سلطان مصلح مسلط الحارثي
استطاع المنتخب السعودي، أن يخطف بطاقة التأهل لكأس العالم 2026، عبر الملحق الآسيوي، الذي انتهت آخر مبارياته مساء يوم الثلاثاء، وقد استحق الأخضر التأهل، وإن كان هذا تأخر كثيراً، إذ لم نعهد من المنتخب السعودي أن يخوض غمار «الملاحق»، إنما كان يتأهل بشكل مباشر، إلا أننا اليوم كسبنا المهم وهو التأهل، وأصبحنا من ضمن المنتخبات، التي ستلعب كأس العالم للمرة السابعة، وللمرة الثالثة توالياً 2018 و 2022 و 2026، والتي سبقها تأهلنا في أعوام 1994 و 1998 و 2002 و 2006، قبل أن نغيب عن المونديال في عامي 2010 و 2014، لنحضر مجدداً برؤية سعودية طامحة، يقودها ملهمنا وباني أمجادنا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، والذي آمن بالقطاع الرياضي، ووضعه من ضمن أولوياته، لنرى اليوم نتائجه على أرض الواقع، سواء مع المنتخب أو الأندية، فشكراً لسمو ولي عهدنا وملهمنا، على كل ماقدمه للمملكة في جميع القطاعات، وللقطاع الرياضي بشكل خاص.
ويبقى الأهم، ماذا لدى اتحاد الكرة من خطط ليظهر منتخبنا بصورة تليق باسم المملكة والرياضة السعودية، فنحن على بُعد أشهر فقط لبدء المونديال العالمي؟
كل ما نتمناه أن يقوم المسؤولون في اتحاد الكرة بجهد مضاعف، لتجهيز المنتخب بما يليق، وبما تطمح له القيادة العليا، والقيادة الرياضية، فنحن اليوم قفزنا قفزة هائلة على مستوى الدوري وعلى مستوى الأندية، ويجب أن يقدم المنتخب السعودي نفسه في أمريكا، كما فعل ذلك فريق الهلال في كأس العالم للأندية في أمريكا أيضاً، ونحن لا نطالبه بالتأهل لأدوار متقدمة جداً، ولكنه مطالب بتقديم مستويات كبيرة، يستطيع من خلالها على الأقل التأهل لدور الـ16، خاصة وإن الفرصة مهيأة بعد أن أصبحت عدد المنتخبات المشاركة 48.
بالتوفيق للمنتخب السعودي في كل المحافل التي يشارك فيها، ومبروك للقيادة السعودية العليا تأهل أخضرنا لكأس العالم 2026، كما نبارك للقيادة الرياضية، وللجماهير السعودية، التي لم تقصر في مباراتي إندونيسيا والعراق، وكان لحضورها دور كبير في دعم الأخضر لينتزع بطاقة التأهل.
بين العلي ومخادمة
لا أعلم ماهي الأسباب التي تجعل الاتحاد الآسيوي، يضع نفسه في موقف محرج، حينما يخطئ في اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، يحدث هذا مع المنتخب السعودي والأندية السعودية تحديداً، فالمتابع الرياضي لاحظ بشكل جلي «تكرار» اسميّ الحكمين الكويتي أحمد العلي، والأردني أدهم مخادمة، في أغلب المباريات التي تخص منتخبنا وأنديتنا، ويضع الاتحاد الآسيوي نفسه في حرج مضاعف، حينما يضع أحد الحكمين (العلي- مخادمة) في مباراة مهمة أو مفصلية! والحرج الأكبر، والذي أصبح مشاهداً للجميع، وقوع الحكمين في (أخطاء كوارثية) في أغلب المباريات التي يديرانها، مثلما حدث في مباراة المنتخب السعودي والمنتخب الإندونيسي في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، والتي أدارها الكويتي العلي، إذ بدأ متشنجاً بشكل واضح تجاه لاعبي الأخضر، ليتساءل المشجع السعودي، لماذا يتم اختيار حكم عربي في مباراة أحد أطرافها أو طرفيها عربيان؟ بينما نجد هناك حكاما من شرق القارة يديرون مباريات أخرى، ربما تكون أقل أهمية، وعلى سبيل المثال، في هذا الملحق المؤهل لكأس العالم، لم يدر أي حكم عربي، أي مباراة لغير المنتخب السعودي، فقد أدار مباراة قطر وعمان حكم ياباني، وأدار مباراة عمان والإمارات حكم أسترالي، وأدار مباراة العراق وإندونيسيا حكم صيني، وأدار مباراة قطر والإمارات حكم أوزبكي!
