محمد العشيوي - «الجزيرة»:
خطفت المسرحية السورية «عرس مطنطن» الأضواء ضمن فعاليات «موسم الرياض»، بوصفها أول مسرحية سورية تُعرض على مسارح الموسم، في تجربة فنية جمعت بين الحضور الجماهيري والطرح الإبداعي، وقدّمت معادلة متوازنة بين الفن والوجدان الشعبي، وخاطبت المسرحية الجمهور بلغة قريبة، أعادت من خلالها الحنين بأجوائها التراثية ورؤيتها البصرية اللافتة، على خشبة حملت الكثير من روح الشام وتفاصيلها الأصيلة.
واستغرق التحضير للعمل أكثر من أربعة أشهر، حتى نضجت رؤيته الفنية واكتملت عناصره الإبداعية، وسط عمل جماعي مكثف انعكس على جودة العرض، وقدم نجوم المسرحية شكرهم الجزيل للهيئة العامة للترفيه على الدعم الكبير والمساحة الواسعة التي أُتيحت لنجوم الفن السوري، معبرين لـ«الجزيرة» عن تقديرهم لهذه التجربة الثمينة التي تحتفي بالمسرح السوري التراثي.
قصي خولي: المسرحية خطوة نحو المستقبل
قال الفنان قصي خولي إن مسرحية «عرس مطنطن» تمثل دفعة كبيرة وأملاً بمستقبل مشرق للمسرح والدراما السورية، وللمخرج والكاتب على حد سواء، مشيراً إلى أن صناعة الدراما تُعد من أهم الصناعات الثقافية السورية، وقد تأثرت خلال السنوات الماضية، إلا أن المرحلة المقبلة تحمل إيجابيات واعدة.
وأكد خولي أن الدعم الكبير من المملكة سيسهم في إعادة إنعاش الإنتاج الدرامي السوري، وتقديم أعمال متنوعة تلبي احتياجات هذه الصناعة، موضحاً أن العمل على المسرحية بدأ فكرياً قبل ثلاثة أشهر، ثم جرى اختيار النجوم، وانطلقت البروفات قبل شهر، ليصبح العرض جاهزاً للجمهور.
وأضاف أن جميع أعضاء الفريق هم «النجوم الحقيقيون» للعمل، بوجود أكثر من 70 كادراً أسهموا في تقديم عرض متكامل، لافتاً إلى أن التقنيات البصرية والإخراجية، من ديكورات وأزياء، قُدمت بحرفية عالية واهتمام دقيق بالتفاصيل.
وأشار إلى أن «عرس مطنطن» عمل يدعو للفخر بكونه أول مسرحية سورية في «موسم الرياض»، ويجسد العلاقة الوطيدة بين سوريا والمملكة، مؤكداً أن التوجيهات حملتهم مسؤولية تقديم دراما سورية تليق بذائقة الجمهور العربي، برسالة فنية تجمع بين المتعة والقيمة.
وأضاف أن المسرحية قُدمت بروح البيئة الشامية وقيمها وتراثها، وهي مسؤولية كبيرة للحفاظ على هذا الإرث وتقديمه بالصورة التي يستقبلها المتلقي بذات العمق والصدق.
نور علي: الجمهور السعودي ذائقته رفيعة
من جهتها، أكدت الفنانة نور علي أن هذه التجربة تحمل تقاطعات واضحة مستوحاة من المسلسلات الشامية، وهو أمر مقصود، طموحاً لتقديم الأفضل. وأعربت عن أمنيتها بنجاح جميع المسرحيات السورية، مشددة على أن الجمهور السعودي يتمتع بذائقة فنية عالية ومحبة صادقة للفن.
وقالت إن تأثير الفن السوري وتاريخه ونجومه لا يمكن إلغاؤه، مضيفة (نحن فخورون بما نقدمه، فالفن صورة تنعكس على المجتمع، وهو ما يسهم في تطوير المجتمعات).
محمد الجراح: ذاكرة شامية حاضرة
أما الفنان محمد خير الجراح فأشار إلى أن المسرح السوري متجدد ويقدم ألواناً مختلفة من العروض، موضحاً أن الاستناد إلى ذاكرة البيئة الشامية يخلق تقاطعات ثقافية قريبة من الجمهور، لاسيما أن شريحة كبيرة من المتابعين هم من الجمهور السعودي.
وأكد أن العرض استند إلى البيئة الشامية ليكون قريباً من المتلقي، مع تعميق هذا البعد في الذاكرة، لافتاً إلى أن العمل يحمل قيماً جمالية وإنسانية، ويعيد تقديم الشام بكل تفاصيلها كما يرغب الجمهور العربي، برسالة فنية موجهة إلى روح الشام.
نادين تحسين بيك: طاقة إيجابية
بدورها، أوضحت الفنانة نادين تحسين بيك أن هذه الزيارة هي الأولى لها إلى المملكة، مشيدة بذائقة الجمهور السعودي وتفاعله الإيجابي الذي يمنح الفنانين طاقة خاصة، وقدّمت شكرها للجمهور، مؤكدة أن هذا التفاعل يرفع من قيمة العمل ويعكس محبة متبادلة.
وقالت: نحن كسوريين نحرص على تقديم مسرح يليق بتاريخنا الدرامي، ونشعر بمحبة الجمهور على خشبة المسرح، في مشاعر تتقاطع بين الماضي والحاضر، واختتمت حديثها بتوجيه الشكر للهيئة العامة للترفيه، معتبرة أن موسم الرياض يمثل انطلاقة حقيقية وفرصة مهمة لتقديم الفن العربي بصورة تليق بحضوره وتأثيره.