«الجزيرة» - أحمد عزو:
انتقلت ملكية نادي الخلود في الموسم الحالي إلى المستثمر الأمريكي بن هاربورغ، في خطوة تعكس التحولات الكبرى التي يعيشها الدوري السعودي للمحترفين (روشن)، و(هاربورغ) هو أول رجل أعمال أجنبي يستثمر في الدوري السعودي، في وقت يشهد فيه دوري روشن السعودي تحولات كبرى جعلته في قلب المشهد الكروي العالمي.
وفي تقرير للدوري السعودي للمحترفين على الشبكة العنكبوتية، أكد أن هاربورغ استهل حديثه مع «دوري روشن» برؤيته للدوري «متحمسون لتصاعد الدوري، ووصوله إلى المركز الرابع عالميًا في مجمل الأجور» ثم تطرق للفرص الواعدة في الرياضة السعودية، التي تميزها عن أوروبا.
وأشار المالك الجديد لنادي الخلود إلى دورهم في ترسيخ الاستدامة المالية، وتطوير المواهب، وبناء العلامة التجارية القادرة على جذب الجماهير محلياً وعالمياً.
وتابع التقرير: لا يُخفِي هاربورغ خلال اللقاء مع القنوات الرسمية لدوري روشن إعجابه بالأثر الكبير الذي تركه انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر مطلع 2023، معتبراً أن تلك الخطوة كانت بمثابة الشرارة التي غيّرت المعادلة.
وقال هاربورغ: «حين تحدث رونالدو عن أن الدوري السعودي سيكون من بين أقوى خمس دوريات في العالم، شكك كثيرون في كلامه. لكننا رأينا في كأس العالم للأندية الماضية كيف وقف الهلال نداً لمانشستر سيتي، وتفوّق عليه، لتتأكد حقيقة أن البطولة لم تعد مجرد حلم، بل واقع في طور التشكل».
ومن وجهة نظره، لم يعد اللاعبون ينجذبون إلى الدوري السعودي للمحترفين بسبب الرواتب فحسب، بل لأن المنافسة صارت قوية والبطولة أصبحت مقياساً للجودة، وهو ما يجعل الاستثمار فيه خطوة محسوبة وليست مغامرة.
قرار مدروس
ويقول التقرير إن قرار هاربورغ لم يأتِ عشوائياً، بل جاء بعد دراسة ومفاضلة بين عدة أندية، قبل أن يقع اختياره على الخلود. وكشف هاربورغ أنه اختار الخلود بين خيارات العروبة والأخدود والخلود، موضحاً أن أهدافه في العمل في نادي الخلود تسير في اتجاهات عدة، منها خطة قصيرة المدى وتشمل بناء فريق قادر على ترسيخ مكانته بين كبار دوري روشن، وتحقيق نتائج لافتة تثبّت هوية النادي في المنافسة.
وقال هاربورغ أن خطتهم بعيدة المدى تشمل تطوير أكاديميات ومنشآت تدريبية حديثة، واعتماد علوم الرياضة والتغذية وتحليل البيانات كأساس للإعداد. وزاد: «إضافة إلى خلق منظومة إنتاج للمواهب السعودية، بحيث يصبح النادي مصنعاً للاعبين القادرين على الظهور لاحقاً بقمصان الأندية الكبرى هنا في المملكة». ويؤكد هاربورغ أن السبيل الوحيد لمنافسة الكبار هو أن نكون مختلفين، ننتج المواهب ونبني نادياً مستداماً، لا أن نعتمد على الصفقات الضخمة فحسب.
قاعدة جماهيرية
يضع هاربورغ الجماهير في صلب مشروعه، مؤكداً أن بناء قاعدة مشجعين واسعة هو الركيزة الأساسية لأي نجاح مستدام. وقال: «الخلود يمتلك حالياً قاعدة جماهيرية صغيرة، وذلك يمنحنا مساحة للتجربة والابتكار. والمشجعون اليوم يبحثون عن الانتماء والمشاركة والتجربة الكاملة، لا عن نتائج المباريات فقط».
وأكد هاربورغ أن النادي يخطط لتوسيع حضوره عبر: القنوات الرقمية الحديثة، بإنشاء محتوى تفاعلي يربط الجماهير بالنادي بشكل يومي. وعبر الأسواق الخارجية، باستهداف جماهير في إفريقيا وآسيا عبر نجوم الفريق. وكشف هاربورغ خططهم لتوسيع حضور ناديه عبر الهوية المحلية والعالمية، بتقديم النادي رمزًا لمدينة الرس، وفي الوقت نفسه علامةً عالمية قادرة على التصدير.
منافسة الكبار
ويؤكد التقرير حول نادي الخلود، أن هاربورغ يعترف أن المنافسة في دوري روشن لن تكون سهلة، في ظل قوة الأندية الكبرى الأربعة التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى المشاريع العملاقة في الأندية، مثل نيوم والعلا والدرعية. لكنه يقول: «نحن لا نبحث عن منافسة تقليدية، بل عن طريق جديد. نريد أن نكون نادياً مستداماً يعتمد على المواهب، والابتكار، والجماهيرية العالمية. وذلك ما سيجعل الخلود مختلفاً وقادراً على فرض نفسه».