د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
ما زالتْ تُشْجينا محفزاتُ النهوض في بلادنا وعهدها الزاهر، ويبهجنا انسكاب الضوء في كل أصقاعنا، وما برحتْ طبيعة بلادنا ومعالمها تتناقل أحاديث شموخنا بالصوت والصورة؛ فأضحتْ منصاتنا الوطنية الفاخرة تسوق العالم إلينا! ولذلك أضحت كل مناقبنا وصفاتنا وكل إطلالة فاخرة من ملكنا سلمان وسمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله- تجسدُ عظمة هذه الأرض وهذا الشعب! فكل حديث عن مَعْلَم أو عَلَم فوق ثرى بلادنا ليس دعاية ولا دعوى بل إضافة لمسئولياتنا تجاه وطننا الأشم! وقد عاهدناه أن نمضي قُدمَا؛ فالحفاوة التي استقبلتْ بها بلادنا بكل طاقاتها منذ أكثر من سبع سنوات 2018م حديث سمو ولي العهد محمد بن سلمان عندما قرن وشبه صلابة وهمة الشعب السعودي بجبل «طويق» العملاق كانت من المرشحات التي أدركتنا بقوة وألبستنا رداءاً من الدافعية فاستقبلناها بحفاوة وفخر مثلما كانت حفاوة سموه بالشعب السعودي حين قال: «أعيش بين شعب جبار وعظيم» و»همة السعوديين مثل جبل «طُوَيْق» وحينما عقد سموه ذلك التشابه وبتلك الصفات كان وسم آخر للشعب السعودي وثبات وجوده وعلو شأنه وصلابة مواقفه في مصلحة بلاده وهمته العالية في تشكيل العلامات السعودية المميزة، فهي حزم صاغها سمو ولي العهد ليقدم السعودية والسعوديين للعالم في إطار مكاني لم يفصل بينه وبين ساكنيه بِرَّا بالمكان وبهم وتعريفا وتشريفا وبما يؤطر لمفهوم القوة والصلابة، كما هو جبل طويق العملاق فكانت التقاطة بصيرة من سموه حفظه الله حيث «طُوَيق» جبل وتاريخ وامتداد وأمجاد؛ وفيه وحوله مدن وقرى، وتسيل منه عشرات الأودية ويقع تحت سفحه نسبة كبيرة من سكان بلادنا، وفيه آثار عمران، وطلول حضارة، ومخلفات أمم وصفحات أجيال
ولأجيال الرؤية العملاقة 2030 ولمن تدثّرَ وافتخرَ بحديث سمو ولي العهد وللسعوديين وطويق الذي حرر سموه ذلك المكان من عقاله وفتح سموه من خلال طويق كل ماله صلة بمعاني الحياة؛ وتحول طويق العملاق سجلا منتقى للأنشطة البشرية فقد وعى سمو ولي العهد جبل طويق جغرافيا فاستضافه حفيا واستنطقه ملهما ومحفزا فارتبط ذلك الحديث الفياض بالمكان العملاق وغالبا ما يكون المكان سببا للحدث نفسه! وهنا تبرز وبكل قوة عبقرية الاستخدام فقد تحول جبل اليمامة طويق إلى اكتشاف حديث وقيمة مضافة تزخر بالإصرار على الوصول إلى الشبه الكبير بين طويق وقاطنيه وما حوله! وهنا نسطر بعض الحديث عن جبل «طويق» مما كتبه صاحب المؤلَف الموسوعي معجم اليمامة الشيخ عبدالله بن خميس - رحمه الله- في كتابه الذي كان ضمن مشروع رسمي توثيقي لجغرافية البلاد السعودية يقول: «طويق هذا الجبل الأشم ينتصب وجهه الغربي فارعا، بارزا، مشمخرا، وتقوم فيه أنوف ورعان وقمم إذا استقبلتها الشمس فكأنها صفحات المُزن متأبية متألقة سامقة بيضاء.. ويمتد هذا الجبل العملاق من رمال «الثويرات» شمال الزلفي ويذهب مجنبا حتى يندفن طرفه في «الربع الخالي» جنوبا بما يزيد عن ألف كيل، فطرفاه تبتلعهما الرمال شمالا وجنوبا....
وفي الحديث ربط بارع بين ماضي طويق وطول العهد به وحاضره والتواجد البشري حوله بعد أن امتدت له يد العمران والعلم فشقتْ فيه الطرق ومهدت المسالك، وقامت المدن والحضارات فطويق مستوعب يحمل آفاقنا الجديدة وتشكيل بيئي من الطاقات المحفزة وعلامة فارقة لا تخفيها الحضارات فها نحن نشبه «طويق» في صيغة توكيد استثنائية استلهمها فكر سمو ولي العهد الاستثنائي ليؤسس عليها عالم السعودية الحديث.
بوح الختام
من قصيدة للشاعر عبدالله بن خميس في طويق:
ألهمتني يا طويق كل شاردة
تضيق عنها ترانيمي وأشعاري
وكنتُ أبعثُ ألحاني مولهة ً
واليوم حطمتُ إلا فيك قيثاري