تهاني الغزالي - تورونتو:
يستعد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF) للاحتفال بدورته الخمسين في الفترة من 4 إلى 14 سبتمبر 2025، بمشاركة واسعة من الأفلام العالمية، من بينها حضور لافت للسينما السعودية والعربية ضمن أقسامه الرسمية.
وتشارك السينما السعودية بفيلمين جديدين للمخرجة البارزة هيفاء المنصور: «المجهولة» (Al-Majhula)، دراما اجتماعية بطابع تشويقي، تلعب بطولتها ميلا الزهراني، وتتناول قضايا نسوية شائكة من خلال قصة تحقيق في جريمة غامضة.
(Unidentified)، فيلم إثارة تدور أحداثه حول محاولة كشف هوية فتاة مراهقة عُثر على جثتها في الصحراء، ويشارك في بطولته شافي الحارثي وعزيز الغرباوي.
ويُمثل العملان خطوة مهمة في تثبيت موقع السينما السعودية على الخريطة العالمية، ويعكسان تطور الإنتاج المحلي نحو موضوعات أكثر جرأة وطرحاً للنقاش المجتمعي.
إلى جانب الحضور السعودي، يشارك عدد من الأفلام العربية في المهرجان، أبرزها:
فيلم (The Brink of Dreams)، وهو فيلم مصري وثائقي يتتبع قصة مجموعة فتيات قبطيّات في صعيد مصر يسعين لتأسيس فرقة مسرحية وسط التحديات.
إضافة إلى فيلم فلسطيني بعنوان ( To a Land Unknown )، للمخرج مهدي فليفل، يتناول حياة مهاجرَين فلسطينيين عالقين في أوروبا بانتظار مستقبل مجهول.
وبمشاركة ثلاثية من المغرب وفرنسا وقطر فيلم ( Animale ) للمخرجة ندى رياض، دراما نفسية عن صراعات امرأة تواجه قيودًا اجتماعية وثقافية.
وتؤكد هذه المشاركة السعودية والعربية على التحول المتسارع في الإنتاج السينمائي بالمنطقة، وعلى اهتمام مهرجان تورونتو بدعم الأصوات الجديدة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يمنح هذه الأعمال نافذة للوصول إلى جمهور عالمي ونقّاد مؤثرين.
يذكر أن مهرجان تورونتو السينمائي يعرف بكونه إحدى أهم المحطات التمهيدية لموسم الأوسكار، حيث انطلقت منه عبر العقود الماضية أفلام حصدت لاحقاً جوائز كبرى مثل Nomadland وGreen Book، وبذلك فإن الحضور السعودي والعربي في هذه الدورة لا يقتصر على المشاركة فحسب، بل يفتح آفاقاً حقيقية لانتشار هذه الأعمال في السوق العالمية وتعزيز فرصها في سباق الجوائز الدولية.
وقد سبق للمهرجان أن قدم أفلاماً عربية بارزة حظيت باهتمام عالمي، مثل وجدة (2012) أول فيلم سعودي طويل للمخرجة هيفاء المنصور، الذي عُرض لأول مرة في TIFF وفتح الباب أمام السينما السعودية دوليًا، كما شارك كفرناحوم (2018) للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، الذي وصل إلى ترشيحات الأوسكار، وتؤكد هذه السابقة أن مهرجان TIFF لطالما كان منصة حقيقية لصعود السينما العربية إلى المشهد الدولي.