عبدالعزيز بن سعود المتعب
يكثر الجدل حول بعض الأمثال الشعبية، إلاّ أن بعض القصائد بموضوعية ودقّة متناهية وعمق - كما ينبغي- ، وبعيدا عن التعميم تتماهى مع فحوى بعض هذه الأمثلة الشعبية، ومنها (الزين غسال يدين)؛ فالجمال كل لا يتجزأ في الفكر والروح والسريرة والمبادئ والسلوك والوفاء والنبل والإخلاص وكل ما له صلة بمكارم الأخلاق ورقي التعاطي مع الآخر، وبهذا لا يُحصر الجمال في ملامح قد يكون ما سواها من جوانب الشخصية الأخرى فارغ منه.! يقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله:
ابتعد عنّي ما أحبك وش تبي بي
قدرك الغالي رميته بالثرى
واحسايف قولتي لك يا حبيبي
يوم قلبي جاهلٍ بك مادرى
إنك الغادر وقصدك تلتهي بي
وإن عاطفتك تباع وتشترى
ويقول الشاعر عناد المطيري - رحمه الله:
لولا العيون اللّي مظاليل ونعاس
ماكان ينظر لك من الناس مخلوق
أنا عرفتك مامعك ذرة إحساس
تنظر تحت والناس نظراتها فوق
ويقول الشاعر محمد بن خلف الخس - رحمه الله:
الحب بلوى وأكثر الناس بلوى
وانا دليلي يااهل العرف عيني
القلب ما له في سميره وسلوى
لو اكثر العالم لها ميِّديني
مالي ببعض الزين عساه يُلوَى
ما ينشرح له خاطري لو.. بجيني
ولعل من أشهر القصائد في السنوات الأخيرة في هذا الشأن قصيدة مؤثرة للشاعر العراقي حسن المرواني، غناها الفنان كاظم الساهر؛ حيث عرّى الشاعر فيها زيف كل ما يُحسب على الحب من مكر وخداع وأنانية وتطلّب وتشرط ليس لأي منها صلة البتة بالحب الحقيقي وإن اُستعير قناع هذا الحب كذريعة وحجة واهية تفعيلا لمقولة (الغاية تبرر الوسيلة):
ممزق أنا لاجاهُ ولا ترفُ
يغريك فيّا فخلّيني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي
لو كنت ذا ترفٍ ماكنت رافضة
حبي ولكن عسر الحال مأساتي
- وقفة (من قصائدي القديمة):
إنت ياللّي حاصر الزين بملامح
للأسف ما تعرف أبعاد.. الجمال
الكفو حتى بدنيا الحب طامح
دايم أهدافه رفيعات المنال
قبل ما تُصدم وتزعل أو تسامح
شف ضحايا الاختيار بلا جدال!