نقل المعرفة ليس كصناعتها وفي كلٍّ خير، تعرفُ طرقُ التدريسِ بأنها: مجموعةٌ من الأساليب والإجراءات والأنشطة المتسلسلة والمترابطة التي يتبعها المعلم لتحقيق أهداف تعليمية محددة، ونقل المعرفة والخبرات للمتعلمين بطريقة منظمة وواضحة. وتُستخدم هذه الطرق لإيصال المحتوى الدراسي بشكل فعال.
سقط بين أيدينا ورقتان لمادتين وهما: القواعد والمطالعة تحويان منهجاً تعليمياً أو طريقة تدريس تم استخدامهما من قبل معلميها. ومما يميزهما هو قِدَمُهما حيث كُتِبَتا في النصف الأول من السبعينيات الهجرية من القرن الماضي في إحدى المدارس الابتدائية السعودية في وقت الملك سعود رحمه الله. وكتبَ مُعدا طريقتي التدريس في آخرِ صفحتيهما: طالعتُها وعلمتُ ما فيها وسأقوم بتطبيقها (توقيع). والمقصود الاطلاع على تعاميم الوزارة آنذاك وسيطبقانِ ما ورد فيها. في الفقرتين التاليتين سوف نعرض الطريقتين وهما كما يلي:
أولاً: مادة القواعد: التفتيش الفني
توجيهات فنية في تدريس مادة القواعد الغرض من تدريس القواعد إقدار التلاميذ على تمييز الخطأ من الصواب في النطق والكتابة وتعويدهم قوة الملاحظة ودقة النظر ونقد التراكيب نقدًا صحيحاً.
وعلى معلم اللغة أن يفهم أن القواعد وسيلة لا غاية ومن الخطأ تدريسها على أنها غاية مقصودة لذا فإن لذلك نتائج سيئة منها:
1- أن تدريس في ظل اللغة بأن تختار أمثلتها وتمريناتها من النصوص والعبارات الحيّة ذات المعاني الثقافية لا من تلك الأمثلة المتكلفة الجافة البعيدة عن محيط التلاميذ.
2- أن يكتفي من القواعد بما يعصم اللسان (...) من الخطأ.
3- عدم الإسراف في المصطلحات النحوية.
4- كثرة التطبيق الشفهي والتحريري على الأساليب الصحيحة.
وعلى المدرس أن يتبع في تدريس القواعد الأسس الآتية:
1- يبدأ المدرس درسه الجديد بمناقشة عامة يربط بها بين هذا الدرس وبين ما درس التلاميذ سابقاً ليشعر التلاميذ أن هناك صلة بين مختلف أبواب النحو.
2- يدون على السبورة أمثلة كثيرة شائقة حيّة لها صلة بمعلومات التلاميذ العامة مع ملاحظة فهمهم لمعانيها قبل المناقشة فيها.
3- يأخذ في مناقشته التلاميذ في الأمثلة المكتوبة نقاشاً يرمي إلى معرفة خصائص كل مثال ثم الموازنة بينه وبين غيره من الأمثلة، وأن يتيح لهم الفرصة في الوصول إلى الحقائق بأنفسهم.
4- يشجع المدرس التلاميذ على صياغة القاعدة بعد الوصول إليها بأنفسهم في عبارة واضحة ثم يدونها على السبورة.
5- يحسن بعد فهم التلاميذ للقاعدة أن يكثر المدرس التطبيق الشفوي الذي يرفعهم إلى التفكير ويثبت القاعدة في أذهانهم.
6- يحسن بعد كل بضعة تطبيقات أن يأتي بتطبيق عام. ويتناول الخاص ما دُرِّس حديثاً من القواعد ويتناول العام غير ذلك من القواعد السابقة.
7- يحسن أن تكون التطبيقات التي تعطى التلاميذ متنوعة خالية من الغموض والتعقيد.
ثانياً: مادة المطالعة: التفتيش الفني
توجيهات فنية في تدريس مادة المطالعة
من أهم أغراض المطالعة تزويد التلاميذ بطائفة من الأفكار العامة المناسبة لعقولهم وتزويدهم بطائفة من الألفاظ والأساليب التي تلائم حاجتهم الفكرية، كما أنها ترمي إلى تحقيق الأغراض الآتية:
1) فهم الطفل ما يقرأ في يسر وسرعة.
