تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم -بفضل الله- من إنقاذ شاب تعرض لحادث مروري مروع من الشلل المحتم، وكان يعاني نتيجة للحادث من كسر مركب بالعمود الفقري، وانزلاق غضروفي حاد أدى إلى ضغط شديد بالنخاع الشوكي، وشلل بالأطراف العلوية.
وقد وصل الشاب إلى قسم الطوارئ بالمستشفى وهو في حالة صحية معقدة، وخضع لعمليتين دقيقتين وناجحتين لانقاذ حياته. ذكر ذلك د. ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج.
وقال د. مسعود أن الشاب الذي يبلغ «24» عاماً، تلقى الإسعافات الأولية بالطوارئ ووضع على التنفس الاصطناعي مباشرة، ثم خضع لفحوصات دقيقة بعدما طرأ استقرار نسبي على حالته.
وقد أظهرت الأشعة وجود كسر مركب بالفقرة العنقية رقم «7»، وانزلاق غضروفي حاد وضغط على النخاع الشوكي، مع شلل في الأطراف العلوية ابتداءً من العصب رقم «7» وإلى الأسفل. وقد أجريت له عمليتان؛ تم في الأولى إزالة الفقرة العنقية السابعة المتهشمة بالكامل، والاستعاضة عنها بأخرى صناعية وتثبيتها بصفيحة وبراغي، في تدخل طبي نادر حيث تم الدخول من الجهة الأمامية، واستمرت العملية لـ«5» ساعات، وأعيد إلى العناية المركزة ووضع على التنفس الاصطناعي.
وبعد مرور «72» ساعة وتحسن حالته، نقل الشاب إلى غرفة العمليات مجدداً، وخضع لعملية جراحية أخرى استمرت «3» ساعات، وتم فيها إزالة الكسور المتبقية خلف العمود الفقري، وكذلك تحرير النخاع الشوكي من الضغط، وتثبيت العمود الفقري ببراغي وقضبان معدنية من الفقرة العنقية 5 و6، على الفقرة الصدرية 1 و2. وقد تم الدخول في هذه المرة من الخلف. وبعد العملية نقل الشاب مجدداً إلى العناية المركزة ووضع على التنفس الاصطناعي لمدة «48» ساعة.
ومع تحسن حالته قام الفريق الطبي بتخفيف التخدير والتنفس الاصطناعي تدريجياً بطريقة تسمى weaning، وبعد «72» ساعة استفاق الشاب وبدأ في تحريك يديه، وأُحِيل إلى غرفة التنويم، واستمر تحسنه إلى أن غادر المستشفى بعد أسبوعين من العملية مشياً على قدميه مع بعض المساعدة.
وختم د. مسعود بأن الشاب راجع المستشفى بعد نحو شهر للمتابعة، مشياً على قدميه ودون أي مساعدة، وأكد أنه عاد لممارسة حياته بصورة طبيعية.