سلطان مصلح مسلط الحارثي
بحسب موقع capology، يتصدر نادي النصر السعودي قائمة أعلى الأندية صرفاً للرواتب السنوية للاعبيه، حيث بلغ إجمالي ما تم صرفه الموسم الماضي نحو 379,6 مليون يورو، يليه ريال مدريد بمبلغ 280 مليون يورو، ومن ثم بايرن ميونخ ويليه المان سيتي ومن ثم باريس سان جيرمان فآرسنال ثم المان يونايتد فبرشلونة وتشيلسي.
هذه القائمة التي لا يوجد فيها سوى نادي النصر من خارج أوروبا، تؤكد الدعم المهول الذي حظي به أصفر العاصمة، ولكن المردود كان سلبياً، فهو يمر في الموسم الثالث، بعد الاستحواذ عليه من قبل صندوق الاستثمارات العامة، دون أن يحقق أي بطولة رسمية، كما أن وجود النصر ما بين كبار أندية أوروبا، يدحض كل فرية زعم أصحابها أن النصر لم يُدعم، وهذا لا يقول به إلا جاهل أو مغرَّر به، فالنصر منذ أن تم تسديد ديونه في موسم 2018 والتي قاربت الـ 300 مليون ريال سعودي، وتم التسديد عنه مرة ثانية موسم 2021 بأكثر من 300 مليون ريال سعودي، واستقطابه للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، من خلال دعم البرامج الحكومية، ومن ثم توالي نجوم العالم عليه، وهو يعيش في رغد من العيش على المستوى المالي، ولا يهتم لأي مبلغ يطلبه أي لاعب، حتى وإن ضاعف قيمته أضعافاً مضاعفة، بل إنه أصبح يتعاقد مع بعض اللاعبين لفترات طويلة، ولكنه لا يصبر عليهم، فينقلهم لأي نادٍ آخر، مع تكفله بدفع رواتب اللاعب!
الحكم الأجنبي يكشف الاتحاد والأهلي
يقول الخبر: «النصر والاتحاد يرفضان الحكم الأجنبي في السوبر»، وهذان الفريقان تحديداً، لم يرفضا الحكم الأجنبي من اليوم فقط، فقد كانت المواسم السابقة، شاهدة على أنهما يميلان كثيراً للحكم المحلي، ويرغبان في أن يدير مبارياتهما، رغم أن إعلام وجماهير الناديين، كانا يشككان في بطولات الهلال، وأنه لولا مساعدة الحكم المحلي، لما حقق نصف بطولاته، ولكن فتح المجال أمام جميع الأندية لاستقطاب الحكام الأجانب، كشف هذه الكذبة الكبرى، حيث استمر الهلال بطلاً مع الحكم الأجنبي، وتضاعفت بطولاته، بل إن الهلال يكاد يكون النادي الوحيد، الذي يطلب في كل مبارياته حكاماً أجانب، بينما بقية الأندية استعانت بالحكم المحلي في جل مبارياتها، ويبقى الأهم، وهذا يخص لجنة الحكام باتحاد الكرة، وهو عدم تكرار تكليف حكم محلي، لفريق واحد، في أكثر من ثلاث مباريات، في أقل من 14 مباراة، مثلما حدث مع فريق الاتحاد مع الحكم «منزوع الدولية» سامي الجريس.
الهلال منقوص.. وتحديات إدارة نواف بن سعد!
يبدو أن الهلال على وشك إغلاق ملف التعاقدات الأجنبية، بعد التعاقد مع الظهير الأيسر ثيو، والمهاجم نونيز، إلا إن كانت رغبة الايطالي سيموني انزاغي قائمة، بالتعاقد مع مدافع تحت 21 سنة بديلاً عن الجناح الأيمن كايو، وتبقّى على إدارة الهلال، تجويد دكة البدلاء، بلاعبين يستطيعون تقديم الإضافة، في حال غياب اللاعب الأساسي، وهنا نتحدث عن الضرورة الملحة، وهي التعاقد مع حارس بديل عن بونو، كون الحراس الموجودين اليوم في الهلال، لا يمتلكون الإمكانيات التي تؤهلهم للعب في فريق يبحث دائماً عن منصات الذهب، كما أن الضرورة الملحة، تفرض على الهلاليين التعاقد مع ظهير أيمن، يسد مكان كانسيلو في حال غيابه، وهذان المركزان هما أشد احتياجات الهلال، قياساً على بقية خطوط الفريق.
