مرَّ على الكرة السعودية نجوم كبار ما زالت لهم ذكرى جميلة في الملاعب السعودية وفي الوسط الرياضي المحلي والعربي بدءاً من سعيد غراب ومبارك عبدالكريم ومروراً بالصاروخ ومحسن بخيت وخالد التركي وصولاً إلى المهاجم الفذ ماجد عبدالله والفيلسوف يوسف الثنيان واللاعب الأشهر عالمياً سامي الجابر والمحور الهداف فؤاد أنور والموهوب نواف التمياط واللاعب القيادي محمد نور والقنَّاص ياسر القحطاني وغيرهم من النجوم السوبر ستار إلا أن اللاعب الأسطوري سالم الدوسري تفوَّق على كل أولئك النجوم ليصبح اللاعب السعودي الأول على مر الأجيال بشهادة من الاتحاد الآسيوي و»الفيفا» الذين أنصفوه في منحه جائزة أفضل آسيوي لمرتين خلال ثلاثة مواسم، والمقدمة من الاتحاد الآسيوي وتسميته من قبل «الفيفا» من ضمن قائمة أفضل 100 لاعب في العالم المرشحين لجائزة الأفضل للعام 2025 .
وما يميز سالم عن زملائه النجوم أنه استطاع تسجيل الأهداف في جميع البطولات العالمية والقارية والمحلية التي شارك فيها على مستوى النادي والمنتخب على الرغم من أنه لاعب طرف وليس مهاجماً صريحاً ولم يكتف بهذا فقد سجلت أرقامه في صناعة الأهداف أرقام تفوق قياسية ولو حظي التورنيدو بفرصة اللعب مع جيل الثمانينات والتسعينات لحقق المزيد من النجومية والإنجازات.
سالم الدوسري حقق مع ناديه الهلال كل البطولات المحلية والقارية وشارك معه في أربع نسخ من كأس العالم للأندية وسجل فيها أهدافاً، كما ساهم في تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية وسجل في نسختين متتاليتين منها ثلاثية منها هدفه التاريخي في مرمى بطل العالم الأرجنتين وبانتظار ما ستسفر عنه قيادته للمنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم المقبلة من إنجازات لهذا اللاعب الكبير. ومسألة عدم توفق سالم في تحقيق بطولة مع المنتخب الوطني فهذا أمر طبيعي حدث ويحدث لنجوم عالميين كبار مثل كرويف ودي بروين وهازار وغيرهم من النجوم العالميين وحتى ميسي ورونالدو لم يحققا المنجزات مع منتخباتهما إلا بعمر كبير وبعد فترة طويلة من الغياب عن البطولات الدولية على مستوى المنتخبات، فكرة القدم لعبة جماعية والمنجزات فيها تحسب للمجموعة والإخفاقات لا تحتسب على الأفراد.
سيبقى الأسطورة سالم الدوسري اللاعب الأول في الكرة السعودية حتى إشعار آخر، ومن الصعب على النجوم القادمين كسر أرقامه، وإن هم قاموا بذلك فسوف ينصفهم التاريخ.
دوري روشن عاد للإثارة والتشويق
استئنفت مباريات دوري روشن الخميس الماضي بالجولة الحادية عشرة بعد تأجيل الجولة العاشرة بسبب ارتباط منتخبنا الوطني بالبطولة العربية، وسوف تستمر المباريات من دون توقف حتى الجولة السادسة والعشرين، يتخللها لعب مباريات الجولة المؤجلة العاشرة وبعض المباريات الآسيوية وهي المرة الأولى منذ انطلاقة دوري روشن التي تلعب فيها 17 جولة من دون توقف مما سيضفي على الدوري مزيداً من الإثارة والندية والتشويق وعندما نصل إلى نهاية الجولة السادسة والعشرين ستكون ملامح شخصية البطل قد اتضحت والمنافسة قد انحصرت بين المتنافسين على اللقب ومن خلال المعطيات المتاحة لنا في الوقت الراهن، فقد يكون التنافس على بطولة دوري روشن لهذا الموسم محصوراً بين قطبي العاصمة والبقية سوف يسعون لتحسين مراكزهم في سلم الترتيب.
بالمختصر المفيد
- يبقى اللاعب القدوة سالم الدوسري في عمر تجاوز الثالثة والثلاثين يقدِّم عطاءات مميزة ويثبت للجميع أن العمر مجرد رقم وأنه مستمر -بمشيئة الله- في قيادته للمنتخب الوطني حتى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي سوف تستضيفها المملكة في مطلع العام 2027 ومن بعدها سيحدد مستقبل مسيرته الدولية.
- أمام متصدر الدوري النصر أربعة اختبارات حقيقية لصدارته للدوري منذ البداية وستكون بالتدرج مع الاتفاق ومن ثم الأهلي فالقادسية يليها ديربي الرياض مع الهلال وإذا تجاوز المباريات الثلاث الأولى منها بالعلامة الكاملة وتعادل في الأخيرة فسيكون في وضع محفّز للذهاب بعيداً في صدارته للدوري وغير ذلك قد يجعله يفقد الصدارة قبل نهاية الدور الأول.
- من الواضح أن معاناة النادي الأهلي من الغياب الثلاثي الدولي الإفريقي كبيرة وذلك بعد الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها من الفتح ويحتاج الأهلي للفوز في مباراتيه القادمتين مع الفيحاء والنصر للدخول في التنافس على المركز الثالث في الدوري والذي قد يمنحه مقعداً في دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم القادم وغير ذلك يعني أن التركيز على مسابقة الكأس ودوري أبطال آسيا للنخبة سيكون هو الهدف الأول للنادي.
- في هذه الأيام الباردة نحن موعودون بمباريات ساخنة حتى نهاية شهر رمضان المبارك ستمنح متذوّقي كرة القدم الدفء في عز برد الشتاء القارس والمهم أن تُدار هذه المباريات بطواقم تحكيمية متمكنة حتى يكون للمباريات مذاق شتوي يضاهي مذاق (الحنيني) والأكلات الشعبية الشتوية الشهيرة.
اعتباراً من مقال هذا الأسبوع تم تغيير عنوان المقال من (فكرة) إلى (صدى القلم) وأتمنى أن نواصل الطرح الذي ينال إعجابكم.
ألقاكم بخير مع صدى قلم جديد يشدو بطرح يرضي أذواقكم.
** **
- محمد المديفر