محمد العشيوي - الجزيرة:
في ركنٍ ملونٍ بالحياة من (بوليفارد وورلد)، تأتي المنطقة الإفريقية كحكايةٍ إنسانيةٍ نابضة بالدفء والتنوع، حيث تتلاقى الوجوه والابتسامات، وتلتقي الثقافات على أرضٍ واحدة تجمع بين البهجة والمعرفة والتجربة الحسية الغامرة، وفي المنطقة الأفريقية لا يكتفي الزائر بالمشاهدة، بل يصبح جزءًا من الحكاية، يعيش تفاصيلها ويتفاعل مع ناسها، ويكتشف أن الترفيه يمكن أن يكون إنسانيًا بقدر ما هو ممتع، ويعيش الزائر تجربةً تتجاوز الترفيه لتلامس المعنى الإنساني والجمال الثقافي، حيث تتلاقى الحضارات في مشهدٍ واحد يجمع البهجة بالاكتشاف، ويحوّل المكان إلى رحلةٍ مفتوحةٍ نحو قلب إفريقيا.
من عبق القهوة إلى نغم الطبول
تبدأ الحكاية من ركن القهوة الإثيوبية، حيث تفوح رائحة البنّ المحمّص أمام الزوار وتغمر المكان برائحتها الزكية، وتعيد الذاكرة إلى المقاهي الشعبية في أديس أبابا، وعلى وقع الطبول الإفريقية، تمتزج الموسيقى برائحة القهوة، في مشهدٍ يختصر روح القارة التي تعزف للحياة في كل تفاصيلها، وفي الجهة الأخرى، يُقدَّم الشاي الكيني بطقوسه التقليدية، ليجد الزائر نفسه بين نكهاتٍ وروائح تشبه رحلةً حسّية تمر عبر حدود القارة السمراء.
طبيعةٌ تحاكي البراري الإفريقية
في عمق المنطقة، تمتد حديقة الأسد التي تجسد الحياة البرية في مشهدٍ فنيٍ رائع، حيث يقف الزائر أمام حديقة الأسد لمشاهدة تفاصيله وحياته البرية وسط محيطٍ من الأشجار والنقوش الترابية، ومن أعلى مطل إفريقيا الحلزوني، يُطل الزائر على لوحةٍ بانوراميةٍ تجمع حديقة الزرافة والبحيرة الهادئة، في لحظاتٍ توثقها العدسات وتبقى عالقةً في الذاكرة، وعلى أطراف المنطقة، تتألق حديقة الطيور والببغاوات وركن الراكون الذي يمنح الأطفال تجربةً ترفيهية تفاعليةً في بيئةٍ آمنةٍ وممتعة، فيما يتيح المتجر المخصص لإطعام الحيوانات للعائلات فرصة مشاركة لحظاتٍ مليئةٍ بالمرح.
ومع غروب الشمس، تبدأ أنغام القارة في المسرح الإفريقي، حيث تصدح الطبول وتتراقص الخطوات على الإيقاعات، في عروضٍ موسيقيةٍ حية تنبع من عمق التراث الإفريقي، ويتفاعل الزوار بالتصفيق ، لتتحول الساحة إلى احتفالٍ جماعيٍ بالحياة، تُذيب فيه الموسيقى الفوارق وتوحد الجميع على لغةٍ واحدة هي الفرح، وتضم المنطقة أكثر من ستين جناحًا تتألق بالثقافات الإفريقية المتنوعة، وتُعرض فيها الحرف اليدوية القادمة من جنوب إفريقيا، من الأقنعة إلى التماثيل والهدايا التذكارية، إلى جانب المجسمات الخشبية التي تعبّر عن رموز الطبيعة والحيوانات، وتخطف مجسمات الزرافات الإفريقية الأنظار كتحفٍ فنية تذكارية تحمل في تفاصيلها ملامح الجمال الإفريقي، أما الزخارف والأنماط القبلية فتغمر المكان بألوانٍ زاهية تحاكي أسواق القارة المفتوحة حيث الحياة في حركةٍ دائمة وإيقاع لا يتوقف.
وفي بوليفارد وورلد، تتقاطع الطرق بين العالم وإفريقيا، بين ضوء المدينة وصوت الطبول، هي رحلةٌ قصيرة في الزمن، لكنها غنية بالتفاصيل والمشاعر، تنتهي دائمًا بابتسامة، وبقناعةٍ بأن الفرح هو اللغة التي يفهمها الجميع، وهكذا تظل منطقة إفريقيا في بوليفارد وورلد وجهةً تروي للعالم أن الترفيه حين يُقدم بروح إنسانية، يصبح تجربةً لا تُنسى في ذاكرة الزوار.