الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
قال معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إن التخبيب جريمة ومعصية، وهو إفساد أحد الزوجين على الآخر، والمخببين هم المفسدون في الأرض، وإن من أعظم الناس جرماً من يخبب ويفسد المرأة على زوجها، مشيراً إلى أن التخبيب قسمان تخبيب المعين الذي يتوجه المجرم المخبب إلى امرأة معينة، فيفسدها على زوجها، إما أن يقول لها «يا صبرك عليه، لو أنتِ تطلبين فراقه وكذا، أو يقول لها لو تطلقين ترى بنزوجك»، والتخبيب غير المعين هو ما نراه في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، أو في بعض المدارس، عندما يجتمع مجموع النساء وتقول: يا صبر، من تصبر على ها الزوج اللي يقول لا تطلعين إلا بإذني، ولا تروحين إلا بكذا، هذا والله لو عندي لأرميه، وأعمل به، فيكون من المجموعة، ناس ينخدعون بهذا الأمر يذهبون ويعملون مثل هذا العمل، ثم يكون ذلك سببًا في فساد البيوت وحصول الطلاق، نسأل الله العافية والسلامة.
وأكد د. عبدالله المطلق في حديثه لـ«الجزيرة»: أن التخبيب معصية يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا من خبَّب امرأةً على زوجها أو خبَّب عبدًا على سيده»؛ فكما أنه لا يجوز تخبيب المرأة على زوجها، لا يجوز أيضاً تخبيب الزوج على زوجته، وبعض قريبات الزوج، أخته، أو أمه، أو غيرهم تقول: طلق فلانة وتزوج ونحن نبحث لك، وفلانة ما فيه سبب يوجب طلاقها، هذا أيضاً من التخبيب الذي لا يجوز، وهو منهي عنه، ومن فعله فهو آثم، ويستحق العقوبة في الدنيا والآخرة، فإن إفساد ما بين الزوجين هو من أعظم المنكرات التي يحبها الشيطان.
وأشار د. المطلق إلى أنه ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن جابر بن عبد الله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه روح افسدوا بني آدم.
فيأتي أحدهم فيقول ما زلت أبو فلان حتى أفعل كذا وكذا، قال: لا، أنت ما لم تعمل شيئاً، ثم يأتي آخر، فيقول ما زلت أبو فلان حتى طلق امرأته، قال أنت، تعال عندي، ليه؟ لأنه إذا طلق امرأته يضيعون الأولاد، وتتضرر المرأة، ويضيع الرجل، وتحصل القطيعة بين الأسرتين، هذا كله آثار سلبية تنتج عن التخبيب، نسأل الله العافية والسلامة.
وشدد الدكتور عبدالله المطلق على أنه يجب على المسلم أن يحتاط لنفسه، وألا يكون سببًا في تشتت أسرة وتفرقها وضياع الأولاد والبنات فيها، فإن هذا من أعظم المنكرات، ومن التخبيب في الأسر تخبيب الخدم حيث إن بعض الناس الآن إذا رأى سائقاً جيداً حاول أن يخبب هذا السائق على كفيله، قال: تعال عندي وأنا بعطيك وكذا، يا صبرك على فلان، اعمل عندي، أو امرأة تخبب خادمة على من كانت عنده، فتقول لها: أنت لو تنتقلين عندي أنا أشتري لك ذهب، وأسوي لك ما تطلبين هذا كله من التخبيب المذموم الذي لا يجوز، وأنه لمن الواجب علينا أن نحفظ تماسك الأسر سواءً كان بين الزوجين، أو بين الخدم في البيوت، أو حتى بين الموظفين في العمل، وفي غيرها، وبعض الناس الآن يأتي ويرسم له خطة أن يطير فلان من موقعه من أجل أن يأتي ويحل محله أو يأتي بشخص آخر يحل محله، وهذه مشكلة وهو من التخبيب المحرم الذي فيه إفساد ما بين الناس.