تتقدم المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو المستقبل، متخلية عن الصورة التقليدية للاقتصاد.
تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت المملكة مركزًا عالميًا للإبداع، حيث يمثل هذا التحول إعادة تعريف لهويتها الاقتصادية. أصبح اقتصاد الإبداع القوة المحركة التي تعزز مكانتها على خريطة الاقتصاد العالمي، مع آفاق نمو واعدة.
تشير التقارير العالمية إلى أن الاقتصاد العالمي سيصل إلى حوالي 105 تريليون دولار بحلول عام 2025، مع توقعات بأن يبلغ حجم الاقتصاد الإبداعي العالمي نحو 3.3 تريليون دولار، مما يعني أن اقتصاديات الإبداع تشكل حوالي 3.1% من الاقتصاد الكلي، مع توقعات بزيادة هذه النسبة في السنوات القادمة.
لقد أدركت القيادة الرشيدة مبكرًا أهمية هذا التحول، حيث تجسد رؤية المملكة 2030 أحد أبرز إنجازاتها.
هذه الرؤية مهدت الطريق لمستقبل غير مسبوق، محققة إنجازات لم تشهدها المملكة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727.
فيما يخص الاقتصاد الإبداعي في السعودية، ساهمت رؤية 2030 في تحقيق نمو ملحوظ، حيث ارتفعت الإيرادات غير النفطية لأول مرة بنسبة 51.5 % مقارنة بالإيرادات النفطية. كما أصبح صندوق الاستثمارات العامة ثالث أكبر صندوق استثماري عالمي بحلول 2025، مما يدل على تقدم المملكة في قوائم الاقتصاد العالمية.
قطاعات الإبداع
حظيت قطاعات التعليم والصحة والثقافة والإعلام والرياضة والترفيه والسياحة باهتمام كبير من الحكومة، مما ساهم في تحقيق مراتب متقدمة عالميًا في مجالات الإبداع المعرفي والتكنولوجيا.
تُعرف «الاقتصاديات الإبداعية» بأنها القطاعات التي تجمع بين الإبداع البشري والملكية الفكرية والتكنولوجيا، بغرض توليد قيمة اقتصادية وثقافية. يمكن تقسيم أبرز هذه القطاعات إلى:
- القطاع المرئي والسمعي: يشمل صناعة الأفلام، والتلفزيون، والموسيقى.
- التصميم: يتضمن التصميم الجرافيكي والأزياء.
- الإعلام والنشر: يشمل الكتب والصحف والمحتوى الرقمي.
- الفنون: تشمل الرسم، والنحت، والمسرح.
- التكنولوجيا والألعاب: يُعتبر من أسرع القطاعات نموًا.
- التراث الثقافي: يشمل المتاحف والفنون التقليدية.
- الترفيه: يتضمن الفعاليات الثقافية والمهرجانات.
مستقبل مشرق
إن اقتصاديات الإبداع لم تعد مجرد ترف، بل أصبحت محورًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة. من خلال الاستثمار في العقول المبدعة تواصل السعودية ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للثقافة والاقتصاد، مما يفتح آفاقًا جديدة لجيل من الفرص.
هذه النقلة النوعية تؤكد أن المملكة تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها، معززةً الإيمان بأن الإبداع هو الوقود الذي سيشعل مستقبلها.
** **
د. عبدالله علي بانخر - خبير إعلامي أكاديمي ومهني - قسم الاتصال التسويقي - كلية الاتصال والإعلام - جامعة الملك عبدالعزيز