في حقيبتنا اليوم تنوع في المشارب وتعدد في المناشط يجمعهم هم واحد وعشق لا ينقطع وهو الفن التشكيلي فمن إسبانيا من خلال الفنان كارلوس إلى مصر مع عمر النجدي مرورا بالأحساء وإبداعات تغريد البقشي وصولا إلى أربعائية السليمان التي لا ينقطع مدادها ولا ينضب ينبوعها، هذه المحطات الجميلة مع ما تطرقنا له في اعتداد سابقة تؤكد ما يعيشه الفن التشكيلي من ديناميكية العطاء والمنافسة بكل جديد.
النجدي في الخزامي
انتقلت أعمال الفنان العالمي عمر نجدي المصري الجنسية الرياض بعد عرضها في اتيليه جده وأخذت موقعها في قاليري الخزامي وافتتحت هذه المحطة لأعمال النجدي مساء أول أمس السبت على شرف رجل الأعمال الشيخ مساعد الدريس وحضور نخبة من المثقفين والتشكيليين يستمر المعرض عشرة أيام يقدم فيه عدد من إبداعات الفنان النجدي الذي حقق تواجدا عالميا بلوحاته وحظيت بالاهتمام الدولي والاقتناء من كثير من المهتمين بالفنون التشكيلية كما خصص له جناح في متحف في بريطانيا.
تغريد من البياض
إلى فضاء اللون
السبت القادم تطل الفنانة تغريد البقشي عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية إحدى التشكيليات اللائي أكدن على تواجدهن بأسلوبهن الخاص، وحققت بمسيرتها التشكيلية جوائز متقدمة كان أقربها الجائزة الثانية في فرع من فروع مسابقة السفير التشكيلية.
البقشي تطل بمعرض جديد يشرف افتتاحه السبت القادم سعادة وكيل الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز السبيل ويقام في معهد المهارات والفنون ضمن برامج المعهد لإقامة المعارض التشكيلية، يأتي حاملا حلقة جديدة من التواصل للفنانة تغريد مع منجزها التشكيلي الذي عرفت من خلاله خصوصا التعبيرات الوجدانية التي تلتقطها من الوجوه إضافة إلى مرحلة جديدة من الاستلهام في مجال اللون والسيطرة على اللوحة من زواياها الأربع دون تقييد للعناصر التي تتراءى لنا بحرية مطلقة في فضاء العمل. الفنانة تغريد لا ترتبط أو تضع اختلاف راي المتلقي عائقا لإبداعها فهي ترسم مشاعرها وبوحها للوحاتها، ولهذا تأتي مرحلة المتلقي لاحقا حيث تلامس الأعين الأخرى مؤكدة احترامها للمشاهد بمنحه مفاتيح الفكرة والمضمون، ترسم لتبني جسر يربط إحساسها بالعالم موجدة حوار بين مختزلها وبين المحيط، ترسم لا لكسب مادي وإنما إحساسا بحاجة الحياة والناس إلى محرض شاعري تستفيق منه الذاكرة الوجدانية وتتفاعل معه من خلال ومضات لونية مضيئة شكلت منها رسائل بإمضاء الأنامل ونبض المشاعر.
حوار الذاكرة
المتابع لإبداع الفنانة تغريد البقشي يرى أنها لا تقفز بقدر ما تتحسس موقع قدمها نحو تطوير أدواتها مما يعني الحاجة إلى أعين ناقدة تعرف مسبقا بكل تحول من عمل إلى آخر، فاللوحة تمثل كائنا حي يقبل التطور ويرفظ التكرار، خرجت لنا في معارض سابقة بعلاقة مع الإنسان وجدت في الوجوه نافذة نحو الاعماق ثم تابعت البحث في اللون لتتجاوز مرحلة تمسكت فيها بعائلة اللون الأزرق ودرجاته لتتسع مساحة العلاقة إلى بقية الاسرة اللونية في بالتة ألوانها لتقدم في هذا المعرض قدرتها على إقامة علاقات لونية منسجمة لا نشاز فيها، جمعت في أعمالها الجديدة في هذا المعرض بين الانفعال الحركي لتشكيل العناصر بتماس لوني هو أصل التصوير الزيتي لتخرج لنا دلالاتها الرمزية التي تشكل في النهاية التكوين الكلي للوحة، بعلاقة لا متناهية بإسقاط فلسفي طرديا إلى ما بعد اللوحة،كما تأتي العناصر في لوحات تغريد إيقاعية في حركة اللون انسيابية في التجاور.
