، في المحفل العالمي، بعد أن قدم مستويات مذهلة، بدأها بكبير العالم فريق ريال مدريد، الذي فرض عليه سطوته وهيمنته، وأجبره على التعادل 1-1، ليذهب للفريق الأوروبي الآخر «سالزبورغ»، صاحب الطموح العالي، واللاعبين المميزين، ليفرض عليه الزعيم العالمي، التعادل سلبياً، بعد أن استحوذ وسيطر، ولم ينقصه إلا تسجيل الأهداف، لتأتي المباراة الأهم، والتي من خلالها أعلن كبير القارة الصفراء، تأهله لدور الـ16، بعد أن فاز على فريق باتشوكا المكسيكي، الذي كان يلعب دون أي ضغوط، بحكم خروجه من البطولة، فالفريق الذي ليس لديه ما يخسره، يلعب للمتعة، إن فاز أهلاً بهذا الفوز، وإن خسر فهو قد خرج من البطولة مسبقاً، ولذلك كانت مهمة الهلال صعبة، خاصة أنه كان يتنقل ما بين ولاية وأخرى كل يومين، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية، فالجميع كان يشتكي من الحر والرطوبة، ولكن عزيمة أبطال الهلال كانت أقوى من كل الصعاب، فقد حضروا في الموعد، وقدموا ما يستحقون من خلاله الفوز بثنائية، معلنين تأهلهم للدور الثاني، بعد أن فرضوا على المنافس التراجع للذود عن مرماه، في كثير من أوقات المباراة. وختمها أمس بانتصار تاريخي على بطل العالم وأوروبا بالأربعة.
الهلال في كأس العالم للأندية 2025، ذهب مُحملاً بالمتاعب والمصاعب، ولكنه قبل أن يحط رحاله في أمريكا، تذكر تاريخه العريض، واستعاد ماضيه الجميل، فحضر في جميع مبارياته، كالموج الهادر، والبحر المتلاطم، وقال للعالم: أنا الوقوف رغم الظروف.
هلال الأمجاد.. من عصر الأجداد.. حتى جيل الأحفاد.. تاريخ يُروى عبر الأجيال.
لا يعترف بالظروف.. ولا يسايره الخوف.. وفي كل ميدان معروف.. حروفه رُسمت من الجمال.
كل يوم يكتب لنا قصة.. ولا يمل من ارتقاء المنصة.. وله في كل منصة حصة.. سطرها نجوم وأبطال.
هلال الوطن.. يلعب بفن.. أذهل الإنس والجن.. وكأنه شيء من خيال.
يهوى الصعاب.. ويجذب الألباب.. حتى أصبح جذاب.. كونه بطل الأبطال.
إذا جد الجد.. وحان موعد الرد.. ليس له ند.. في كل ملعب ونزال.
سلمت يا هلال الوطن.. ودمت مشرفاً في كل محفل.
خاتمة:
كتب الإعلامي المخضرم سعود العتيبي، نصاً لا يجيده إلا أمثال سعود من الأدباء..
«الهلال للأصحاء عقلياً.. للكبار.. للكبار فكراً ووعياً وهمة.. لصناع المنجزات.. لأهل القمة.. لمن لا سقف لطموحاتهم.. لشمّ الأنوف.. للشامخين.. للوطن الذي أعطاه
لمن استثمر ماله وبحث عن تحقيق آماله.. إذا ضاقت واستحكمت حلقاتها.. نادينا الهلال.. فعزف المجد نشيدا.
ويقول الشاعر المتألق والكاتب فارس الروضان..
ياكبر حظك يالزعيم الهلالي
تضحك من الفرحة وغيرك له صياح
تلعب طرب قلبك من الهم خالي
يحق لك عايش حياتك بالأفراح
سيفك شطير.. لا ضرب ما يبالي
كم روض خصومٍ وكم حقق أرباح
في كل موعد لك شموخ ومعالي
ولك بالقمم هقوه وراية ومصباح.