العميد م. أحمد حامد الوادعي
ما تشهده حاضرة الدمام (الدمام الخبر الظهران) من تطور نوعي في منظومة المرور والتنظيم الميداني. بالفعل، فإن التحسن الملحوظ في انسيابية الحركة المرورية لم يأتِ من قبيل الصدفة، بل هو ثمرة تخطيط استراتيجي ورؤية واضحة تبنتها إدارة مرور المنطقة الشرقية بقيادة العميد الدكتور عبداللطيف العبيد الله، الذي أثبت ميدانيًا أنه قائد يجمع بين الفكر الهندسي والرؤية التنظيمية والقيادة الميدانية الفاعلة.
لقد كانت بعض الطرق ومحاور في حاضرة الدمام في فترات سابقة تعاني من اختناقات مرورية مزمنة عند عدد من التقاطعات الحيوية، مما كان يتسبب في تأخير المركبات وتعطل سير الحركة اليومية، خصوصًا في أوقات الذروة. لكننا اليوم نلحظ بوضوح التغيير الميداني الذي شمل إعادة توزيع المسارات، وتعديل توقيت الإشارات الضوئية، وتوسعة بعض الشوارع، وإزالة بعض نقاط الازدحام، مما جعل الطرق أكثر مرونة وسرعة وانسيابية. هذه الخطوات ما كانت لتتحقق لولا المتابعة الدقيقة من سعادة العميد الدكتور عبداللطيف، الذي حرص على أن يكون حاضرًا بنفسه في الميدان، يراقب ويدعم ويوجّه رجاله، مما خلق بيئة عمل مفعمة بالحماس والانضباط والروح العالية.
القيادة الميدانية ليست بالأمر السهل، لكنها حينما تأتي من رجل خبير ومخلص في عمله، تنعكس آثارها بشكل مباشر على الأداء العام. حضور القائد بين صفوف الأفراد في الميدان، خصوصًا في ذروة الازدحام الصباحي والمسائي، يرفع من مستوى الالتزام والانضباط، ويمنح الجميع شعورًا بالفخر والمسؤولية المشتركة، وهو ما جعل أفراد المرور في المنطقة الشرقية مثالًا في الأداء والانضباط والحرص على راحة مستخدمي الطريق.
كما أن التعاون المثمر بين إدارة المرور وأمانة المنطقة الشرقية والطرق أجبر الجهات التأليه الاقتناع بالملاحظات والتقارير الصادرة من المرور كون عملها ملتصقا بالعمل الميداني فأثمر ولعب دورًا محوريًا في هذا النجاح، فتكامل الجهود بين تلك الجهات أدى إلى تحسين الأرصفة وتوسيع التقاطعات وإعادة هندسة بعض الطرق بما يتماشى مع الكثافة السكانية والمرورية المتزايدة. هذه الرؤية التكاملية هي ما نحتاجه دومًا في تطوير المدن الكبرى، لأنها تضع المستخدم - المواطن والمقيم - في مقدمة الاهتمام.
لدي مقترح أتمنى الاطلاع عليه ودراسته هو يتعلق بتقاطع شارع إشارة الأشرعة مع طريق الملك عبدالله باتجاه الخبر، وكذلك تقاطع الملك عبدالله مع الملك سعود (شارع المزارع قديماً) فهو يستحق الدراسة والتنفيذ فهذان التقاطعان يمثلان بالفعل نقاط ازدحام يومية للقادمين من القطيف وسيهات وعنك والأحياء المجاورة باتجاه الخبر خصوصًا في أوقات الذروة، إن إعادة تصميم هذه التقاطعات إما الغاء الإشارات فيها أو إيجاد مسارات حرة بدون توقف، سيؤدي بلا شك إلى رفع كفاءة الحركة المرورية على هذا المحور الحيوي، ويختصر الزمن المهدور في الانتظار، ويزيد من رضا مستخدمي الطريق.
وختامًا، فإن ما نشهده اليوم من نجاحات في إدارة مرور المنطقة الشرقية هو نموذج يحتذى به في الإدارة الميدانية الحديثة التي تجمع بين الرؤية العلمية والجهد العملي. لذلك، يستحق سعادة العميد الدكتور عبداللطيف العبيد الله وكافة منسوبي الإدارة خالص الشكر والتقدير على إخلاصهم وتفانيهم في أداء مهامهم، وعلى ما يقدمونه من مبادرات تطويرية تسهم في تحسين جودة الحياة، وتواكب رؤية المملكة 2030 في رفع مستوى السلامة المرورية وتسهيل تنقل المواطنين والمقيمين.
نسأل الله أن يبارك في جهودهم، وأن يوفقهم دائمًا لخدمة الوطن والمجتمع بكل إخلاص واقتدار.
***
- المستشار الأمني