معرض الإسباني كارلوس
تستضيف وزارة الإعلام بالتعاون مع سفارة المملكة الإسبانية هذه الأيام في مركز الملك عبد العزيز التاريخي معرضا الفنان الإسباني كارلوس دياث الذي يستمر لمدة عشرة أيام ابتداء من مساء أمس الأحد حيث تم افتتاح المعرض بحضور الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية وسعادة سفير إسبانيا في المملكة السيد م ما نويل إلا بارت، هذا وسوف يقوم الفنان كارلوس بتنفيذ ورشة عمل يقدم من خلالها أسلوبه في تقنية أعماله وتنفيذها وذلك طوال فترة إقامة المعرض.
يقول عنه سفير إسبانيا بالملكة السيد منويل الابارت: إن الفنان كارلوس ينتج أعمال مبهرة معتمدا فيها على اللون والضوء تحل إحساسا جميلا جامع فيه التوازن والتوافق والنضوج ويضيف السفير لسيد منويل أن الفنان ان نجاح الفنان كارلوس يقاس بشكل ظاهر من خلال تنامي عدد الأفراد الذين اقتنوا أعماله الفنية والمتاحف التي قات بشرائها، جاء ذلك في الكلمة التي تصدرت الكتيب الخاص بالمعرض التي اختتمها السفير الإسباني بشكره للجهات السعودية لمساعدتها وتسهيل سبل إقامة هذا المعرض. وخص بذلك وزارة الثقافة والإعلام.
تضمن كتيب المعرض أيضا كلمة لمعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني الذي أشار فيها إلى أن المملكة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام تسعد وهي تستضيف المعرض الإسباني على أرضها للفنان كارلوس انجل ديات كامبيليو في مدينتي الرياض وجده مضيفا أن أعمال الفنان كارلوس تعمل على التقريب بين الشعوب والحضارات وهذا بلا شك يساعد على فهم طبيعة الأمم وتقاليدها.
تعددت الوجوه والفن واحد
خلال الأسابيع الماضية استضاف ملتقى الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان الذي يعقده بمرسمه في الدمام عدد من الوجوه والأسماء التشكيلية المحلية والعربية من تلك الأسماء الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد الذي كان في زيارة للمنطقة الشرقية، وقد ناقش الملتقى اللقاءات التشكيلية الخليجية وهذا تزامن مع إقامة قطر صالون الشباب الخليجي.
اللقاء تضمن نقاشا عن الإصدارات الفنية خاصة الكتب حيث اطلع الحاضرون على كتاب الفنان يوسف أحمد الذي صدر قبل اقل من عام بمناسبة معرضه الكبير الذي تزامن مع مهرجان الدوحة الثقافي الأخير.
من جانب آخر استضاف الملتقى الفنان التشكيلي محمد المنيف نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية والمشرف على صفحات الفن التشكيلي في صحيفة الجزيرة، والحوار تنوع بين تجربة المنيف من خلال عمل فني معروض بمكان اللقاء، وعدد من الجوانب المتعلقة بالساحة التشكيلية المحلية.
كما استضاف الملتقى في جلسة تالية الفنان التشكيلي السوداني أ. د. محمد عبد المجيد فضل الذي التقى بعدد من الفنانين وتعرف على بعض تجاربهم الفنية.
وكان الملتقى استضاف الفنان عبد الله حماس في جلسة تالية استعرض خلالها بعضا من أعماله الجديدة التي اصطحبها أثناء زيارته للمنطقة الشرقية، وحضر اللقاء الدكتور عبد الله الطويرقي الكاتب في صحيفة اليوم ورئيس تحرير سابق لمجلة الشرق.
يحضر ملتقى السليمان التشكيلي عدد من الفنانين والكتاب بالمنطقة الشرقية بينهم عبد الله الشيخ وكمال المعلم وعلي عيسى الدوسري ومحمد الصقعبي وعبد الله المرزوق وزمان محمد جاسم وعبد العظيم آل شلي ومحمد الحمران وتركي الدوسري وإبراهيم فلاته ومحمد جمعان الدوسري ومحمد الصندل ويوسف الحربي وعبد الستار الموسى ومحمد وجيه مدور ويوسف شغري وأحمد سماحة وآخرون.
واستضاف خلال الجلسات السابقة عددا من الفنانين السعوديين، ويقام يوم الأربعاء بواقع مرتين كل شهر.
