رياض الخبراء - واس
تُمثل «البيوت الطينية» التراثية جزءًا مهمًا من هوية سكان منطقة القصيم وثقافتهم، إذ إنها ليست مجرد مبانٍ قديمة، بل الشواهد الحية على تاريخ الأجداد وإحدى الوسائل لفهم أسلوب حياتهم وطريقة عيشهم في الماضي، فحينما تكون في وسط فنائها تستطيع أن تنغمس في تلك الأيام القديمة التي تُجسد الأعراف الماضية والعادات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الفترة.
ومن شوق الحنين للعودة إلى الماضي الجميل من خلال «بيوت الطين»، اهتم الكثيرون بالتراث والاعتزاز بهذه البيوت القديمة، والسعي لإحيائها وإعادة ترميمها، وتسويق وتحفيز من حوله إلى زيادة الوعي بأهمية المحافظة على الإرث التاريخي الذي تحكيه هذه المباني السكنية التي شُيّدت في الفترات الزمنية الماضية باستخدام مواد البناء من ذوات طبيعة الأرض عبر التقنيات التقليدية.
تختلف تصاميم البيوت التراثية بحسب البيئة الجغرافية المتنوعة في طبيعة المملكة مترامية الأطراف، فهناك البيوت الطينية في المناطق الوسطى والصحراوية، والبيوت الحجرية في المناطق الجبلية، والبيوت المبنية من سعف النخيل أو الخشب في المناطق الساحلية.
تتميز «البيوت الطينية» بالانسجام مع البيئة الصحراوية والمنطقة الوسطى، حيث إنها صُممت لتتناسب مع طبيعة المناخ المحلي، مثل: الأسقف العالية والنوافذ الصغيرة للتهوية والعزل الحراري من خلال مواد البناء الطبيعية، مثل: الطين، وشجر الأثل، والحجارة، وسعف النخيل، وإضفاء الطابع الجمالي من الزخارف والنقوش النجدية اليدوية على الجدران والأبواب والنوافذ، التي تعكس الذوق الفني الرفيع لتلك الحقبة الزمنية.
وفي لقاء لـ «واس» مع أحد أصحاب البيوت الطينية والمهتم في التراث، أكد أن البيوت الطينية تُمثل الذاكرة المكانية والثقافية للمجتمع في منطقة القصيم، وأهمية تكثيف الجهود من أصحابها في الحفاظ على هذه المباني التاريخية وترميمها بأساليب تظهر هويتها المعمارية، مشيرًا إلى أن صون هذا الإرث يُسهم في دعم التنمية السياحية، ويُشكل مصدر الإلهام للمعماريين المعاصرين في ابتكار عناصر التصميم التقليدي ودمجها في المشاريع الحديثة.