إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
في ليلةٍ فنيةٍ مفعمة بالبهجة والجمال، أقامت جمعية الثقافة والفنون بجدة أمسية نقدية خاصة بتجربة صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم الفيصل في الفوتوغرافيا، قدّمها الناقد الفني الأستاذ عبدالخالق الغامدي، وسط حضور نخبة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالفنون البصرية.
وتناول الغامدي خلال حديثه رحلة الأميرة الإبداعية الممتدة لأكثر من ثلاثين عامًا، مؤكدًا أنها تجربة أصيلة جعلت من الإنسان محور الصورة، ومن اللحظة العابرة سردًا بصريًا عميقًا يتجاوز حدود المكان.
وأشار إلى أن الأميرة ريم الفيصل خاضت مشاريع فوتوغرافية دولية عن الحج، والصين، ومسلمي أمريكا، وميناء جدة الإسلامي، وإيران وغيرها، لتتوزع أعمالها في عواصم العالم الفنية، بما في ذلك فلسطين المحتلة، وهو ما رسّخ حضورها عالميًا وجعلها تنال وسام الاستحقاق برتبة فارس من الحكومة الفرنسية تقديرًا لإسهاماتها الرفيعة في فن التصوير.
وشهدت الأمسية مداخلات تثري الحوار البصري من عدد من الفنانين والمختصين، من بينهم الإعلامي سلامة الزيد، والفوتوغرافي الكبير خالد خضر، والدكتور عصام عسيري من جامعة جدة، والفنان أحمد حسين، والمخرج مجدي القاضي، والفنان إيلي مطر، والفوتوغرافي محمد محتسب، والمهندس سعيد الجارالله، والأستاذة هدى المطيري، والدكتورة بسنت التي أشادت بدور رؤية 2030 في تعزيز الحضور العالمي للفن السعودي. وقد أكدت المداخلات مجتمعة أن الأميرة تمثل صوتًا سعوديًا عربيًا فريدًا في الفوتوغرافيا الحديثة.
كما أضفى الفنان الكبير طلال سلامة حضورًا آسرًا على الأمسية، حيث شنّف أسماع الحضور بموالٍ من كلمات الأمير عبدالله الفيصل، مضيفًا بعدًا طربيًا يوازي جمال الصورة وقوتها التعبيرية.
وامتزجت العدسة بالصوت أيضًا عبر فقرات موسيقية قدّمها كل من الفنان حسين القرشي على القانون، والفنانة الهنوف، والفنان إيلي مطر على القيثار، والفنان حسن إسكندراني على العود، بحضور الفنان محمد شفيق والفنان حمزة كردي، ليكتمل مشهد الاحتفاء الفني بصورة مترفة بالذائقة.
وفي ختام الأمسية، كرّم مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم الفيصل بميدالية الجمعية الذهبية تقديرًا لمسيرتها الإبداعية ودورها الريادي في تقديم فوتوغرافيا تُعلي من قيمة الإنسان وترتقي بالوعي البصري.
كما تم تكريم الناقد الفني عبدالخالق الغامدي نظير مساهمته النقدية الثرية التي أثرت فعاليات الأمسية.
وقد أكدت هذه الليلة المضيئة حضور جدة المتجدد كمنصة ثقافية نابضة بالحياة، ودور جمعية الثقافة والفنون في تعزيز مكانة الفنون ضمن مستهدفات برنامج جودة الحياة، وجعلها جسرًا بين الإبداع والإنسان، وبين الصورة والوعي، نحو مستقبل مشرق للفنون السعودية عالميًا.
** **
تويتر: AL_KHAFAJII