سلطان مصلح مسلط الحارثي
يبدو أن المسؤولين في نادي الهلال، فاض بهم الكيل، من تصرفات الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومواعيد بطولاته التي في كل موسم تشكل أزمة حقيقية للأندية، وتترك ردة فعل قوية بين الأوساط الجماهيرية والإعلامية، ولكن هذه المرة، قدم الهلال اعتذاره بشكل رسمي لاتحاد الكرة، رافضاً مشاركته في كأس السوبر السعودي، الذي يقام بنهاية أغسطس في هونج كونج، على أن يُلعب النهائي قبل أول جولة من دوري روشن بخمسة أيام فقط! وهذ بدون شك فيه إرهاق للأندية، وتحديداً نادي الهلال، الذي للتو انتهى من مشاركة مشرفة في كأس العالم للأندية، مثّل فيها الوطن خير تمثيل، فهل جزاء هذه المشاركة المشرفة، هي ضغطه بكأس السوبر في هذا التوقيت، وفي هونج كونج؟! وهل أصبحت بطولة السوبر، تشكل أزمة حقيقية للمنظمين عنها؟! ولماذا أصبحت هذه البطولة، حجر عثرة أمام الهلال تحديداً، فالموسم قبل الماضي تم وضعها قبل دور الـ4 من دوري أبطال آسيا بعدة أيام، ولُعبت في الإمارات، ليعود الهلال بعد تحقيقه البطولة للرياض، ومن ثم يغادر للإمارات مرة أخرى ليلعب نصف نهائي آسيا، وفي موسم 2022، تم وضع السوبر قبل إقامة كأس العالم للأندية 2022، بخمسة أيام! وأُجبر الهلال على التنازل عن هذه البطولة حتى لا يُرهق لاعبيه! فلماذا يتم وضع هذه البطولة بشكل يوحي للمتلقي أن توقيتها موجة ضد الهلال؟ الذي أجزم أن اعتذاره عن المشاركة في السوبر السعودي لهذا الموسم، فيه درس لاتحاد الكرة، حول اختيار توقيت مواعيد بطولاته، حتى وإن كلف ذلك الاعتذار معاقبة الهلال!
اتحاد الكرة يورط الأندية؟
بعد إقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم، وجود 8 لاعبين أجانب، في فرق دوري روشن السعودي، وارتفاع العدد لـ10 لاعبين خلال الموسم الماضي، ظهرت أزمة حقيقية في جميع الفرق، خاصة تلك التي عانت من كثرة إصابات لاعبيها، وغيابهم لأسابيع أو أشهر، فالفوارق الفنية ما بين اللاعب الأجنبي الأساسي، واللاعب المحلي الاحتياطي، شاسعة جداً، ولم يعد بقدرة فرق دوري روشن ومدربيها، تقليص الفوارق الواضحة، فاللاعب السعودي قياساً بنوعية اللاعبين الأجانب، الذين يتواجدون اليوم في الدوري، يعد لاعبا «مكملا»، باستثناء الأسطورة سالم الدوسري.
هذه الأزمة، لا تتحملها الأندية التي تسعى دائماً إلى استقطاب نجوم كبار يستطيعون مساعدتها في تحقيق البطولات، خاصة مع الدعم الحكومي الذي تجده الرياضة السعودية، ولهذا فإن النقد الذي يتم توجيهه للأندية، على مستوى ضعف دكة البدلاء، ليس له ما يبرره، هو قد يكون مبررا فيما لو كان عدد اللاعبين الأجانب مفتوحا، ولكن الأندية مُلزمة بـ10 لاعبين أجانب فقط، وهنا تكمن المشكلة التي أصبحت محل اهتمام وتضجر الجماهير الرياضية، وحلها لن يكون عن طريق الأندية، فالحل يوجد لدى اتحاد الكرة، ورابطة دوري المحترفين، وحلها قد يكون برفع عدد اللاعبين الأجانب بشكل مفتوح، أو على الأقل يكون عدد اللاعبين الأجانب 50 % من قائمة أي فريق، وهذا الحل ربما يرى البعض أنه سيقلص من حظوظ تواجد اللاعب السعودي، وتقل فرص مشاركاته، ولكن طالما الموسم القادم، سيكون لدينا دوري رديف، ستكون حظوظ اللاعب السعودي المميز موجودة، ومن يستطع إثبات نفسه، سيحظى بفرصة المشاركة في دوري روشن، أما إن بقي الوضع على ما هو عليه، فسوف تبقى مشكلة «دكة البدلاء الضعيفة» مستمرة، وسيبقى التضجر الجماهيري مستمرا.
تحت السطر
- المزايدات التي تحدث في الصفقات التي تبحث عنها إدارة نادي الهلال تحديداً، تضع المتلقي في حيرة من أمره، ويبقى السؤال: لماذا يحدث هذا مع الهلال فقط؟
- لم يهدأ المشجع النصراوي، وكذلك الإعلام المنتمي له، في مطالباتهم، المنطقية وغير المنطقية، فهم في كل قضية تخص ناديهم، تعلو أصواتهم، سواء كان الحق معهم، أو كان الحق عليهم، فهم اعتادوا على كسب قضاياهم في المكاتب، ولذلك اعتلت أصواتهم اليوم، مطالبين بتواجد فريقهم في دوري أبطال آسيا للنخبة، بدلاً من اللعب في دوري آسيا 2، فهم يرون فريقهم أكبر من هذه البطولة، ولكن رؤيتهم تخصهم، ولا يمكن فرضها على أنظمة وقوانين الاتحاد الآسيوي، الذي لم يضع لائحة لكل بطولة، إلا لتطبيقها.
- النجم العالمي، فرض شروطه ومنها، عدم اللعب في الدوري القاري الذي يرى بأنه أكبر منه! والسؤال الذي يفرضه المنطق، كيف وافقوا على ذلك؟