هذا على مستوى المنتخب السعودي، أما على مستوى أنديتنا فحدث ولا حرج، ويتزعم ذلك فريق الهلال، الذي أدار له العلي ومخادمة، مباريات عديدة، وارتكبا كوارث تحكيمية بحسب تحليل المختصين، ويبقى السؤال الأكبر.. لماذا يصر الاتحاد الآسيوي على استفزاز الوسط الرياضي السعودي، من خلال تعيين حكام يرتكبون أخطاء جسيمة، ويُعاد تكليفهم لنفس المنتخب أو النادي؟
الأسطورة استحق الجائزة
رغم الضغوط التي مر بها أسطورة كرة القدم السعودية وقائد المنتخب السعودي سالم الدوسري، وتحديداً قبل انطلاق مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026، وأثناء المباريات، من قبل إعلام جاهل، وجماهير مغرر بهم، إلا أنه كان عند ثقة الوسط الرياضي، وقدم جهد كبير، وتحديداً في مباراة العراق التي كانت مفصلية، فحضرت خبرة القائد الأسطوري، وقدم مباراة كبيرة دفاعياً وهجومياً، رغم معاناته من الإصابة، إلا أنه ضغط على نفسه، من أجل سمعة كرة القدم السعودية، ليحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة بناء على ماقدمه، وهي الجائزة الصغرى، في انتظار الجائزة الكبرى، التي ستقام مراسمها مساء اليوم، حيث يُنتظر تتويج أسطورتنا بالأفضلية عن موسم 2025 للمرة الثانية، كأول لاعب سعودي يحصل على الجائزة لمرتين، عن كل جدارة واستحقاق.
تحت السطر:
* كان لسمو وزير الرياضة الشغوف عبدالعزيز بن تركي دور كبير في تجهيز المنتخب السعودي، وشحذ همم لاعبيه، وذلك من خلال حضوره لتدريبات المنتخب السعودي بشكل دائم، وتحدثه مع اللاعبين ومع المدرب، وهذا هو دور القائد، الذي يعرف متى يحضر، ومتى يدعم، فشكراً لسموه على كل ما قدمه للرياضة السعودية.
* وقفة سمو وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة مع الأسطورة غير مستغربة منهما، وهي تدل على أنهما شعرا بالضغط الذي جعل سالم ينفجر بالبكاء بعد نهاية مباراة السعودية والعراق، فأرادا أن يقولان له، نحن والمجتمع الرياضي الحقيقي نقف معك،
* لاعب فريق الأهلي والمنتخب صالح أبو الشامات، لاعب رائع جداً، وقدم في مباراتي الملحق، أداء كبير، وجهد مضاعف، ولكنه يلاحظ عليه عدم إكمال المباريات، حيث يتراجع مستواه، ويصاب دائماً في الثلث الأخير من المباريات، وهذا يدل على عدم قدرته في توزيع جهده على كل أوقات المباراة، ولكن هذا سيتفاداه مع الوقت، خاصة أنه مازال في مقتبل عمره.
* ما قدمه المدافع الصلب حسان تمبكتي في مباراة السعودية والعراق، عباراة عن قتال، فقد كان السبب الأول بعد توفيق الله في تأهل المنتخب، وذلك من خلال منع مهاجمي العراق من التسجيل.
* ستُعلن مساء اليوم جوائز الاتحاد الآسيوي، والمتوقع أن يحصل أسطورة كرة القدم السعودية على جائزة أفضل لاعب آسيوي، فهو الأحق بها دون أي جدال، مع احترامي للنجم الكبير وأسطورة منتخب قطر أكرم عفيف، الذي يعجبني مستواه الفني العالي.
* حارس المنتخب السعودي نواف العقيدي، رغم أنه لم يتلق أي تهديدات حقيقية، بعد أن منع تمبكتي جميع الهجمات العراقية، إلا أنه ظهر في آخر الثواني، وتصدى لهدف محقق، وكان في هذه الفرصة تحديداً، كالأسد الذي ذاد عن مرماه بكل بسالة.
* يهاجمونه منذ سنوات، وهو يتقدم للأمام غير آبه بما يقولونه، حتى أصبح اليوم أسطورة زمانه وربما كل الأزمنة، فماذا استفادوا من هجومهم؟ وهل استفادوا سابقاً من هجومهم ضد الأسطورة الأولى؟