عبدالعزيز بن سعود المتعب
أكثر ما يدور من جدل، لاسيما في «بعض وسائل التواصل الاجتماعي» فحواه بالمجمل تميز شاعرية شاعر أو شاعرة من عدمها تحت مظلة آراء انطباعية وعبارات إنشائية ليس لها صلة البتة بالنقد (كفن أدبي مستقل)؛ لذا تخلو هذه الآراء من التطرّق لجوانب عديدة في القصيدة، مثل (اللغة والصورة الشاعرية - العاطفة والخيال - التجربة الشاعرية - التأثير على المتلقي - الجدّة والابتكار) ناهيك عن الوزن والقافية والمعنى والمفردة والتداعيات والرموز والصور والسياق.
ولأن صاحب الرأي الانطباعي كما أشرت ليس ناقد متخصص فلن تتوفر في شخصه في الطرح جوانب هامة مثل الموضوعية (الابتعاد عن التحيّز الشخصي والتركيز على النص) والشمولية (النظر إلى القصيدة ككل وليس فقط إلى أجزائها) والحوارية (إقامة حوار بين النص والقارئ والناقد)، وبالتالي، فإن من المُسلّم به تفاوت الأذواق منذ الأزل لذا لم يخل تاريخ الشعر في بعض مناحيه من إساءة أصحاب الآراء الانطباعية -لا النقاد الحقيقيين- لقصائد كبار الشعراء، مثل الشاعر الكبير البحتري الذي كان رده عليهم تاريخيا (قاسياً) بقوله:
عليّ نحت القوافي من معادنها
وليس ذنبي إذا لم تفهم البقَرُ