بكل فخر واعتزاز تعيش مملكتنا الغالية اليوم قفزات هائلة على كافة الأصعدة، ومنها المجال السياحي والترفيهي الذي أصبح أحد أهم الروافد غير النفطية للناتج المحلي والتي وصلت لـ56 % كما ذكر سمو سيدي ولي العهد الأمين -حفظه الله- في الخطاب الملكي التاريخي مؤخراً حيث باتت المملكة واجهة سياحية مهمة على مستوى العالم بفضل ما تمتلكه من مقومات هائلة.
إذ وضعت رؤية 2030 هذا القطاع الحيوي كأحد أهم مرتكزاتها الذي تعول عليه الكثير من خلال لعبه دوراً جوهرياً في تفعيل الأنشطة الأخرى مثل المطاعم والضيافة والإقامة والنقل كما يساهم في خلق فرص استثمارية ووظيفية.
فالمتابع يشهد أن القطاع السياحي يعيش تصاعداً ملحوظاً بهدف الوصول إلى جذب مائة مليون سائح وهو ما تحقق في 2024م إذ تم إعادة تحسين وتشكيل البنية الأساسية لتكون بيئة جاذبة ومشجعة حيث خصصت كليات للفندقة والضيافة والسياحة ووفرت مقاعد دراسية ودورات تأهيلية وابتعاثاً ومعارض متنوعة وأدرج منهج السياحة والضيافة في الثانوية العامة بهدف تمكين الكفاءات الوطنية وتخريج كوادر محترفة علاوة على مرونة استخراج الرخص السياحية والمراقبة المستمرة وتشديد العقوبات على المخالفين وغيرها من الأنظمة والإجراءات.
وبلا شك بأن مثل هذه الخطوات المتتالية كانت سبباً فيما تحقق اليوم من نجاحات مبهرة ليجد السائح متنفساً وخيارات متعددة مع المواقع اللافتة والتي تجمع بين الإرث التاريخي والثقافي والطبيعة الخلابة مثل البحر الأحمر ومدائن صالح والعلا ونيوم، ومناطق الجنوب والمدن التاريخية والشواطئ المائية، وهذا ما عزَّز من الحركة التنموية الضخمة التي تعيشها البلاد.
هذه المنجزات وهذا الفخر الممتد ما كان ليتحقق لولا الإيمان الكبير من قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- والدعم غير المحدود ثم الحماس والإصرار من الجهات المعنية في تقديم نموذج سياحي مشرف وعلى رأس تلك الجهات وزارة السياحة التي قدمت ولا تزال تقدم الكثير من الأعمال الجبارة، وكذلك هيئة الترفيه التي أطلقت يوم أمس النسخة السادسة من موسم الرياض بمسيرة عالمية وأفكار خيالية بعد نسخ خمس سابقة لفتت الانتباه ولايمكن نسيان دور الجهات ذات العلاقة والتي كانت لها بصمة مؤثرة في مسيرة السياحة السعودية، وفي ظل هذا العطاء والتكاتف كسبت الرهان.
** **
- خالد الروقي