سلطان مصلح مسلط الحارثي
في خبر بالنسبة لي غير متوقع بناء على معلومة مؤكدة، رغم أنني كنت مع مغادرته، وكتبت في هذه الزاوية أن الهلال بحاجة للتغيير، أعلن الأستاذ فهد بن نافل مغادرته لرئاسة نادي الهلال، بعد ستة مواسم، كان الهلال فيها في قمة عنفوانه، مستويات ونتائج، حيث حقق الفريق الأزرق برئاسته 12 بطولة رسمية، ما بين محلية وقارية، ووصل للقمة العالمية، بعد أن خاض 4 مونديالات، لعب في إحداها على النهائي، وحقق لقب الوصافة من أمام فريق ريال مدريد، وهذا يعتبر الإنجاز الأعظم على مستوى كرة القدم السعودية، كما شرف الوطن في المونديال الأخير، بعد التعديلات الكبيرة التي طرأت على البطولة، حيث حقق المركز السابع، متفوقاً على أندية عالمية كبرى، بعد أن قارع ريال مدريد وكاد يهزمه، وأخرج المان سيتي بعد أن هزمه برباعية.
غادر ابن نافل رئاسة أعظم أندية القارة الآسيوية، وقد حقق جميع طموحات أنصار فريقه، رغم أن الست سنوات، مر بها منعطفات كادت أن تهوي بالأزرق الكبير، ولكن ظلت إدارته تقف أمام جميع العوائق، وتعالج أي خلل يقابلها، حتى يعود الفريق كما كان، بطلاً لا يشق له غبار، ويظل الموسم الأخير، هو الأسوأ في رئاسة ابن نافل، بالنسبة للهلاليين، حيث لم يحقق فيه الفريق إلا بطولة السوبر في بداية الموسم، ولكن في نهايته عاد الهلال وحقق سابع العالم.
الرئيس الذهبي فهد بن نافل، حضر للهلال بصمت مطبق، وظل على هذا الصمت حتى آخر يوم له في رئاسة النادي، ولكنه حقق ما لم يحققه أي رئيس آخر في تاريخ كرة القدم السعودية، لذلك يُعتبر ابن نافل الرئيس الذهبي، بعد أن تفوق على جميع الرؤساء، ووضع اسمه على رأس قائمة رؤساء الهلال، وحفر اسمه في ذاكرة كل الوسط الرياضي وليس الهلالي فقط.
اليوم غادر كرسي الرئاسة الهلالية، الأستاذ فهد بن نافل بعد أن عمل وأخلص وتحمل الكثير في سبيل بقاء الهلال في القمة، ولم يصدر منه أي خطأ أو زلة تجاه أي شخص أو كيان في الوسط الرياضي، بل كان في قمة احترامه منذ أول يوم حتى آخر يوم، ومثل هذه الشخصيات يعتبر خروجها من الوسط الرياضي خسارة كبرى.
بالنسبة لي شخصياً، أعتز بعمق العلاقة التي كانت تجمعني مع الأستاذ فهد بن نافل، والتي لم تؤثر على مهنيتي، كما أن نقدي اللاذع أحياناً لم يؤثر في الرئيس الهلالي، وهذه ميزة قليل من يتميز بها، فالمسؤول بشكل عام لا يحب النقد، ولكن بن نافل كان في كثير من الأحيان يناقش ويسأل، بل أحيان كثيرة يبادر بالاتصال ليسأل عن اتجاه النقد، وأين تكمن الحلول.
قبل ترشحه لرئاسة الهلال، كنت دائماً ما أتواصل معه، وأصر على عمل لقاء صحفي يبرزه، كونه وقتها غير معروف للكثير من الجماهير الهلالية، ولكنه في كل مرة يكرر، لن أظهر للإعلام، وكان هذا ديدنه حتى أعلن ترشحه، وأعدت المحاولة مجدداً، ولكنه كرر نفس الإجابة، وكررت المحاولة مرة ثالثة بعد فوزه برئاسة كرسي الهلال، فكرر نفس الإجابة، وأضاف عليها (أنا جئت لخدمة الهلال، ولن تراني في الإعلام)، وقد صدق ابن نافل، رغم أنني كنت أتوقع أن الأضواء التي تحيط بالهلال ستجعله يتنازل، ولكنه ظل صامداً، رافضاً للظهور الإعلامي، فاللقاءات التي أُجريت معه لا تتجاوز أصابع اليد، ولعله الرئيس الوحيد، عبر تاريخ كل الأندية السعودية، الذي تكون بطولاته أكثر من تصريحاته.
وطالما أن الأستاذ فهد بن نافل غادر كرسي رئاسة الهلال، بودي أن أكشف سراً عن شخصية ابن نافل، التي يراها المتابع هادئة، ولكنه دون حقوق الهلال، يختلف كلياً، ويملك من القوة، ما يجعله يواجه أي مسؤول رياضي لانتزاع حقوق ناديه، وقد فعلها مع شخصيتين رياضيتين، واستطاع أن ينتزع حق ناديه منهما، أقول هذا للتاريخ، ومن باب المهنية، كوني أعرف ذلك، وأقولها بعد أن غادر ابن نافل، حتى لا يأتي من يقول يطبل له، تلك الكلمة القبيحة التي يرددها بعض الجهلاء والسفهاء.
