واس - موسكو:
التقى معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، خلال زيارته الرسمية الحالية إلى روسيا الاتحادية، معالي وزير الصناعة والتجارة الروسي أنطون أليخانوف، وبحث معه فرص تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين، وتنمية الاستثمارات المشتركة.
وأكد الوزيران خلال الاجتماع، أهمية تطوير التعاون المشترك بما يدعم التنمية الصناعية في البلدين، وتمكين القطاع الخاص في المملكة، وروسيا، ليلعب دورًا محوريًا في الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتبادلة في القطاع الصناعي.
وأشار معالي الخريف، إلى حرص المملكة على الاستفادة من الخبرات الصناعية الروسية، خاصة في مجالات المعدات الثقيلة، والآلات الزراعية، والكيماويات، والسيارات، والصناعات التحويلية، وتقنيات التصنيع المتقدم، والتي تعد من القطاعات ذات الأولوية في الإستراتيجية الوطنية للصناعة بالمملكة.
وناقش الاجتماع، بناء شراكات استثمارية فاعلة لاستغلال الفرص المتاحة في مجالات نقل المعرفة والتقنية، والابتكار والأبحاث الصناعية، مستعرضًا أبرز الفرص الاستثمارية النوعية في القطاعات الصناعية الواعدة بالمملكة، والممكنات التي تقدمها لتسهيل رحلة المستثمرين.
وشدَّد الجانبان خلال الاجتماع، على التزامهما بتنمية الصادرات غير النفطية، وتسهيل نفاذها بين البلدين، بما يسهم في نمو التبادل التجاري، ويحقق التنوع الاقتصادي في المملكة وروسيا.
ووجّه الخريف الدعوة لنظيره الروسي، للمشاركة في مؤتمر التعدين الدولي، الذي من المقرر انعقاده في العاصمة الرياض خلال الفترة من 13 - 15 يناير 2026.
وشهد الاجتماع، حضور الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتنمية الصناعية (NIDC) المهندس صالح السلمي، والرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» المهندس ماجد العرقوبي، والرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات السعودية المهندس عبد الرحمن الذكير، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الاتحادية عبدالرحمن الأحمد.
ويأتي لقاء معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية بنظيره الروسي، في إطار جهود المملكة المستمرة لتعزيز الشراكات الصناعية الدولية، وتبادل الخبرات مع الدول الصناعية الرائدة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
على صعيد ذي صلة افتتح وزير الصناعة والثروة المعدنية أمس الجناح السعودي المشارك في معرض الصناعة الدولي »INNOPROM 2025»، الذي يقام في مدينة «يكاترينبورغ» الروسية خلال الفترة من 7 - 10 يوليو الجاري، وتشارك فيه المملكة بكونها دولة شريكة للمعرض.
ويترأس معالي الخريّف وفد المملكة المشارك في المعرض، الذي يضم عددًا من المسؤولين من (18) جهة حكومية و (20) شركة وطنية رائدة، تمثل قطاعات حيوية منها الخدمات الصناعية، والتكنولوجيا، والتصنيع، والآلات، والمعادن، والأتمتة الصناعية، والطاقة، والسياحة، والثقافة.
ويضم الجناح السعودي، العديد من الجهات الحكومية تشمل وزارة الاستثمار، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، ووزارة الطاقة، وبرنامج «استثمر في السعودية»، وبرنامج «صنع في السعودية»، وبرنامج «روح السعودية»، بالإضافة إلى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وهيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، ومركز الإقامة المميزة، والهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، وعدة شركات تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، منها شركة نيوم، وشركة تطوير المربع الجديد، ومجموعة روشن.
وينظم الجناح عددًا من الأحداث الترويجية للتعريف بالمزايا التنافسية للبيئة الاستثمارية في المملكة، والفرص الواعدة في عدة قطاعات صناعية، إذ تركِّز على تطويرها وتوطينها الإستراتيجية الوطنية للصناعة، إلى جانب تسليط الضوء على الممكنات والحوافز المقدمة للمستثمرين الصناعيين، التي تتضمن حلولًا تمويلية من «الصندوق الصناعي» وبنك التصدير والاستيراد السعودي، كما تستعرض تلك الفعاليات تطوُّر البنية التحتية الصناعية في المملكة، التي تشمل مدنًا صناعية ومناطق اقتصادية خاصة، ومجمعات صناعية متخصصة.
وتعرض الشركات الوطنية الرائدة المشاركة في الجناح السعودي، أحدث منتجاتها وتقنياتها الصناعية أمام الزوار، كما يشهد الجناح عقد عدة لقاءات ثنائية بين قادة الصناعة في المملكة وروسيا الاتحادية؛ بهدف مناقشة فرص تعزيز التعاون الصناعي، وتنمية الاستثمارات المشتركة.
وتؤكد مشاركة المملكة في هذا الحدث العالمي، التزامها بتعزيز الشراكات الدولية في القطاعات الصناعية والاستثمارية، مما يرسّخ مكانتها كشريك موثوق على الساحة الاقتصادية العالمية، كما تسعى المملكة إلى جذب الاستثمارات النوعية الروسية في القطاعات الحيوية التي تستهدف توطينها وتطويرها، وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في نقل المعرفة وتوطين التقنيات، وتعزيز سلاسل الإمداد الصناعية والتعدينية وزيادة الصادرات السعودية غير النفطية.
يشار إلى أن العلاقات السعودية الروسية تشهد نموًا متسارعًا على مختلف الأصعدة، مدفوعًا بتطور الشراكة الاقتصادية بين البلدين، خاصة في قطاعات الصناعة والتعدين والبتروكيماويات، والتصنيع المتقدم، الذي انعكس على حجم التبادل التجاري غير النفطي بين المملكة وروسيا الاتحادية، حيث ارتفع من (1.84) مليار ريال عام 2016، إلى (12.3) مليار ريال عام 2024.
ويُعد معرض الصناعة الدولي »INNOPROM 2025» من أهم المعارض الصناعية المتخصصة على مستوى العالم، حيث يمثل منصة إستراتيجية لعرض أحدث التقنيات الصناعية، ويُقام بشكل سنوي منذ عام 2010، بتنظيم من وزارة الصناعة والتجارة الروسية، ومشاركة أكثر من (60) دولة.