د.زيد محمد الرماني
لا يخفى على كل مفكر ومثقف أنَّ للآداب في حياة الشعوب كل الشعوب تاريخاً طويلاً. فقد كانت عامرة بالقيم والمثل، وحافلة بالمواقف والحكايات، وزاخرة بالوصايا والإرشادات.
ولا غرو، أن أصبحت تلك الآداب في العصور المتأخرة أقساماً أكاديمية ومقررات دراسية ومشروعات بحثية وإعلامية، وفي هذا السياق فإنَّ الأدب الإنجليزي يحمل في طياته أساسيات التعرف على ثقافات الآخر وعاداته وتاريخه وقيمه.
وهكذا وجدنا في جامعاتنا كليات وأقساماً أكاديمية للغة الإنجليزية وآدابها، وكأنَّ الأدب الإنجليزي، ومن واقع ذلك المسمّى، يشكل حجر أساس في ذلك التخصص.
إذ لا شك في أنَّ دراسة أيّ أدب تنمي في الدارس ملكة التذوق للنصوص، وتشجع الموهبة الكامنة في النفوس، وهي وسيلة لإثراء الذاتية وجوانب الإبداع. وهنا، لابد من التأكيد على أهمية اختيار النصوص، بحيث لا تتعارض مع أصول عقدية أو قيم أخلاقية.
وبعد، فإنَّ هناك حقائق أساسية تتصل بالأدب الإنجليزي يحسن الإشارة إليها، منها: تُعدُّ الآداب مرآة الشعوب، ودراسة هذه الآداب لها فوائد عديدة، ثم إنَّ للآداب أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، كما أنَّ في الأدب متعة فنية للدارس، حيث تطلعنا دراسة الآداب على الإبداعات الأدبية للآخرين.
إنَّ الدارس لنصوص الأدب الإنجليزي ينبغي أن يتبع منهجاً مناسباً لمعالجة النصوص المختلفة، سواء من حيث شكلها أو نوعها (قصة، رواية، شعر، نثر)، أو من حيث لغة النصوص وتراكيبها وصورها البيانية، أو من حيث مكونات تلك النصوص المختلفة.
وهكذا، فلا عجب إن اختلفت طرائق قراءة الأعمال الأدبية من دارس لآخر، بَيْدَ أنه لا توجد في الغالب قراءة خاطئة للنص.
ومع ذلك تبقى تساؤلات عديدة مهمة حول كيفية دراسة الأدب الإنجليزي وتدريسه ، مع يقيني أنَّ دراسة الآداب عموماً تُقدِّم للدارس خلاصة تجارب بشرية جديرة بالدراسة.