سلطان مصلح مسلط الحارثي
خرج فريق الهلال من ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، مرفوع الرأس، بعد أن لعب خمس مباريات، قاوم خلالها الظروف القاهرة، والإصابات، والدكة شبه الخالية من النجوم، مقدماً أفضل وأجمل المستويات الفنية، بعد أن جارى كبار أندية العالم، فارضاً سطوته وهيبته وشخصيته على جميع الأندية، ليتقدم الصفوف، وسط تصفيق العالم المذهول من هذا الفريق.
الهلال في أول وأقوى نسخة من كأس العالم للأندية بحلتها الجديدة، لعب 3 مباريات في دور المجموعات، قابل في الأولى كبير أندية العالم، وبطل أوروبا، ريال مدريد، وقد سيطر ممثِّل الوطن واستحوذ على أجزاء كبيرة من المباراة، وكان الأحق بالفوز، بناءً على تقييم المحللين في العالم، كما قابل الفريق الأوروبي الآخر سالزبورغ، متعادلاً معه، في مباراة فرض فيها الهلال سيطرته وهيمنته، وانتصر في المباراة الثالثة من أمام بطل المكسيك فريق باتشوكا بثنائية نظيفة، معلناً تأهله لدور الـ16، ليضرب موعداً من الكبير الأوروبي الآخر، وبطل كأس العالم للأندية في نسختها الماضية، فريق مانشستر ستي، حينها كان الغالبية، يتوقّعون خروج الهلال، بحكم جاهزية الستي، وما يملكه من نجوم، ناهيك عن قيمته السوقية التي لا تُقارن بجميع أندية روشن مجتمعة وليس الهلال وحده، إلا أن أبطال الزعيم، حضروا في هذه المباراة، وقدموا ملحمة، ستبقى في ذاكرة العالم، بعد أن استطاعوا الفوز برباعية، وأخرجوا واحداً من أقوى الفرق العالمية، ليصبح الهلال حديث العالم، من مسؤولين وإعلاميين ومدربين ولاعبين، ولم تقتصر الإشادة بالهلال على الوسط الرياضي فقط، إنما تجاوزته للساسة وقادة العالم، فهذا سمو الشيخ طحنون بن زايد نائب حاكم أبوظبي، يضع شعار الهلال على أمتانه، في جلسة رسمية، مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أظهرته الصور وهو يبتسم، منتشياً بالفريق السعودي، الذي مثَّل الوطن خير تمثيل، وقدَّم مشروعه كما ينبغي، وهذا وزير خارجية روسيا، يبارك لنظيره السعودي، فوز الهلال على مانشستر سيتي، وتقديم مباراة وصفها بالرائعة، وهذه الإشادات التي وصلت من الساسة للساسة، لا شك أن فيها رسائل عديدة، ومضامين جميلة، نحو رياضة السعودية، ونحو مشروعها الرياضي النهضوي.
في دور الـ8، قابل الهلال فريق فلومينينسي البرازيلي، بظروف قاهرة، حيث استمر غياب الثلاثي «سالم الدوسري ومتيروفيتش وحسان تمبكتي»، وقبل يوم من المباراة، أُعلنت وفاة اللاعب البرتغالي جوتا، وهذا ما أثَّر على زميليه نيفيز وكانسيلو، الذي وضح تأثرهما أثناء وقوف اللاعبين لدقيقة الصمت، وقد أثَّر ذلك على مستوياتهما في المباراة، فالهدف الأول للفريق البرازيلي، كان بسبب خطأ من كانسيلو لا مبرر له، ولكنه كان خارج الفورمة، وعذره معه، كما يُعذر المدرب الهلالي انزاغي حينما زجَّ به، كونه لا يملك البديل الجيد له، ناهيك عن أخطاء حكم المباراة التي أثَّرت بشكل مباشر على نتيجة اللقاء، وأشار لذلك المختصون، الذين ذكروا أن للهلال ركلتي جزاء، ولكن حكم الساحة وحكم الفار، فشلا في إدارة المباراة.
