وطني وأنتَ إلى العُلا عنوانُ
في عِزّةٍ تهفو لها الأوطانُ
ورسالةٍ كانت وتبقى للورى
ذُخراً يفيءُ لِظلِّها الإنسانُ
ومواكبٍ للخيرِ تُسعِفُ بالنّدى
مُهَجاً، يعطِّرُ جُودَها الإحسانُ
ورِيادةٍ جَلّتْ على طولِ المدى
لمّا سما هدَفٌ وطابَ بيانُ
نِلْتَ المَكارمَ كابراً عن كابرٍ
ولغيرِ ربِّكَ لم يكن إذعانُ
وبذلتَ وُسعَكَ في بناءِ مواهِبٍ
وبنيتَ يعلو في الورى البنيانُ
وإنِ استغاثُ أخٌ مددتَ له يداً
ولقد نصرتَ فأُسعِدَ الجيرانُ
وطني وتغمرني السعادةُ أنّ لي
وطناً منيعاً عزَّ منه الشانُ
بِنَدَاهُ يخضرُّ اللواءُ مرفرفاً
يُجْلى مِن التّوحيدِ فيه بيانُ
وإلى السماءِ سما أذانٌ أشرقتْ
منهُ الوجوهُ وأنصتتْ أكوانُ
علّمتَنا أنْ تستقيمَ حياتُنا
بجميلِ فِعلٍ خلفهُ بُرهانُ
وبِعزِّنا مِن طَبعِنا شِيَمٌ لنا
محمودةٌ ومكانةٌ ومكانُ
وإذا دعا داعٍ فَإنّ نفوسَنا
تَفدي ونبضُ فدائها الإيمانُ
ونراكَ وحدك مجدَنا وكيانَنا
مهما تعاظَمَ في الوجودِ كيانُ
يحميكَ مَن عَنَتِ الوجوهُ لوجهه
ويُفيضُ مِن بركاتِهِ الرحمانُ
** **
- سعد عطية