محمد بن عبدالله آل شملان
اختتم مؤخراً مهرجان «وادينا تراث وأصالة» في نسخته الخامسة، الذي افتتحه محافظ وادي الدواسر الأستاذ فهد بن عبدالله المسعود، والحقيقة أنه لم يكن بالغريب أن يتبنَّى أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، رعاية المهرجان؛ لكونه حدثاً غير عادي.
لقد تيقن سموه أن المهرجان جزء من التزامات إمارة منطقة الرياض اتجاه المشاركة النشيطة لإحراز مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تؤكد أهمية الافتخار بالهوية الوطنية والمحافظة على الموروث الثقافي لكل مناطق المملكة، ودعم وتنمية قطاع الثقافة، كرافد رئيسي من روافد التنمية المستدامة.
فكرة إحياء التراث في وادي الدواسر تحمل في ثناياها تنوعاً ثقافياً وعمقاً اجتماعياً، كما أنه يسلط الضوء على جانب مهم من الهوية السعودية والإنسانية معاً في محافظة وادي الدواسر، وهذا المهرجان من دون أدنى شك استطاع أن يقدم لزواره معارف ثرية ومعلومات غزيرة وأشكالاً نادرة تُساعدهم على فهم التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها محافظة وادي الدواسر، ومعرفة الأنشطة التراثية وأهم عناصرها.
العناية بالتراث والأصالة في وادي الدواسر ليس من باب الترف والتسلية ولا التكرار لما مضى من دون فائدة، بل هو مشروع وطني يمنح المجتمع المحلي الشعور بالاستمرارية ويُساعد على استيعاب الحاضر، ويوثق المواطن بأصوله التاريخية، كما أنه يُساهم في بناء التخطيط وتواصل الزمن بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولا شك أن هذه الخلفية التراثية والعلاقات الإنسانية العميقة أمر يُعزز أن يكون وادي الدواسر محطة مهمة ضمن محطات تراث المملكة.
فشكراً لسمو أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز على هذه الرعاية الكريمة، والشكر موصول لمحافظ وادي الدواسر الأستاذ فهد بن عبدالله المسعود، وللأستاذ غازي بن حسين المسعري المدير التنفيذي لهذا المهرجان، ولجميع العاملين على إعداد هذا المهرجان التراثي الوافر وفقهم الله تعالى.