بادئ ذي بدء لم أعِ غرض وهدف المجلة -أي مجلة- حينما تُصدرُ كتاباً شهرياً مرفقاً معها!! ومضيتُ على هذا الأمر سنوات دون عناية منّي تجاه هذه المسألة، إما بتجاهل الفكرة أو عدم منحها مساحة أكبر من حجمها أو لأسباب أخرى، وبحكم كثرة القراءة والاطّلاع وتنوّع المواضيع التي أقرأُ فيها، بَرَزَتْ أمامي مجموعةٌ من المواضيع التي أريد الاستزادة والتوسّع في قراءتها، وحال البحث عن عناوين ذات الصِّلة باهتماماتي، أجدُ أن مادة الموضوع طُبعت في كتابٍ مرفقٍ مع مجلّة أو صحيفة ما.
بعد المقدمة اليسيرة أعلاه، أقول: بدأتُ أبحث عن نقاط بيع الصحف والمجلات التي تُصدر كتاباً شهرياً باسمها، مثال ذلك (كتاب الهلال) الذي تصدره دار الهلال في مصر، و(كتاب الرياض) الذي تصدره مؤسسة اليمامة الصحفية في الرياض، وغيرهما كثير.. ومن تلك المؤسسات الثقافية التي وَضَعَتْ خطةً لها في إصدارِ كتابٍ شهريٍ مرفق بمجلتها، هي: المجلة العربية ذات التاريخ العريق، والتي ساهمت وأَثْرَت الساحة إثراءً جميلاً من خلال الكتابِ المُرفق بالمجلة، وبسعرٍ منافسٍ يستطيع عليه كل قارئٍ.
وحال تصفّح ما أصدرته المجلة من كتبٍ تحت عنوان (كتاب المجلة العربية)، وجدتُ جهداً رائعاً وكبيراً يحملُ همّ الثقافة وترويج المعرفة، فقد قامت -المجلة العربية- بإصدار مئات الكتب ذات الحجم الصغير في مجالات متنوّعة من الثقافة والمعرفة، حيث وجدتُ تلك الكتب /الكتيّبات تحملُ بين طيّاتها عناوين مختلفة، ودراسات جميلة ذات أبعاد متعددة: (تاريخية، جغرافية، ثقافية، أدبية، لغوية، فلسفية، رحلات، تراجم وأعلام،...الخ) وهو ما جعل القارئ النهم والمتابع بجدّيّة الحرص على اقتناء الكتاب قبل المجلّة نظراً لما يحمله الكتاب المرفق بها من عناوين مهمة، رغم أهمية المجلة ومواضيعها المتنوّعة التي تطرحها في كل عدد، كما أود الإشادة أن الكتب المرفقة حملت لنا أقلاماً من بقاعٍ مختلفة في الأمّتين الإسلامية والعربية بالإضافة إلى الأقلام المحلّيّة الشامخة التي كان لها حضوراً مهماً في كتاب المجلّة؛ مثل: كتاب رقم (547) الذي حمل عنوان: المئة في تراجم من بلغ المئة، للباحث الأردني/ أحمد العلاونة، وكتاب رقم (254) الذي حمل عنوان: أحمد زكي باشا ومخطوطات الإسكوريال، للدكتور المغربي/ رشيد العفاقي، وكتاب رقم (203) الذي حمل عنوان: العشاق الثلاثة، للدكتور المصري/ زكي مبارك، بل إن المجلة سَعَت في تقديم كتبٍ مترجمة، مثل كتاب رقم (184) والذي حمل عنوان: الإسهام الإسلامي في التجديد الفلسفي للقرن الثاني عشر الميلادي، للباحث الإسباني/ خواكين لومبا فوينتيس.
واستناداً إلى ما ذُكر فإن عناية المجلة العربية بهذا التنوّع الثقافي والمعرفي لا شك أنه يساهم في إثراء الساحة المحلية للتعرّف على العطاء الثقافي العالمي المتنوّع الذي تنتهجه في مسيرتها الثقافية.
وأحب في ختام حديثي أن أقترح على الأعزاء في المجلة العربية أن يضعوا سيرة ذاتية مختصرة عن مؤلف الكتاب (كتاب المجلة العربية) لكي يتعرّف القارئ على إنجازاته ومشاريعه ومسيرته الثقافية، ولا يفوتني الإشارة إلى الإشادة بمنسوبي المجلة ورقيّ تعاملهم، ولُطف أسلوبهم في التعامل مع من يطرق بابهم، فتلك صفةُ العرب الأكارم التي يحملونها بين جوانحهم، ودعواتي لهم بالتوفيق والسداد.
** **
- عبدالله بن علي الرستم