إذن.. الظروف كلها كانت ضد الهلال، ناهيك عن التعب والإرهاق الواضح على اللاعبين، منذ بداية أول مباراة، فالمدرب انزاغي، كان يضطر لإخراج بعض اللاعبين، بسبب الإجهاد الذي يتضح على اللاعبين تحديداً في الثلث الأخير من المباريات، وعلى الرغم من ذلك استطاع الزعيم العالمي أن يجاري كبار أندية العالم، ويُخرج بعضها من البطولة، كما استطاع أن يضع له بصمة عالمية لن تُنسى، وكان خير ممثِّل للمملكة، ومشروعها الرياضي، الذي أدهش العالم، بعد أن شاهدوا مستويات الهلال، ليثنوا على المشروع الرياضي، معترفين بأنه سيشكِّل خطورة على الدوريات العالمية، كما أشار لذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بعد انتصار الهلال على مانشستر سيتي، حيث قال بصريح العبارة: (خارطة كرة القدم تتغيَّر)، مشيداً بفريق الهلال، ومستوياته العالية.
ما قدَّمه فريق الهلال، بناءً على الظروف التي مر بها، قبل وأثناء كأس العالم للأندية 2025، تجاوز الطموح، فقد سجل الزعيم، اسمه في صفحات المجد العالمي، رغم أنه ذهب وحيداً، دون أي دعم أو صفقات، ولكنه ظل واقفاً بكل شموخ، لا يقبل الانكسار، مستنداً على إرث كبير، وتاريخ عريض، وجمهور يقف خلفه، داعماً وقت الدعم، وناقداً وقت النقد، ومشيداً وقت الإنجازات، ومطالباً وقت الإخفاقات.
إن ما قدمه ممثِّل الوطن، وسفيره الدائم في المحافل العالمية، يستحق عليه الشكر والثناء، وهذا ما وجده من الوسط الرياضي السعودي، ووجده بشكل أكبر من قبل العرب (رياضيين ومثقفين وأدباء وساسة)، مشيدين بممثِّلنا، الذي كان نداً لأقوى وأعتى الفرق العالمية، وهذا ما يوجب على المسؤولين الانتباه له، فالهلال اليوم أصبح علامة فارقة في الرياضة العالمية، ودعمه خلال الفترة القادمة مطلب ملح، دون الالتفات للمتأزمين الذين كان أقصى طموحهم، خروج الهلال من البطولة، غير مدركين أن وجود الهلال كان يعطيهم ضوءاً، وتميزه يدل على تميز كرة القدم السعودية، وقوة الدوري السعودي.
ابن نافل بين النقد والشخصنة
منذ أن عرفنا الوسط الرياضي، وهو يعج بالعديد من المتعصبين والمتشنجين، والباحثين عن المصالح، والجهلاء الذين لا يستطيعون التفريق بين النقد الهادف، الذي يتقصى صاحبه عن المشكلة، ويضع الحلول المناسبة، وبين الشخصنة التي يسعى صاحبها لتشويه المُنتقد لأهداف معينة، يسعى لتحقيقها، وربما يبحث عن مصلحة لم تتحقق، فأصبح يرمي في كل اتجاه، ومع كل أسف، هنالك جهلاء يتبعون المشخصن وأصحاب المصالح، معتقدين أن نقدهم مبني على المصلحة العامة، وهؤلاء يشكلون رأياً عاماً، ومن خلالهم يعتقد المشخصن، بأنه سيحقق أهدافه ومصالحه! وهذا ما حدث ويحدث في المشهد الهلالي، حيث استغل أصحاب المصالح، تراجع فريق الهلال في الفترة السابقة، فأصبح رئيس النادي فهد بن نافل هدفاً لهم، وحاولوا بكل السبل تشويه صورته عند المشجع الهلالي، إلا أن الإنجازات والبطولات التي تحققت في عهده، كانت مثل الدرع الذي تصدى لكل شخص حاول تشويه صورته، مع التأكيد أن هنالك من انتقد العمل بحدة وقسوة، مطالباً بالتصحيح أو الرحيل، وموضحاً السلبيات التي وقعت فيها إدارة الهلال، وهؤلاء هم من يجب أن يُستمع لهم، ويكون لرأيهم صدى كبير.