محمد العشيوي - «الجزيرة»:
كشف فنان العرب محمد عبده عن تطورات حالته الصحية بعد الحفلة الأخيرة التي أحياها في دولة الكويت، والتي لاحظ الجمهور خلالها تغيّرًا طفيفًا في صوته وميوله إلى البُحّة، وأوضح فنان العرب في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي أن بداية العارض كانت أثناء حفله في محافظة شقراء ضمن فعاليات «موسم الرياض»، مؤكدًا أنه شعر بأعراض الإنفلونزا قبل الحفل بـ24 ساعة فقط، لكنه أصرّ على الصعود إلى المسرح وتقديم فقرته الكاملة دون تعديل في البرنامج الغنائي، وممازحا «عالجت الإنفلونزا بالحسنى»، وأنه بذل مجهودا في الحفل.
وأشار محمد عبده إلى أنه أراد أن ينتصر على المرض ويؤدي لجمهوره حفلًا غنائيًا مميزًا كما اعتاد، مؤكدًا أن «الجمهور يعرف محمد عبده بكل حالاته، ويحبّه كما هو»، وأضاف أن التعب استمر لاحقًا خلال حفله في الكويت، الذي جاء على طريقة الجلسة الغنائية الطويلة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن حالته الصحية بدأت بالتحسن وأن صوته في طريقه إلى التعافي.
ورغم الإرهاق، قدّم فنان العرب جلسة فنية استثنائية في الكويت امتدت لساعات طويلة، غنّى خلالها أكثر من 15 عملًا غنائيًا من أبرزها «اسمحي لي يا الغرام» و»أبعتذر» و»أبي من الخبر» و»ضناني الشوق» و»شفت خلّي»، وغيرها من الروائع الشعبية التي أعادت الجمهور إلى ذاكرة الفن الأصيل، ويمثل استمرار محمد عبده في العطاء الفني رغم الظروف الصحية رسالة وفاء نادرة من فنان كرّس أكثر من ستة عقود لخدمة الأغنية السعودية، فكان صوته صوت المجد الذي لا يشيخ وذاكرة وطن لا تغيب.
ويعد ذلك الجمهور الذي رافقه عبر الزمن، من مسارح المملكة إلى شوارع باريس ودار الأوبرا المصرية، لم يرَ في محمد عبده مجرد فنان يؤدي أغنية، بل ذاكرةً موسيقية تختزن وجدان الوطن وتاريخه، فصوته الذي حمل أغنيات تحاكي قصة من ضمن الفصول الأربعة، بالإضافة إلى ذاكرة الأغنية الوطني التي لا تموت، لم يكن يومًا عابرًا في المشهد العربي، بل ركيزة من ركائز الهوية الغنائية السعودية.