م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - أيهما أكثر أهمية في حياتك: ما تملكه أم ما تشعر به؟ هذا سؤال المليار دولار! وهو السؤال الذي سوف يفسره كل فرد في العالم بطريقته المختلفة عن الآخر، وبالتالي لديه إجابته المختلفة عن أي أحد آخر.
2 - غالبية البشر تتأثر مشاعرهم بتأثيرات خارجية، وهذا يجعلهم عبيداً للمتحكم الخارجي.. ويمكن أن تعرف هل أنت واحد من هؤلاء العبيد بسؤالك نفسك «عن حال مشاعرك»، فإذا ألقيت بالمسؤولية على مسبب خارجي فاعلم أنك واحد منهم، مهما كانت مشاعرك سلبية أو إيجابية، فقد تم التحكم بها بمؤثر خارجي.. ورغم أنه نادراً أن نجد الشخص الذي لديه السيطرة الداخلية على نفسه، إلا أن هذا الشخص هو المتحكم وليس غيره، والذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن مشاعره.
3 - من نماذج الأسئلة والأجوبة التي تدل على أي من النوعية أنت سؤال: هل تشعر بالرضا؟ الأجوبة السلبية للمُسْتَعْبَد سوف تتراوح بين: مديري في العمل يسيء معاملتي، أنا حظي سيء، والأمور تسير على رأسها معي فهي تسير عكس ما أريد.. أما الأجوبة الإيجابية فتتراوح بين: أنا مرتاح مع مديري في عملي، أو حالفني الحظ في شراء بيتي... إلخ.. أما أجوبة الشخص الذي يتحكم بنفسه ويسيطر على داخله فهو يوجه المسؤولية لنفسه وليس للآخرين فيجيب: أنا أوهمت نفسي بأشياء غير صحيحة، أو أنا تأثرت بكلام الآخرين، أو أشغلت بالي بما يعتقده الآخرون.. وهكذا.
4 - الشخص الذي يعتقد أنه مُسَيَّر وليس مخيراً هو مثال لضحية التفكير الخارجي، الذي يأتمر بما يقوله الآخرون سواء بالتوجيه المباشر أو التقليد أو الاتباع، وهي حالة يعتريها الكثير من عدم الثقة بالنفس.. فالشخص الذي يحس بالإحباط لأن مديره لا يثق به ولأن زملاءه لا يحترمونه ولأن أبناءه لا يهابونه، وأن زوجته لا تُقَدِّر جهوده، هذا الشخص المسكين ألقى كل مشاكله على الآخرين وأخذ هو يلعب دور الضحية.
5 - الشخص المملوء بالشعور بالمظلومية مثال آخر لضحية التفكير الخارجي، يرى أن الآخر يتآمر عليه، وأنه الضحية التي تحتاج إلى الرأفة والرحمة لا التأنيب والنصح على ما آل إليه حاله حتى باء باحتقار الآخرين له.. إنَّ لعب دور الضحية والمظلومية مبرر للهروب، وإسقاط نفسي لتبرئة الذات عما آلت إليه من فشل.. الذي يشعر بالمظلومية هو شخص فتح الباب للقوى الخارجية للتحكم به، المشكلة إذا وجد هذا الشخص أن الآخرين هم مصدر نجاته من الشعور بالذنب الذي قد يصيبه لو تخلى عن الشعور بالمظلومية.. وكلا الشعورين مرض يجب علاجه.
6 - الشخص الذي تتحكم به العوامل الخارجية يصبح بارعاً جداً في إلقاء اللوم على الآخرين، فهو لا يخطئ، وهو كامل في شخصيته، وخلوق في سلوكياته، ومبدع في أفكاره، وعالٍ في طموحاته، لكن الآخرين والظروف هي التي تعوقه وتوقفه وتحد من مساعيه.. إلقاء اللوم على الآخرين أسهل وأسرع طريقة للتخلي عن المسؤولية عن أي شيء في الحياة، وهو الملجأ الذي يهرع إليه الشخص الذي تتحكم فيه القوى والعوامل الخارجية.. والمشكلة العظيمة لهذه السمة في الشخصية أنها توهمك أنك على حق وتعميك عن رؤية أخطائك حتى تصححها، فتستمر في ارتكاب ذات الأخطاء كما تستمر في لوم الآخرين حتى تموت.
7 - الثابت أن الأحمق هو الإنسان الذي يبحث خارج نفسه لتحديد ما يجب أن يشعر به أو ما يجب أن يفعله، هذا الأحمق يضع نفسه في موضع الاستعباد، ويضعها في مكان يهيئها لسيطرة القوى الخارجية عليها.