كنت قد طالبت في مقال سابق بعد تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2025 عبر الملحق بالاكتفاء بما قدمه المدير الفني للمنتخب هريفي رينارد من عمل وتوجيه الشكر له والبحث عن مدير فني بقدرات وخبرات أفضل من رينارد لتكملة المشوار مع المنتخب حتى تنتهي المشاركة في المونديال ومن ثم يتم تقييم عمله لتحديد مستقبله مع المنتخب، ولكن كان لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل وزملائه الكرام رأي آخر ومنحوه الثقة للاستمرار في عمله وقيادة الدفة للمنتخب في الاستحقاقات التي تلت التأهل.
رينارد مدرب مرحلة مثل التصفيات المؤهلة لكأس العالم وملاحقها وغير مناسب للبطولات المجمعه ونهائيات كأس العالم وقد أثبتت تجربته مع المنتخب في مونديال قطر 2022 ذلك على الرغم من الفوز المبهر على بطلة العالم الأرجنتين في مستهل مشوار المنتخب في تلك البطولة إلا أنه خسر في بقية المباريات وخرج بالمركز الرابع في مجموعته.
من الآخر قد لا يقدم المنتخب الوطني مع رينارد في المونديال القادم مستوى يتناسب مع تطلعات محبي الأخضر ويحقق نتائج إيجابية لأنه لا يعمل على بناء فريق قوي من الناحية التكتيكية، بل يركِّز على العامل النفسي ومجهود بعض اللاعبين المميزين ويبني تكتيكاته على ذلك وهو الأسلوب ذاته الذي شاهدناه في البطولة العربية، حيث كان المنتخب ينتصر بمجهودات فردية من الكابتن سالم الدوسري وبعض زملائه وروح الفريق ولكن خرجنا من الأردن في نصف النهائي بمباراة تفوق فيها عليه مساعده السابق (جمال السلامي) تكتيكياً وذلك بإغلاق ملعبه واللعب على التحولات ومراقبة سالم فتعطَّلت مفاتيح اللعب الهجومية في منتخبنا ومن فرصة وحيدة سجل المنتخب الأردني الشقيق هدف الفوز ولم يستطع منتخبنا صناعة فرص تسجيل واضحة باستثناء تسديدة البريكان التي تصدى لها حارس المنتخب الأردني.
هناك من يرى أن البديل لرينارد متى ما تمت إقالته يجب أن يكون من مدربي دوري روشن للمحترفين وأنا اختلف مع هذا الرأي فيوجد في الساحة الدولية مدربون كبار من المتمرسين في كؤوس العالم منهم على سبيل المثال مدرب المنتخب الإسباني الحالي فوينتي ومدرب كرواتيا الحالي زلاتكو ومدرب المنتخب الإيطالي السابق سباليتي فمن الممكن التعاقد مع أحدهم وسيكون لديه الوقت الكافي لمتابعة مباريات الدوري ومباريات المنتخب السابقة قبل التوقف الدولي في شهر مارس القادم وتكفيه 5 مباريات لإعداد المنتخب للمونديال.
نعم، منتخبنا الوطني يحتاج لمدرب عالمي متمرِّس في كؤوس العالم والبطولات الأوربية يستطيع أن يعمل توليفة مثالية وتكتيك مناسب لمنتخبنا من أجل مشاركة قوية في المونديال فلا تضيعوا الوقت في تجديد الثقة في رينارد لأن فاقد الشيء لا يعطيه وتوكلوا على الله واتخذوا القرار المناسب في الوقت المناسب.
إدارة مستقلة للمنتخبات الوطنية
المنتخبات الوطنيّة لكرة القدم هي واجهة الكرة السعودية وممثّلتها في المحافل الدولية ومع كثرة مهام مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، فقد يكون من المناسب أن يكون للمنتخبات الوطنية إدارة مستقلة عن الاتحاد تضم نخبة من الكوادر الوطنية من أبناء اللعبة التي تملك الخبرات الإدارية والفنية في هذا المجال وتعمل باحترافية على رسم خطط إستراتيجية قصيرة وطويلة المدى لتطوير المنتخبات الوطنية وتكون معنية في اختيار الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات الوطنية ووضع برامج الإعداد والمعسكرات للمشاركة في البطولات الإقليمية والقارية والعالمية والتصفيات المؤهلة لها والتنسيق مع اتحاد الكرة في كل ما تحتاجه لإتمام عملها وحل الصعوبات التي قد تواجهها ولا بأس من أن يكون الأمين العام للاتحاد موجوداً في هذه الإدارة لتحقيق التناغم المطلوب بين الطرفين لمصلحة منتخباتنا الوطنية.
بالمختصر المفيد
- بالإمكان جدولة مباريات ودية لمنتخبنا الوطني خارج أيام «الفيفا» يواجه فيها توليفة من اللاعبين الأجانب المحترفين في دوري روشن في منتصف الأسبوع الذي لا تكون فيه مباريات محلية أو قارية لخلق مزيد من التجانس بين اللاعبين الدوليين.
- أتمنى تصعيد بعض اللاعبين من المنتخب الأولمبي تحت 23 إلى المنتخب الأول بعد فراغهم من البطولة الآسيوية تحت 23 التي سوف تستضيفها المملكة في شهر يناير القادم لدعم دكة المنتخب الأول وخلق منافسة قوية بين اللاعبين الدوليين تصب في مصلحة المنتخب الوطني.
- للمرة الثالثة نطالب مدربي الأندية في دوري روشن بمنح اللاعبين الدوليين دقائق لعب أكثر من أجل تهيئتهم للمشاركة في نهائيات كأس العالم القادمة بشكل فعَّال، فهل من مجيب؟
ألقاكم بخير.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod