محمد بن عبدالله آل شملان
مَلَكَ القلوبَ وألهمَ الألبابا
وسما على عرشِ الحياة وطابا
ملِكٌ تطوفُ بهِ النُّهى وتجلُّهُ
حباً فيفتحُ للمودةِ بابا
فالحَزمُ والإقدامُ من ألقابِهِ
لا شعرَ قد يُحصِي لهُ الألقابَا!
سلمانُ يا أبدَ الشهامةِ والفدا
في كلِّ قلبٍ قدْ هطلتَ سَحابا
رَفعتْ بِكَ الأحلامُ سقفَ خيالِها
ورَقى بِكَ المَعنى فعادَ شبابَا
يا منْ أعدتَ إلى المدائن مجدها
وأعدتَ وجهَ شبابها الخلابا
وكسرتَ أنفَ المعتدينَ بوثبةٍ
تركتْ أمانيَهِم حصىً وترابا
ونصرتَ جاراً قد أتى مستنجداً
وزرعتَ أكبادَ البغاةِ حرابا
سلمانُ يا أفق الكرامةِ والإخا
وأجلَّ مُلكاً في الدُنا وجنابا
يا فخرَ أُمتنا ومتنَ شموخها
وأعزَّ من بالضوءِ خطَّ كتابا
مِن آلِ مجدٍ سُعدُنا و(سُعودُنا)
يتوارثونَ المجدَ والأحسَابَا
أسلافُ مُلكٍ أسَّسُوا بنيانَهُ
أنتَ المُتَمِّمُ للكمَالِ نِصَابا
ها هُم على عرشِ البهاءِ أَهلِّةٌ
لكَ يرفعونَ التَّاجَ والجِلبابَا
يا سيدي «سلمان»، هَاكَ ولاءَنا
مُدنًا.. جبالًا.. ساحلًا.. وهَضَابَا
منَّا الفداءُ، وكلُّ قَرمٍ مخلصٍ
يفديكَ.. ما خافَ الردى أو هابَا
هذي الرؤوسُ على الأكفِّ، وكُلُّنا
جسدٌ سيَمضِي للعُلا وَثَّابَا
قُدُماً -برؤيتِكِ الحكيمةِ- سِرْ بِنا
فجراً ففجراً نقطعُ الأحقابَا
صفوٌ هوَ المعنى وتمضِي واثقاً
وأخُو الغدِ الوَاهي يعيشُ ضبابَا
العالمُ العربيُّ.. كم مِن أزمَةٍ
دهمتْ؟ فكنتَ لدائِها العَرَّابَا
والإخوةُ: الأعداءُ إلا واحداً
هو أنت أنت أعدتهم أحبابا
يا حاملاً علمَ الخلودِ، وواضعاً
حجرَ الحَقيقةِ.. لا شَهِدتَ غيابَا!
يا ناصرَ (الإسلامِ) في ملكوتِهِ
والمستعدُ لكلَّ خطبٍ نابَا
يتضاءلُ الكونُ الرحيبُ، وكُلَّما
اتسعتْ رؤىً.. أذهلتَها ترحابَا
مِن مشرقِ الأرواحِ حتى غربِها
انطلقتْ خطاكَ لتبلغَ الأسبابا
ونرى على دربِ الملوكِ محمداً
من عن سؤالِ المستحيلِ أجابا
يمضي كأن الصعبَ ممتثلٌ لهُ
ويحيلُ أخطاءَ الزمانِ صوابا
اللَّهُ أكبرُ.. لا إلهَ سِوى الذي
أهدَى القلوبَ هواكَ والألبابَا