سارة الشهري
في كل عام، يطل علينا اليوم الوطني السعودي كنبضٍ يتجدد في القلوب، وكغيمة محمّلة بالحب تمطر فخراً واعتزازاً. ليس مجرد مناسبة نحتفل بها، بل هو قصة عشق ممتدة بين الأرض وأبنائها، بين الماضي الماجد والحاضر الزاهر والمستقبل الذي نكتبه بأيدينا. إنه اليوم الذي نرى فيه السعودية ليست وطناً نعيش فيه فقط، بل وطن يعيش فينا.
حين يحل هذا اليوم، تتدفق في القلب مشاعر الشجن والحب، وأجد نفسي أسترجع أجمل الذكريات، كم هو جميل أن ترى عيون الأطفال تتلألأ فرحًا وهم يشاركون في الفعاليات الوطنية، يرفعون الأعلام الصغيرة بأيدٍ بريئة وكأنهم يعلنون للعالم أن حب الوطن يولد مع الإنسان ويكبر معه.
هذه اللحظات تزرع في داخلي يقيناً راسخاً أن حب السعودية ليس شعوراً عابراً، بل هو ميراث نتناقله من جيل إلى جيل.
كل عام يمضي، أشعر أن المملكة تكبر معنا، بل وتسبقنا بخطوات. لم تعد كما كانت بالأمس، فهي تواصل البناء بخطى ثابتة ورؤية واضحة، تثبت مكانتها كدولة لها ثقلها السياسي والاقتصادي والثقافي. نحن اليوم جزء من العالم المؤثر، ولسنا مجرد متابعين، فقرارات المملكة وأفعالها تنعكس على استقرار المنطقة والعالم بأسره. وهذا ما يجعلنا نشعر بالفخر العميق أننا ننتمي إلى وطن بهذا العلو وهذا الحضور.
كذلك اليوم الوطني ليس مساحة للفرح فقط، بل هو فرصة للتأمل في عظمة ما وصلنا إليه. في مجالات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، ويكفينا رؤية 2030 التي أعادت صياغة الحلم السعودي وجعلته واقعًا يتحقق أمام أعيننا. ولم نكتفِ بهذه الإنجازات، بل انطلقت السعودية إلى آفاق التكنولوجيا والابتكار.
في هذا الوطن، أصبحنا نرى الذكاء الاصطناعي جزءًا من حياتنا، والروبوتات السعودية تشاركنا مسيرة التطور، وكأنها رمز للعقل الطموح الذي لا يعرف المستحيل. إن رؤية 2030 لم تفتح لنا الأبواب فحسب، بل جعلتنا نكتب التاريخ الجديد بأيدينا، ونرسم ملامح الغد بأدوات العلم والمعرفة.
أشعر أن اليوم الوطني يشبه عقدًا ثمينًا، كل لؤلؤة فيه تحكي قصة، لؤلؤة من الماضي المجيد، ولؤلؤة من الحاضر المشرق، ولؤلؤة من المستقبل الذي نصنعه بالذكاء والابتكار. حين أرى الروبوتات السعودية تُعرض في المعارض العالمية، وحين أتابع طلابنا وباحثينا يقودون مشاريع الذكاء الاصطناعي، يتملكني شعور بالفخر لا يوصف، فأدرك أن السعودية اليوم لا تحتفل فقط بتاريخها، بل تحتفل أيضًا بريادتها نحو الغد.
وفي هذا اليوم، تمتزج دمعة الفرح بابتسامة الفخر. دمعة لأنني أنتمي إلى أرضٍ بهذا المجد، وابتسامة لأنني أعيش حاضرها وأشارك في صنع مستقبلها. إنه وطن يعلّمنا أن الحب ليس كلماتٍ تُقال، بل أفعالًا تُنجز، وأن الولاء لا يُقاس بالشعارات، بل بالعمل والسعي إلى رفعة الوطن.
يا وطني، يا أجمل قصيدة كتبها التاريخ، سنظل نحتفل بك عامًا بعد عام، نغرس حبك في أبنائنا، ونرسم بأيدينا معك لوحة المستقبل. أنت لنا الماضي العريق، والحاضر المشرق، والمستقبل المضيء بالذكاء والعلم، وستبقى الروح التي تسكننا وتضيء دروبنا.