سلطان مصلح مسلط الحارثي
عاد الدوري السعودي للركض مجدداً، بعد توقف دولي هو الثاني في هذا الموسم، الذي للتو بدأ، لتقطعه التوقفات، التي اشتكى منها المدربون، وأرهقت اللاعبين، وأتعبت الجماهير، التي ما أن يتوقف الدوري، إلا وتذهب لمناقشة القضايا الجدلية، مثلما شاهدنا قبل أيام قليلة، حيث زُج بالكابتن ماجد عبدالله، في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل، ومُنح جوائز من العدم، لم يكن لها وجود في أروقة الاتحاد الآسيوي، إلا أن بعض الجماهير والإعلام، كانوا ولا زالوا يعانون من عقدة النقص تجاه الذي يتفوق عليهم في كل شيء، ولا مجال للمقارنة بينهما، ولكنهم في كل مرة، ودون أي تعب، يحاولون بكل السبل، أن يكون لهم موطئ قدم، في أي محفل أو إنجاز، ليروجوا للشائعات، ويزورا التاريخ، لإحداث فوضى عارمة، ومن خلال تلك الفوضى، يتم إبراز اسم ناديهم ولاعبيه، معتقدين أنهم بتلك الفوضى، يصنعون من ناديهم ولاعبيه منافساً للمتسيد عليهم وعلى بقية أنديتهم، بل المتسيد على قارة آسيا بأكملها، وإن كنت على المستوى الشخصي، تمنيت أن يحترموا قائد فريقهم السابق، ولا يزجوا به في قضايا خاسرة، فالكابتن ماجد ليس بحاجة لجوائز ليس لها أي وجود، فالاتحاد الآسيوي في كل مناسبة يتوج من خلالها اللاعبين، ينشر تاريخ جائزته التي بدأت من عام 1994، ولا يوجد فيها اسم ماجد، ولذلك الزج باسمه يُعتبر تشويها له، وهذا مالا نرضاه لنجم خدم الرياضة السعودية.
نعود لدوري روشن، الذي أعتقد أن جولته الماضية، كان أكثر المستفيدين منها هو فريق الهلال، الذي قدم مباراة كبيرة أمام الاتفاق، سيطر واستحوذ على كل أرجاء الملعب، ولعب مدربه بطريقة جديدة، وتكتيك جديد، استطاع من خلالهما أن يفك تكتلات الاتفاق، وينتصر عليه بنتيجة عريضة قوامها خماسية نظيفة، رغم غياب قائده وأسطورة كرة القدم السعودية سالم الدوسري، وظهيره الدولي البرتغالي كانسيلو، وهذا يعطينا انطباعا عن قدرات المدرب العالمي السيد انزاغي، الذي لا زال يملك الكثير ليقدمه للزعيم، سواء على مستوى النهج التكتيكي أو على مستوى أسلوب وطريقة اللعب.
وفي المقابل، كان أكبر الخاسرين في هذه الجولة، هما فريقا الأهلي والاتحاد، بعد أن تعادلا إيجابياً مع الشباب والفيحاء، وإن كان لدى الاتحاد أسباب وجيهة للتعادل، فمدربه للتو استلم زمام الأمور فيه، ولا يعرف الكثير عن فريقه، ولا عن الدوري السعودي، إلا أن تعادل الأهلي المستقر فنياً وإدارياً مستغرب، خاصة أن الشباب لم يعد بذلك الفريق المخيف، بعد أن تركوه وحيداً، ليصبح اليوم من ضمن فرق الوسط!.
أنقذوا الدوري من تلاميذ المهنا
لا زالت أخطاء الحكام المحليين تتكرر بشكل ساذج، ودون أي إصلاح من القائمين على لجنة الحكام، أو اتحاد الكرة، الذي ظل يتفرج كعادته على الأخطاء التي تحدث في بعض المباريات، وتُغير من نتائجها، ليستفيد فرق وتتضرر أخرى، والخاسر الأكبر هنا، وبشكل دائم إلا ماندر، هي الفرق التي لا تحظى بهالة إعلامية، ولا يقف خلفها جماهير عريضة، ولا تملك المال لاستقطاب الحكام الأجانب، خاصة بعد أن رفع اتحاد الكرة، قيمة استقطابهم! ليقف اتحاد الكرة في وجه تلك الأندية كحجر عثرة، بدلاً من مساندتهم، للبحث عن (عدالة المنافسة)، التي يقتلها في أحايين كثيرة بعض الحكام المحليين، غير متعمدين بالتأكيد، ولكن هذه قدراتهم وإمكانياتهم، وما تلقوه من تدريبات وتوجيهات وتعليمات تحكيمية، إبان فترة رئيسهم عمر المهنا، ومع كل أسف، هم أنفسهم لا زالوا إلى اليوم مستمرين، ولم نشاهد أي وجه جديد، وهذا ما كان يجب على المسؤولين في اتحاد الكرة، مساءلة لجنة التحكيم عنه، خاصة إن هذه اللجنة مر عليها أكثر من أربع سنوات، فأين هي مخرجات عملها؟
تحت السطر
- مساء الغد، يلتقي الهلال بالاتحاد على أرض الأخير وبين جماهيره، في مباراة قوية ومنتظرة، فالاتحاد الذي لم يكن مرضياً عنه طوال الجولات الخمس الماضية، حتى اضطر لتغيير مدربه، بالتأكيد سيتغير شكله أمام الهلال، ولن يكون اتحاد الجولات الماضية، خاصة أنه استطاع الفوز على فريق الشرطة العراقي في نخبة آسيا، وهذا سيبث فيه روح الحماس.