2) حسن الأداء والإلقاء لأجزاء الكلام.
3) التقاط المسموع وسرعة فهمه؛ لذلك ينبغي أن يراعي المدرس في تعليم المطالعة الجهرية ما يأتي:
1) تهيئة أذهان التلاميذ للموضوع الجديد بإلقاء ضوء على معنى القطعة قبل قراءتها.
2) يكلف التلاميذ قراءة الموضوع قراءة صامتة سريعة للإلمام بالمعنى العام (لا داعي لاستعمال القراءة العامة في السنتين الثانية والثالثة).
3) توجيه أسئلة إلى التلاميذ بعد إعدادها خارج الحصة للوقوف على مدى فهمهم للمعنى العام.
4) يقرأ المدرس القطعة كلَّها إن كانت قصة - أو بعضها - إن أمكن لتجزئتها دون إخلال بما يسوؤها من وحدة عامة قراءة نموذجية مرة أو مرتين حسب حالة التلاميذ قوة أو ضعفاً.
5) يكلف أحد التلاميذ النجباء قراءة القطعة بعده.
6) يقسم القطعة إلى فقرات مناسبة لأسنان التلاميذ وعددهم حتى يطالعأكبر عدد ممكن منهم.
7) يناقش التلاميذ في معاني المفردات الصعبة، بوضعها في جملها أو في غير جملها إن أمكن ويطالبهم بمرادفات بعضها واستعمالها في جمل شفوياً، ثم يكتب كل ذلك على السبورة. ويكلف التلاميذ بنقل معاني المفردات في كراسة (الفوائد اللغوية) وحفظها مع حفظ بعض العبارات اللغوية، والحِكَم الرائعة التي ترد في القطعة، حتى يتكون لدى التلميذ ذخيرة أدبية.
8) يكلف أحد التلاميذ قراءة الفقرة الأولى، وآخر قراءة الفقرة الثانية مع مراعاة عدم خضوع القراءة لترتيب التلاميذ في الجلوس وهكذا حتى ينتهي الموضوع ثم تعاد القراءة مرة أو مرتين على هذا النحو.
9) يكلف بعض التلاميذ قراءة القطعة كلها إذا انتهوا من قراءتها مجزأة.
10) يكلف بعض التلاميذ تلخيص الموضوع للتعبير عن حوادثه ومعانيه بكلامهم الشخصي ويحوله إلى حوار تمثيلي إذا كان قصة، وقيام التلاميذ بتمثيل الحوار إذا اتسع الوقت لذلك.
11) يكلف التلاميذ أنفسهم بإصلاح خطأ زميلهم أثناء قراءته إلا إذا عجزوا عن ذلك.
12) ينبغي ألا يكثر من أسئلة الإعراب إلا إذا كانت المناسبة قوية والفائدة عظيمة كأن يخطئ التلاميذ فيرفعوا المنصوبَ وينصبوا المرفوعَ.
13) ينبغي أن يشجع التلاميذ وخاصةً تلاميذ السنتين الأخيرتين على القراءة الحرّة في خارج المدرسة ويُعيّن المدرس وقتًا في ابتداء بعض دروس المطالعة لاختبارهم في تلخيص ما قرأوه.... (انتهى).
أخيراً، وليس آخراً نتمنى أن نكون قد وفقنا لطرحِ مقالٍ مفيدٍ، كما أنصحُ بالآتي: قراءة كتاب: تعليم التفكير (مفهومه، أساليبه، مهاراته) لمحمود طافش، والاستماع لمقطع الأستاذ العطاس بن حسن الفيفي عن «التكرار المقنن»، وآخر قال عن الحفظ:
أولاً: اقرأ الدرس ثلاث مرات قبل الحفظ.
ثانياً: الحفظ وأثناء الحفظ تخيل الصور والمشاهد في ذهنك.
ثالثاً: احفظ وعيناك مغلقتان.
ونختم بحكمة تقول: الناس مثل أسراب الطيور فاختر التحليق مع من يشبهك حتى لا تصاب بخيبةِ أمل أو غربة روحية..
وبالله التوفيق،،
** **
فهد الدهمش المسعري - معلمٌ سابق ومدير مكتب ركن الجبل للبحوث والدراسات