سلطان مصلح مسلط الحارثي
بين فترة وأخرى، تظهر بعض الروايات النصراوية، عن انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لنادي النصر، ولعل المضحك المبكي بالوقت نفسه، أن يصدق بعض المشجعين، بعض الروايات التي تؤكد أن كريستيانو حضر من خلال مفاوضات أو أموال النصر! بالنسبة لي اعتبر هذا جنوناً وتهوراً، ولا يمكن أن يصدقه إلا جاهل أو مغرر به! خاصة متى عرفنا أن نادي النصر، كان وقتها يعاني ديوناً كبيرة، كما أشار إلى ذلك بعض مسؤوليه، فكيف يفكر في التفاوض مع لاعب بحجم وقيمة كريستيانو؟
كريستيانو بإيجاز، كان يتفاوض مع الهلال للانتقال إليه، بعد أن حصلوا على موافقة ناديه السابق، تلك المفاوضات الجادة كان يقودها رئيس النادي آنذاك الأستاذ فهد بن نافل، وكانت وزارة الرياضة على علم بذلك، وقد وصلت المفاوضات لمراحل متقدمة جداً، وقبل اكتمالها، تم منع الهلال من التسجيل، على أثر قضية محمد كنو، وهذا فتح باباً كبيراً للمسؤولين في وزارة الرياضة، لاستقطاب النجم صاحب التأثير الرياضي الأكبر، وبدعم من القيادة السعودية، تحركت وزارة الرياضة، بكل قوة، وسعت لاستقطاب كريستيانو، وهذا ما حدث تماماً، بعد أن كلّفت فريقاً، قاد المفاوضات مباشرة مع اللاعب ووكيله، وكون الهلال والاتحاد وقتها ممنوعين عن التسجيل، والأهلي يلعب في دوري يلو، ذهب اللاعب للنصر.
ودون أدنى شك، هذا التعاقد الذي عاد بالنفع على الكرة السعودية، يحسب للمسؤولين في وزارة الرياضة، وعلى رأسهم سمو الأمير عبدالعزيز الفيصل، الذين انتهزوا فرصة موافقة اللاعب لنادي الهلال، وبعد منعه، أكملوا المفاوضات، واستقطبوا اللاعب، الذي في كل مرة يشيد بالمملكة، معتبرها بلده الثاني، كما يشيد بالتطور الذي نلحظه في بلدنا، مع رؤية ملهمنا وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان، الذي يقف خلف كل إنجاز وتطور، يشهده وطن الأمن والأمان.
الأخضر بين قرعة كأس العالم ومونديال العرب
ظهرت قرعة كأس العالم مساء يوم الجمعة الماضي، ووقع منتخبنا السعودي في مجموعة ليست بالسهلة، بعد أن ضمت بجانبه منتخبات إسبانيا والأورغواي والرأس الأخضر، وقياساً على تاريخ ومستوى منتخبي إسبانيا والأورغواي، وما يملكانه من لاعبين محترفين في دوريات كبيرة، نعتقد أن التأهل كمتصدر أو وصيف صعب جداً، ولكنه ليس بالمستحيل، فالمنتخب الذي استطاع أن يهزم بطل العالم منتخب الأرجنتين، في كأس العالم 2022، باستطاعته أن يهزم أي منتخب، متى كان اللاعبون في قمة مستوياتهم واستشعروا بالمسؤولية، ولعبوا بالروح نفسها التي هزمت منتخب الأرجنتين، وقبل ذلك، متى هيأ اتحاد كرة القدم، الأجواء المناسبة، ولعب المنتخب مباريات ودية قوية، لها أثر مباشر على اللاعب السعودي، كما أن فرصتنا بالتأهل لدور الـ32، ستكون حاضرة، حتى وإن لم نحقق المركز الأول والثاني، إذ يكفينا أن نحصل على المركز الثالث، لعلنا نكون من أفضل ثمانية منتخبات، تصعد للدور الثاني.
عربياً، ظهر المنتخب السعودي بشكل مختلف، وقدَّم مستويات كبيرة، واستطاع أن يتأهل للدور المقبل، قبل أن يخوض المباراة الثالثة، التي لم يكن لها أي تأثير أو أهمية.
الأخضر في الدوحة، كشَّر عن أنيابه، وظهر جل لاعبيه بمستويات كبيرة، وتحديداً قائده وأسطورة كرة القدم السعودية سالم الدوسري، الذي أبدع وأمتع، وصنع وسجل، (صنع أربعة أهداف وسجل هدفاً)، وحصل على الأفضلية في مباراتي عمان وجزر القمر، وقد استحقها عن كل جدارة، ويبقى الأهم، وهي مباراة اليوم في دور الـ8، التي يخوضها الأخضر أمام منتخب فلسطين، المنتخب الذي لا يُستهان به، بعد أن قدَّم مباريات جيدة في دور المجموعات، واستطاع التأهل لدور الـ8 وهذا يفرض على منتخبنا احترامه، ليتسنى لنا تجاوزه، والذهاب بعيداً في هذه البطولة، التي أتمنى أن نحققها، فقد اشتقنا للأخضر وهو بطل يحمل كأساً.
الأسطورة لم يُنصف
وهو يعيش في أواخر عمره الكروي، ورغم الهجوم غير المبرر عليه، يرفض أسطورة كرة القدم السعودية، وصاحب الأرقام العالمية المميزة، قائد المنتخب السعودي سالم الدوسري، أن يكون رقماً هامشياً في أي بطولة يخوض غمارها، سواء مع فريقه الهلال، أو المنتخب السعودي، معتداً بنفسه وموهبته التي أوصلته ليكون أفضل لاعب آسيوي مرتين، كأول لاعب سعودي، يحقق هذا المنجز.
سالم، رغم ما حققه، ورغم موهبته التي فرضته لاعباً أساسياً في ظل وجود 10 لاعبين أجانب في كل فريق، أعتقد بأنه لم يحظ بإنصاف، ولم ينل حتى نصف ما يستحقه، ولكنه سيبقى واحداً من أعظم من أنجبتهم الكرة الآسيوية.