نختلف ونتفق مع عمل مجلس إدارة الإتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأستاذ ياسر المسحل الذي استمر في هذا الموقع من عام 2019 حتى اليوم، والمتبقي على انتهاء فترته أقل من عامين، لكن لماذا نطالب أي مجلس إدارة بالاستقالة لمجرد استعجالنا تحقيق الأهداف.
مؤمن بأن أي عمل لن يرى النجاح في سنة أو أربع، خصوصاً إذا تبنى المجلس خططا طويلة المدى تحتاج إلى وقت حتى نلمس أثرها، ومؤمن إيمانا أكثر أن نجاح المنظومات الإدارية لا ينبغي أن يبدأ من الصفر، بل على مكتسبات الإدارات السابقة وتطويرها ومعالجة السلبيات.
وحتى نكون موضوعيين أكثر؛ هل أعمال اتحاد القدم محصورة بنتائج الفريق الوطني الأول وتحديدًا بالبطولات فقط أم أن هذه الاعمال متعدية لتنظيم مسابقات وحوكمة أندية ورفع جودة منافسات وإشراف على منتخبات واختيار مدربين وتحسين بيئة حاضنة، وتحسين اللوائح والقوانين واكتشاف المواهب وصقلها ...الخ, وإلا في ظل وجود 211 اتحاد كرة قدم تحت مظلة الفيفا، كم اتحادا يستحق الحل بشكل سنوي لعدم تحقيق بطولة قارية او إقليمية؟
أقدر غيرة المشجع والإعلامي والمحب لوطنه على منتخب بلاده، ولكن القياس لا ينبغي أن يكون وفق هذه الرؤية الضيقة للعمل.
وعليه، لابد من تقييم شامل وصادق ( داخلياً ) من الاتحاد نفسه و(خارجيًا ) من قبل المؤسسة الرياضية الأكبر وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية للوقوف على خطط الاتحاد واستراتيجياته، متى بدأت وكيف طبقت وإلى أين وصلت، وكم حققت في مقياس الإنجاز؟
نعم، هذا المجلس حصل على اكبر ميزانية في تاريخ الاتحاد ولكن المرحلة الحالية ليست كسابقتها لأنها مرحلة تأسيس جديدة وفق معايير عالمية تحتاج الى تحسين بيئة عمل ومسارعة في التطوير للحاق بالدول المتقدمة رياضيًا ولتهيئة البيئة الرياضية لاستضافة كأس العالم 2034 والذي يحتاج الى عمل جبار لن نرى نتائجه في دورتين انتخابية او حتى اقل من ذلك!
وبالنظر لنتائج المنتخب الوطني الأول هل مجلس الاتحاد في 6 سنوات مسئول عن تأخرنا في تحقيق لقب القارة 30 عام، هل هذا الاتحاد مسئول عن غيابنا عن نسختين من كأس العالم 2010 و2014، حتى بطولات الخليج التي شاركنا فيها خلال النسخ الماضية كان التعامل معها كتجمع استعدادي للوقوف على جاهزية البدلاء والصف الثاني.
وفي البطولة العربية التي أقيمت مؤخرًا في قطر: هل كان الجميع ينتظر البطولة في ظل الأداء الباهت في التصفيات ومرحلة تغيير الجلد التي مر بها المنتخب جراء اعتزال وانخفاض مستوى كثير من نجوم مونديال 2022 في قطر.
أعتقد اننا نريد أن نهرب في كل مناسبة من مواجهة واقعنا، ولانريد الاعتراف بأننا في مرحلة بحث عن لاعبين وبحث عن هوية وعن شخصية بطل لايمكن لها أن تقوم على جهود لاعب ولا على ضخ مالي يحتاج وقتا، ولا على سمعة دوري ملياري مليء بنجوم عالميين. الحقيقة أننا نمر بما تمر به اليابان وكوريا الجنوبية ممن غابوا عن البطولات القارية لسنوات ومع ذلك لم نر مشانق تنصب لاتحادات بلدانهم وتصفية حسابات.
في المقابل، هناك بارقة أمل لعمل واضح وملموس في المنتخبات السنية تحت 23 وتحت 20 وتحت 19 وتحت 17 يجب أن نتفاءل به ونبني عليه وننميه، وهي للأمانة جهود هذا الاتحاد التي هُمشت لأهداف غير مفهومة.
عدسة واسعة
- تعامل رينارد مع بعض اللقاءات سلبي وتدخلاته سلبية، ولكن الكل متفق على الأسماء التي تم استدعاؤها لأنهم الأبرز في مسابقاتنا.
- مع هذا التحفظ على تدخلاته الفنية وقناعاته إلا ان مسألة إقالته تحتاج مراجعة فالمتبقي 6 أشهر وأخشى ما أخشاه أن تعاد (فترة الفراغ) التي عانى منها المنتخب قبل حضور مانشيني لمدة 3 اشهر. علاوة على أن المدرب الجديد لن يجد أي فرصة للوقوف على مستويات اللاعبين بشكل مباشر، ولن يجد فترات توقف كافية سوى فترة 10 أيام فقط وأسبوعين قبل بدء بطولة كاس العالم.
- كل اللوم تلقاه مجلس الاتحاد، ورينارد والمنظومة الرياضية ونظام المسابقة وسلم اللاعبون من الانتقاد رغم تواضع مستوياتهم؟!.
أخيرًا
الناقم لن يرضى عليك ولن يسكت عنك.
** **
- بسام اللحياني