محمد بن عبدالله آل شملان
لن يكون هناك ما هو أروع عند المنظمة الحكومية من لحظة الفوز التي تثاب فيها على منجزها، ففيها تحس بنجاحها وتميزها، وأن تعبها وسعيها لم يذهب هباء.
وتعطي اللحظة أبعاداً أكبر وتبقى في الذاكرة عندما يتم التتويج في احتفائية بهية، برعاية شخصية كبيرة لها قيمتها وقامتها وتحظى بالمودة والتقدير من الكل في الخليج، وتتهيأ للحفل عوامل النجاح سواء بالمناسبة والزمان والمكان، وتواجد كثيف من القيادات والمسؤولين والإعلاميين، وسط مشاركة على نطاق واسع من مؤسسات إقليمية ودولية لها وزنها المؤثر، فهكذا يكون التتويج تكريماً من التكريمات والحفل عيداً من الأعياد، كما يصبح التميز والتفوق إرثاً مستداماً في الثقافة السعودية.
طافت هذه المعاني الرائعة في خاطري خلال حفل تكريم الفائزين بجوائز النسخة الـ 12 من جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والذي شهده مركز إكسبو الشارقة، والذي شرف برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فجميع المشاهد كانت حظيظة بالتسجيل من حيث الصوت والصورة، وجميع المشاعر والأحاسيس كانت دافئة وحقيقية وجميلة، الأمر الذي جعلني أنوي في الحال بصفتي أحد المنتسبين لهيئة التراث في المملكة، أن أكتب عن منجز الهيئة عن فوزها بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي لفئة أفضل عمل اتصالي يستهدف الأطفال واليافعين، فتكريم أمير الشارقة لهيئة التراث، وكثافة الحاضرين، وبهجة الفائزين، وتهاني المباركين، هي حقاً مسك العمل الناضج والمشروع الهادف، لا سيما وأن الفوز جاء بعد منافسة شرسة شارك فيها أكثر من 2600 ملف من 37 دولة، تأهل منها 74 مرشحاً في 23 فئة رئيسية، ما يعكس مكانة المبادرة وقوة محتواها.
والشكر مستحق لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، الذي ترجم الرؤية الاستراتيجية لتحفيز العاملين معه إلى واقع، والجهود كانت سخية، وبرهن عليها كمية الفعاليات في مبادرة « المكتشف الصغير «، ومرحلتيها الرئيستين، منها الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة، وطلاب المدارس بالفئة العمرية من 13 إلى 17 سنة، ثم الأساليب العلمية والتفاعلية المتبعة معهم، لإشراكهم في الاهتمام بعلم الآثار، وتعريفهم بمواقع التراث الوطني، ثم الترشيحات والتصفيات التي أجراها المحكمون والمقيمون، والمحصلة كانت مشهودة في الختام بتلك المبادرة من هيئة التراث في المملكة، التي استحقت التتويج والتكريم، ولا أنسى أن أشيد بفكرة استهداف المبادرة عدداً من المراكز التجارية في عشرِ مناطق بالمملكة، وكذلك بفكرة تنظيم رحلات مدرسية ميدانية لستة مواقع أثرية في المملكة، فقد كانت هي في محلها، وفي اعتقادي أنها حققت مردودها الرائع عند الجميع، وبخاصة هذا الجيل الذي سيعي أهمية الآثار، وسيحميها وسيحتفي بها بمشيئة الله تعالى في مقتبل الأيام.
فمن يطالع المشهد التراثي في وطننا الباسم، في ظل دعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله-، يجد المناشط والفعاليات موزعة على مدار شهور العام، وقطاعات الهيئة تتعاضد وتتكامل من خلال مهامها الموكلة إليها، وتتشارك مع القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي، وتفتح قنوات التواصل والتعاون مع المتخصصين والمهتمين في قطاع التراث، إضافة إلى الجمعيات والمراكز المهني.
كما أن حلقات التقدير والتكريم ارتقت وصعدت هذا العام 2025م إلى خمس جوائز، بينها أربع عالمية وجائزة إقليمية، من أبرزها جائزتا Better Future - London العالمية للتصميم عن منتجات «بيت الحرفيين» في أملج ومعرض «بنان»، إضافة إلى جائزتي MUSE Creative Awards عن المهرجان الدولي للألعاب الشعبية وفعالية اليوم العالمي للتراث.
كما أشيد بجهود المدير التنفيذي لهيئة التراث الدكتور جاسر سليمان الحربش على جهوده في الارتقاء بالتراث وتحفيز العاملين معه.
جائزة أفضل عمل اتصالي، هي وسام الإنجاز لكل جاد، وهو روح العمل والمثابرة لكل مبدع وصاحب بصمة، في ميدان التأثير وصناعة الرأي، والقادم أفضل، في ظل القيادة الرشيدة التي تهتم بالتراث والأصالة والتأثير.