كما أكشف للمرة الأولى، عن جلسة ودية جمعتني بابن نافل في بداية رئاسته لنادي الهلال، وهي الجلسة الوحيدة التي جمعتني به أثناء رئاسته للهلال، وقتها كنت أسأل ماهي أهدافكم، وما هي البطولات التي تسعون لتحقيقها، فالمشجع الهلالي حينها كان يهمه تحقيقه اللقب القاري بعد غياب طويل، فقال: هدفنا جميع البطولات، فقاطعته وقلت، ربما هذا صعب، فرد: جمهور الهلال اعتاد على ارتقاء المنصات، ولو نخرج من بطولة ستتم محاسبتنا عليها.
ابن نافل الذي يحترم ويقدر جمهور الهلال، ربما ساء فهمه في أحد التصريحات، ولكنه يحمل من الود والتقدير لهذا الجمهور، مالا يدركه بعض الجمهور الهلالي.
وأكشف للمرة الأولى، عن نية ابن نافل مغادرة رئاسة الهلال قبل أن يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على أندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر، ولكنه آثر الاستمرار حتى لا يتشتت النادي ويكون مثل البقية، وهذا ما تم فعلاً، فقد كان الهلال مستقراً، ولذلك حقق في أول موسم للاستحواذ جميع البطولات المحلية، وسجل رقما قياسيا في عدد مرات الفوز، ليحصل على جائزة موسوعة جينس، كما تحمل ابن نافل بعض الأمور التي لم يكن يستطيعها، مثل قضية كنو واحتراف سعود عبدالحميد، وفضّل الاستمرار لمصلحة ناديه، بعيداً عن مصلحته الشخصية، وهذا يجب أن يُذكر اليوم، ليشكره جمهور الهلال، على ما قدمه للهلال، وعلى تحمله الكثير في سبيل الهلال.
بقي أن نقول.. شكراً لفهد بن نافل على كل ما قدمه للرياضة السعودية من خلال نادي الهلال، والمؤمل أن لا نترك مثل هذه الشخصيات الرياضية مهملة، فالخبرات التي اكتسبها، والنجاحات التي حققها، يجب أن نستغلها لنعزز جوانب النقص في كرة القدم السعودية من خلال آراء ورؤى تلك الشخصيات.
أموال الهلال تُجمَّد وأموال النصر تُهدر
يتردد بين الأوساط الهلالية، إن دعم فريق الهلال، الذي استلمه قبل كأس العالم للأندية، قد تم تجميده! ولا أعلم إن كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا، فنحن في وسط رياضي تكاد تنعدم فيه الشفافية، ولكن إن كانت تلك المعلومة صحيحة، كيف ولماذا تُجمد؟
الهلال الذي مثّل الوطن خير تمثيل دون أي دعم، يستحق أن يُدعم يكافأ على ما قدمه في كأس العالم للأندية 2025، كونه قارع كبار أندية العالم، ووصل لدور الـ8، وحقق في نهاية البطولة المركز السابع عالمياً، وعودته للخلف لم تعد مقبولة نهائياً، فالعالم أصبح ينظر للهلال على أنه نادياً عالمياً، وعلى المسؤولين في القطاع الرياضي أن يدركوا حجم ماوصل له الهلال، على خارطة كرة القدم العالمية، وعليهم أن يدركوا أن الهلال، يمثل الوطن ويمثل الرياضة ويمثل المشروع الرياضي.
المعلومة السابقة، يقابلها حقيقة لا تحتاج لمعلومة، تلك الحقيقة تقول: إن دعم فريق النصر لم يتوقف منذ سنوات، وفي الثلاث سنوات الأخيرة، زاد بشكل أصبح يلحظه الجميع، فالنصر بإمكانه أن يتعاقد مع لاعب ولا يحضر، ويقوم بتسديد عقده، مثلما حصل في قضية الحارس المصري أبو جبل، وبإمكانه أن يتعاقد مع لاعب لمدة نصف موسم ويعيره مثلما حصل مع دوران وقبله فوفانا، وبامكانه أن يتعاقد مع أي مدرب وينهي عقده دون أن يبالي، وبامكان النصر أن يتعاقد مع أي لاعب في العالم، فالمال في النصر لم يعد محدوداً.
تحت السطر
_ النصر يغيّر لاعبيه على راحته، والاتحاد فعل ذات الأمر الموسم الماضي، والأهلي عبر بيان قبل أيام يؤكد أنه مقبل على التعاقد مع 8 لاعبين، بينما الهلال اكتفى بالفرجة بعد أن تعاقد مع لاعب واحد فقط!
_ ما يحدث مع فريق النصر تحديداً لا يمكن أن نجد له أي مبرر، فالأموال المهدرة على هذا النادي، يقابلها صفر بطولات، وفي نهاية كل موسم نسمع الصراخ والعويل.
_ غادر ياسر الشهراني الهلال بعد 13 موسما حقق فيها 20 بطولة رسمية، جعلت منه واحداً من نجوم الهلال على مر تاريخه.