سلطان مصلح مسلط الحارثي
بتاريخ 31 أغسطس من عام 2023، كتبتُ عبر هذه الزاوية، مقالاً تحت عنوان (هلاليون بأفكار نصراوية)، وحذرت وقتها من أن الثقافة الهلالية الجماهيرية، طرأ عليها تغير كبير، من خلال احتكاكها ببعض جماهير الأندية الأخرى، ومع كل أسف، هذا المقال أغضب البعض، ولكن الحقيقة دائماً مُرة، والمشكلة إن لم يتم مواجهتها بكل صراحة وشفافية، فلن تُحل، لذلك أعيد اليوم العنوان نفسه، كون المشكلة ما زالت قائمة، عله يجد آذاناً صاغية من الجماهير الهلالية، التي يجب عليها أن تستعيد ثقافتها، التي نتج عنها فريق ظل يرافق منصات الذهب طيلة العقود الست الماضية، فالجمهور الهلالي يعتبر الركن الأساسي في منظومة الهلال، وتغير ثقافته بهذا الشكل سيضر بالنادي، سواء على المدى القصير أو المدى الطويل، وهنا لا نتحدث عن ظاهرة، إنما نتحدث عن أفراد، ولكنهم أصبحوا يتكاثرون، مما أدى لحالة انقسام بين الجماهير الهلالية، فالثقافة الطارئة على جمهور الهلال، قابلها ثقافة الجمهور الهلالي الراسخة، وهذا شكّل حالة تصادم بين الثقافتين؛ مما أدى إلى انقسام حاد، وصل ذروته في الثلث الأخير من الموسم الماضي، وما زال مستمراً حتى الآن.
المشكلة التي نتحدث عنها اليوم، هي تغير ثقافة بعض الجمهور الهلالي، وهذه مرتبطة بـ «اختلاط» الجماهير الرياضية مع بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع بداية بث المساحات الصوتية في موقع X، وهذا الاختلاط نتج عنه «عدوى» مضرة، أدت لاختلاف ثقافة بعض الجماهير الهلالية، التي أصبحت في السنوات الأخيرة، من أدوات هدم الفريق، من خلال هجومها الحاد على اللاعبين، أو أحدهم، أو الإدارة، أو المدربين، كما تريد من خلال أطروحاتها، أن تُتخذ القرارات الإدارية والفنية بناء على رغباتها، وإن لم يُتخذ القرار الذي تريده، فالويل كل الويل للنادي بمن فيه، وهذه الثقافة عهدناها منذ أن عرفنا كرة القدم في جماهير النصر، التي كانت أحد أهم الأسباب في ابتعاد فريقها عن البطولات لعدة سنوات، من خلال مطالباتها الدائمة، التي أدت لعدم الاستقرار الفني والإداري.
هذه الثقافة الصفراء، أصبحنا نشاهدها في السنوات الأخيرة، في المدرج الهلالي، وشواهدها كثيرة، وآخر تلك الشواهد، مطالبة البعض بإقالة المدرب الإيطالي الكبير انزاغي (واحد من أفضل خمسة مدربين على مستوى العالم)، والذي يحتاج للصبر والهدوء، ليستطيع تطبيق أفكاره التي يريدها، إلا أن بعض الجماهير الهلالية، تسعى بكل قوة لعدم استقرار فريقها، وأكاد أجزم إن لم تتحقق رغباتها، فسوف تصل المطالبات بمغادرة الأمير نواف بن سعد وإدارته، فهل تعي بعض الجماهير الهلالية أن طريقتها في انتقاد الفريق طريقة خاطئة ومضرة، وإن استمرت على «الثقافة النصراوية» فسوف تكون هذه البداية لنهاية سيطرة فريقها على البطولات، فالاستقرار سواء الفني أو الإداري هو ما ميَّز الهلال عن غيره من الأندية، وهو من أبقى الهلال في منصات الذهب طيلة العقود السابقة، ولذلك يجب أن تعيد بعض الجماهير الهلالية حساباتها، وتعود لثقافتها التي ميزتها عن غيرها من الجماهير الرياضية.
سافيتش وبونو ونيفيز.. متى يتم التجديد؟
يتساءل الجمهور الهلالي منذ أسابيع، عن تجديد عقود لاعبيه الأجانب، عازف موسيقى خط الوسط الهلالي الصربي سافيتش، وحارسه العالمي المغربي بونو، ورمانة خط الوسط نيفيز، الذين تنتهي عقودهم بنهاية الموسم الحالي، على أن يدخلوا الفترة الحرة بعد ثلاثة أشهر، مما يتيح لجميع الأندية التفاوض معهم، وهذا ما لا يتمناه جمهور الهلال، فهذا الثلاثي تحديداً، قدم مستويات كبيرة مع الهلال، وقاده لتحقيق رباعية الموسم قبل الماضي، وعدم التجديد معهم، سيفتح باباً على الإدارة لن يُغلق، ولذلك فالتجديد مع هذا الثلاثي مطلب ملح، ليرتاح المشجع الهلالي، ويضمن اللاعبون مستقبلهم.
تحت السطر:
* جمهور الهلال مطالب بدعم فريقه وترك الأمور الفنية والإدارية للقائمين على الفريق.
* تدخل أي جمهور في صناعة القرار داخل أي منظومة، يهزها ويجعلها هشة.
* الثقة التي مُنحت للأمير نواف بن سعد، يجب أن لا تتجزأ، وطالما وجدت الثقة، يجب أن تُترك كل الأمور لإدارته، فهم القادرون على فهم وقراءة الفريق والمرحلة التي يمر بها.
* بعض جمهور الهلال يريد التدخل حتى في تشكيلة الفريق، من خلال اعتراضه على تشكيلة أي مباراة، ولعل هذا حدث كثيراً، وآخرها ما حدث في مباراة الهلال وناساف الأوزبكي، حيث لعب المدرب بالمدافع علي البليهي، بينما اعترض بعض الجمهور على إشراكه مطالبين بالزج بالمحترف التركي يوسف اكتشيشيك، وهذا تدخل غير مبرر من الجمهور، ولا يجوز، إنما العمل الصحيح، مراقبة المباراة، وتقييم اللاعب، ومن ثم الإشادة بالمدرب على إشراكه أو نقده.
* أيضاً بعض جماهير الهلال، تريد اختيار اللاعب الأجنبي، وتريد اختيار المركز الذي يحتاجه الفريق، غير آبهة بالمدرب ومتطلباته!.
* الاتحاديون كان يقولون آسيا ضعيفة، حدث هذا وهم خارج منافساتها، وحينما شاركوا، احتل فريقهم المركز قبل الأخير، فهل ما زالت آسيا ضعيفة في نظرهم؟.
* يريدونه بطلاً بالقوة، وربما هذا يحدث في موسم، ولكن الاستمرار في القمة صعب على فريق في كل موسم يحتاج للدعم المالي المهول، والدعم اللوجستي الذي أصبحت تكشفه مواقع التواصل الاجتماعي.