ويبقى أهم التحديات، التي تواجه إدارة الأمير نواف بن سعد في الموسم القادم، غير إعادة الفريق لبطولتيه المفضلتين «دوري روشن ونخبة آسيا»، هو التجديد مع الثلاثي المميز «بونو ونيفيز وسافيتش»، وهذه أولوية قصوى عند المشجع الهلالي، للحفاظ على المكتسبات والاستقرار الفني.
الرياضة صناعة لم يواكبها اتحاد الكرة!
منذ أن بدأت كرة القدم في العالم، قبل مئات السنين، وهي تتطور وتتقدم في نهجها داخل المستطيل الأخضر، وفي خطط مدربيها، وإبداع لاعبيها، كما تتطور في لوائحها التي فُرضت لإقامة العدل بين الأندية المتنافسة، وفي العقود الأخيرة شهدنا الكثير من التطور والتقدم الذي أضاف الكثير لكرة القدم، خاصة فيما يتعلق بالتطور التقني للاعبين، بعد أن كانت في أول سنواتها تعتمد على «الفردية»، وإبداع اللاعبين، الذين كانوا يمتعون الحضور بالمهارات، لتتطور اليوم، وتصبح لعبة «جماعية»، والفرد فيها ضمن الجماعة، ومن أراد الفردية لا مكان له في أندية البطولات، كما شهدنا تطورها عبر اللوائح والقوانين، والتي تحفظ لأهل اللعبة واجباتهم، وتفرض عليهم الحقوق الواجبة عليهم.
واليوم، نعيش في أزهى فترة لكرة القدم، وعلى الرغم من ذلك، نشاهد الاتحاد الدولي لكرة القدم، في كل فترة يغير من أنظمته وقوانينه، ليحاكي التطور المنشود من قبل جماهير كرة القدم.
وعلى المستوى المحلي، نحن نعيش فترة ذهبية، من خلال الدعم المهول الذي تجده كرة القدم السعودية، من قبل القيادة العليا، بإشراف من قائد رؤيتنا الملهم ولي العهد، ومتابعة يومية من سمو وزير الرياضة، ولكن هذا التطور الذي أحضر لنا نجوم العالم، لم يواكبه اتحاد يقوم بمسؤولياته على أكمل وجه، ولعلنا هنا نتحدث عن لجانه التي لم تستطع مجاراة الرؤية الخاصة بكرة القدم، ويكفي أن نستشهد بقضية احتجاج فريق الوحدة على النصر، التي كانت تتقاذفها لجنتا الانضباط والاستئناف، حتى رست على القرار النهائي، كما نستشهد باحتجاج النصر على العروبة، الذي أغلقه مركر التحكيم الرياضي السعودي، بعد استماع المحكمين للقضية، إلا أنه بعد ساعات قليلة فُتح من جديد!
تطورنا في داخل المستطيل الأخضر، لا بد أن يواكبه تطور في المكاتب، فنحن لا يمكن أن نبني رياضة بلد، ونحن لا نطبق قوانينها، ولا يمكن أن نصنع تنافسية، ونحن نتأخر عن العالم باحترافيتنا، ولذلك يجب على المسؤولين أن ينتقلوا لمرحلة يستطيعون من خلالها مواكبة تطور كرة القدم العالمية، ومواكبة ما يتمناه باني نهضة الوطن الحالية، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
تحت السطر
- فريق القادسية من خلال تعاقداته يشعر الوسط الرياضي بأنه قادم وبقوة للمنافسة في ثاني موسم له بدوري روشن.
- فريق الشباب يستحق الدعم، فهو من بين الأندية الكبيرة الذي لم يحصل على ربع ما حصل عليه فريق النصر مثلاً، وللأسف الشديد، كلاهما صفر بطولات منذ انتقال الأندية لشركات، رغم الفوارق المالية الشاسعة بين الفريقين.
- لا أعلم عن أسباب عدم دعم فريق الشباب بنفس الدعم الذي تحظى به أندية الشركات، ولا أعلم لماذا لم يُخصص حتى الآن، رغم أنني على يقين، لو فُتح المجال أمام المستثمرين، سيكون الشباب من أعلى الأندية قيمة، فالليث يملك تاريخاً كبيراً، وإرثاً حافلاً، وإنجازات محلية وعربية وآسيوية.